ابوظبي - سيف اليزيد - هدى الطنيجي (أبوظبي)
أكّدت قيادات نسائية أن المرأة الإماراتية أصبحت نموذجاً عالمياً ملهماً للنساء حول العالم، بفضل فرص التمكين المقدمة لها، التي أضحت علامة فارقة في مسيرة النهضة في الإمارات والمنطقة والعالم، وتمكّنت في زمن قياسي من تحقيق الإنجازات والنجاحات في كافة الأصعدة والمجالات.
وأكدن أن الدولة سعت إلى تعزيز مكانة المرأة الإماراتية، وتعزيز مشاركتها في مختلف القطاعات، لتحقيق المساواة وضمان حصولها على حقوقها الكاملة، عبر توفير بيئة داعمة والسعي نحو تطوير مهاراتها لتتمكن من تحقيق ذاتها، فضلاً عن سن القوانين والتشريعات التي وضعتها القيادة الرشيدة، انطلاقاً من إيمانها الكبير بقدرة ابنة الوطن على دفع مسيرة التميز والبناء.
كما أعربن عن شكرهن، لسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي أطلقت «رؤية أم الإمارات 50:50» لتؤسس مستقبلاً مشرقاً، وتفتح أمام المرأة الإماراتية أبواباً أوسع للعطاء المحلي والتأثير العالمي، بصفتها الداعم الأول للنساء، من خلال تمكينهن من بناء أسر متماسكة وتعزيز مشاركتهن في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حتى باتت المرأة الإماراتية مساهمة بشكل أساسي وفاعل في عملية صنع القرار، والدفع بها نحو الانطلاق إلى آفاق المستقبل.
وتقول الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة - أبوظبي: على امتداد خمسين عاماً، رسّخت المرأة الإماراتية مكانتها كشريك أساسي في مسيرة التنمية الشاملة والازدهار الوطني، مستنيرة برؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» ونهجها الرائد في العطاء والتمكين. وتجسّد هذا النهج في شراكة فاعلة للمرأة الإماراتية، وبصمة حاضرة في مختلف الميادين، انخراطاً في مسيرة بناء الوطن وتعزيزاً لمكانته الريادية.
وأضافت: يأتي إطلاق «رؤية أم الإمارات 50:50» ليشكّل محطة فارقة في مسيرة تمكين المرأة الإماراتية، من خلال توفير المزيد من الفرص لتعزيز حضورها وترسيخ دورها الريادي في مسارات التنمية الوطنية، وفي مقدّمتها القطاع الصحي. فقد أصبحت المرأة الإماراتية تمثّل 79% من الكوادر الوطنية العاملة في القطاع الصحي في إمارة أبوظبي، وهو حضور نفخر به جميعاً، حيث تُبنى صحة مجتمعنا كل يوم على أيدي كفاءات نسائية وطنية ملهمة أثبتت قدراتها وتركَت بصمة واضحة بإنجازاتها.
وتابعت: نحن اليوم على مشارف مرحلة جديدة من التمكين والتطوير، نجسّد من خلالها «رؤية أم الإمارات 50:50» باستلهام فكرها وعطائها، عبر الاستمرار في خلق الفرص أمام المرأة الإماراتية في منظومتنا الصحية، وتوسيع برامج إعداد القيادات النسائية، وتفعيل مسارات التدريب والمنح البحثية، وتعزيز مهاراتها في أحدث التقنيات والمسارات العلاجية عالمياً. كما سنواصل دعم حضورها على الساحة الدولية وصوتها المؤثر في صنع القرار، وتوفير بيئات عمل مرنة وخيارات تطوير مهني مستمر، بما يحوّل طاقات ومواهب بنات زايد إلى قيمة مضافة في كل جانب من جوانب الرعاية، ويسهم في صياغة مستقبل أكثر صحة وازدهاراً لمجتمعنا.
نموذج عالمي
من جانبها، قالت الدكتورة عائشة المهري، الرئيس التنفيذي لمنشآت برجيل القابضة في مدينة العين: «في هذا اليوم الوطني الاستثنائي، نحتفي بيوم المرأة الإماراتية تحت شعار (يداً بيد نحتفي بالخمسين)، المستمد من رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، التي لطالما كانت الملهمة الأولى لمسيرة تمكين المرأة، ويمثل هذا الشعار مناسبة عظيمة لتجديد التزامنا تجاه المرأة الإماراتية، التي أثبتت عبر خمسة عقود أنها شريك أساسي في تنمية المجتمع وبناء الوطن».
وأضافت: «تجسد ‘رؤية أم الإمارات 50:50’ نموذجاً عالمياً في التوازن بين الهوية الوطنية، والتمكين المؤسسي، والشراكات الدولية، وهو ما يتماشى تماماً مع قيمنا في برجيل القابضة، ونحن نؤمن بأن الاستثمار في المرأة ليس فقط خياراً تنموياً، بل ضرورة استراتيجية لصياغة مستقبل صحي، مستدام وشامل في دولة الإمارات».
وتابعت: «ملتزمون بمواصلة دعم المرأة الإماراتية في مختلف مراحل حياتها، سواء كمستفيدة من خدمات الرعاية الصحية المتقدمة، أو كقيادية ضمن فرقنا الطبية والإدارية، وفي هذه المناسبة العزيزة على قلب كل إماراتية نؤكد فخرنا بهذه المسيرة، ونشارك في تعزيز مكانة الإمارات كدولة رائدة في تمكين المرأة على المستويات المحلية والعالمية».
وأكّدت أن المرأة الإماراتية في القطاع الطبي الخاص «تلعب دوراً محورياً في تعزيز جودة الرعاية الصحية والابتكار الطبي، حيث تُشكل قوة دافعة تقود التطور وتحسن حياة المرضى. ونعتز بتمكين القيادات النسائية في فرقنا الطبية والإدارية، وندعم بشكل مستمر نمو مهاراتهن وتعزيز مساهماتهن، مما يعكس التفاني والاحترافية التي تتميز بها المرأة الإماراتية في بناء قطاع صحي خاص رائد يواكب أعلى المعايير العالمية».
تمكين المرأة
بدورها، قالت شمسة المهيري، مدير برنامج مسيرة المرأة الإماراتية والمشاريع الخاصة في «بيورهيلث»: على مدار خمسة عقود، رسخت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً عالمياً رائداً في تمكين المرأة انطلاقاً من رؤية مؤسسيها الراسخة، التي آمنت بدور المرأة الإماراتية المحوري في بناء وطن متقدم وشامل. ومنذ اللحظة الأولى، حملت المسيرة الوطنية ملامح الطموح، ففتحت الآفاق أمام الكفاءات النسائية لتكون شريكة في صنع القرار، وصاحبة أثر في كل ميدان.
وأضافت: «نحتفي بالذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد النسائي العام، هذه المسيرة الملهمة التي وضعت المرأة الإماراتية في قلب منظومات الحوكمة، والتعليم، والرعاية الصحية، والعلوم، ولم تكن إنجازاتها مجرد محطات نجاح، بل طاقات متجددة تواصل دفع عجلة التقدم نحو مستقبل أكثر إشراقاً. وفي بيورهيلث نفخر بأن نكون جزءاً من هذا الزخم الوطني المتصاعد، ونؤكد التزامنا الراسخ بدعم المرأة الإماراتية على كافة المستويات المؤسسية، بما يمكنها من القيادة والمشاركة بثقة وفعالية، والمساهمة في رسم ملامح الخمسين عاماً المقبلة من مسيرة التحول والتطور الوطني».
وقالت: بفضل دعم دولة الإمارات لبناتها، تمكنت من الالتحاق بالتعليم الأكاديمي وحصلت على درجة الدكتوراه في إدارة المواهب واستبقائها وفق استراتيجيات التميز من جامعة أبوظبي، إلى جانب الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال من جامعة الشارقة، وبكالوريوس العلوم التطبيقية في إدارة الأعمال والدبلوم العالي في إدارة الأعمال من كليات التقنية العليا، الأمر الذي أهلني للمشاركة في برامج قيادية متقدمة بجامعات ومؤسسات عالمية مرموقة مثل جامعة هارفارد، إنسياد، IMD، وأشريدج للتعليم التنفيذي. وشهادات في إدارة المشاريع من IPM وMPM من جامعة جورج واشنطن، واكتسبت على إثر ذلك خبرات واسعة منحتني القدرة على الإسهام بشكل محوري في مواءمة الخطط الاستراتيجية مع رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، ومواكبة أولويات الأجندة الوطنية كمقيم رئيسي في جوائز التميز الحكومي على المستويين الاتحادي والمحلي، كما قدمت جلسات استشراف المستقبل التي أثمرت أكثر من 12 مشروعاً مبتكراً في قطاع الرعاية الصحية
فرص التمكين
وقالت الدكتورة حمدة سالم النيادي، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي شركة «صحة»: يُعد تمكين المرأة إحدى الركائز الأساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم، كما يُعتبر مؤشراً مهماً لتقدم الدول وازدهارها، ومنذ تأسيسها، أولت دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً بالغاً بدور المرأة كشريك رئيسي في مسيرة البناء الوطني، فأطلقت العديد من المبادرات والاستراتيجيات الوطنية التي تضمن مشاركتها الفاعلة في مختلف مجالات الحياة.
وأضافت: من أبرز هذه المبادرات، «رؤية أم الإمارات» التي تتبنى مبدأ التوازن بين الجنسين بنسبة 50:50، وتركز على تمكين المرأة في مجالات التعليم، وسوق العمل، ومراكز اتخاذ القرار، وفي القطاع الصحي تحديداً أثبتت المرأة الإماراتية حضوراً مميزاً من خلال توليها مناصب قيادية، وإدارتها للمؤسسات الصحية.
وذكرت الدكتورة النيادي أنه على الصعيد العالمي، تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن النساء يُشكلن نحو 70% من القوى العاملة في القطاع الصحي، إلا أنهن لا يشغلن سوى 25% من المناصب القيادية، وهذا يُبرز الحاجة الملحة لسد هذه الفجوة من خلال توفير بيئة عمل عادلة، وفرص تدريب متقدمة، وتمكين إداري حقيقي. وأكدت أن تمكين المرأة في القطاع الصحي لا يُحقق فقط العدالة الاجتماعية، بل يُسهم أيضاً في تعزيز كفاءة وجودة أنظمة الرعاية الصحية، ويضمن استجابة شاملة تلبي احتياجات جميع أفراد المجتمع، ويُعد الاستثمار في قدرات المرأة خطوة استراتيجية نحو بناء مستقبل صحي مستدام ومتوازن.