ابوظبي - سيف اليزيد - هالة الخياط (أبوظبي)
اختتمت أمس فعاليات النسخة الثانية من المعرض والمؤتمر العالمي للسكك الحديدية والنقل والبنية التحتية «جلوبال ريل 2025»، الذي أقيم على مدار ثلاثة أيام تحت شعار «قيادة مستقبل النقل وتعزيز الترابط العالمي»، برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وبمتابعة من سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس إدارة شركة قطارات الاتحاد.
وجسّد «جلوبال ريل 2025» الدور المتنامي للعاصمة أبوظبي مركزاً عالمياً رائداً للابتكار في مجال النقل المستدام، حيث استقطب أكثر من 20 ألف زائر دولي من 100 جنسية، بمشاركة 24 وزيراً ووفوداً حكومية من مختلف الدول، وأكثر من 200 جهة عارضة تمثل 14 قطاعاً حيوياً، بينها 70 شركة تشارك للمرة الأولى. كما شارك أكثر من 60 رئيساً تنفيذياً لشركات وجهات رائدة يصل إجمالي إيراداتها إلى 140 مليار دولار، ما يعكس المكانة الدولية التي رسّخها الحدث خلال فترة وجيزة.
وتضمنت فعاليات الحدث مؤتمرين، أحدهما استراتيجي ناقش أكثر من 55 قضية جوهرية تتعلق بمستقبل القطارات فائقة السرعة والتمويل المستدام والسياسات والحوكمة والذكاء الاصطناعي وتخطيط مدن المستقبل، والآخر فني تناول أحدث الحلول التقنية في مجالات الهندسة والرقمنة والمركبات المتحركة وإدارة الأصول والابتكار التشغيلي.
كما شهد المعرض أجنحة ومنصات متخصّصة أبرزها منصة الابتكار وجناح التمويل، إلى جانب جناح المشاريع الدولية وتسعة أجنحة وطنية لدول رائدة، مثل المملكة المتحدة وإسبانيا وألمانيا وكوريا الجنوبية والهند والأردن.
وحظيت جائزة «جلوبال ريل للابتكار» بإقبال لافت، حيث استقطبت 242 مشاركة، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المشاركات التي سجلتها النسخة الأولى، مع تخصيص منحة قيمتها مليون درهم لدعم المشاريع الفائزة.
وفي سياق المعرض، سلطت شركة قطارات الاتحاد الضوء على جهودها الريادية في جانب الاستدامة، حيث أكدت عذراء المنصوري، مدير إدارة السياسات العامة والاستدامة في قطارات الاتحاد، أن الشركة تضع الاستدامة في صميم استراتيجيتها منذ انطلاقة المشروع وحتى اليوم، مشيرة إلى أن قطارات الاتحاد تُعد أكثر وسائل النقل استدامة على مستوى المنطقة.
وقالت المنصوري: «منذ البداية، أولينا جانب الاستدامة أولوية قصوى في جميع مراحل المشروع، ونفخر اليوم بالإنجازات التي تحققت على أرض الواقع، حيث نتوقع أن تسهم قطارات الاتحاد في خفض الانبعاثات الكربونية لقطاع النقل البري بنسبة تصل إلى 21% بحلول عام 2050، أي ما يعادل 8.2 مليون طن من الانبعاثات سنوياً».
وأضافت: «انطلاقاً من التزامنا بالشفافية، أطلقنا العام الماضي مبادرة رائدة تتمثل في شهادات تقليل الكربون المعتمدة، والتي تُمنح لعملائنا لتوضيح نسبة الانبعاثات التي تم خفضها عند استخدام القطار بدلاً من وسائل النقل التقليدية. وقد تمكن عملاؤنا خلال عام 2024 من تقليل انبعاثاتهم بنسبة تراوحت بين 70 و80%».
وكشفت المنصوري عن مشاريع جديدة تعزز التحول نحو الطاقة النظيفة، وقالت: «بدأنا بالفعل مشروعاً لتزويد محطة الغويفات للشحن بالطاقة الشمسية، ومن المقرر استكماله بنهاية العام الجاري ليكون أول مشروع مدعوم بالكامل بالطاقة المتجدّدة ضمن منظومة قطارات الاتحاد. كما نعمل على تعميم التجربة تدريجياً في باقي المحطات، وتحويل البوابات والأجهزة العاملة بالكهرباء أو الوقود البترولي إلى أنظمة طاقة شمسية أو بدائل نظيفة تشمل الطاقة الهيدروجينية».
وشددت عذراء المنصوري على أن نهج الاستدامة يمتد إلى سلسلة التوريد بكاملها، مضيفة: «نحرص على أن يلتزم موردونا وشركاؤنا بممارسات مستدامة من بداية سلسلة التوريد، وحتى تقديم الخدمة النهائية، بما يعكس مسؤوليتنا المشتركة تجاه البيئة والمجتمع».
كما لفتت إلى أن الشركة أطلقت إطاراً للتمويل المستدام يربط الاستثمارات بالمشاريع الخضراء، ويعزز مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية. وقالت: «الاستدامة في قطارات الاتحاد ليست مجرد شعار، بل هي ممارسة يومية ورؤية استراتيجية تهدف إلى إحداث أثر ملموس في الحد من الانبعاثات، وتحقيق قيمة مضافة لاقتصاد دولة الإمارات ومجتمعها».
ويؤكد انعقاد «جلوبال ريل 2025» مجدداً في أبوظبي أن العاصمة باتت لاعباً محورياً في مشهد النقل العالمي، وقادرة على استقطاب صناع القرار والخبراء والمستثمرين لتشكيل رؤية مشتركة نحو مستقبل أكثر استدامة وتكاملاً لقطاع النقل، حيث شكّلت جلسات الحدث ومنصاته فرصة ثمينة لعرض التجارب الرائدة، مثل تجربة قطارات الاتحاد في الاستدامة، وتبادل الخبرات والمعرفة حول أحدث الحلول التقنية والابتكارية التي ستسهم في رسم ملامح مستقبل النقل العالمي.