ابوظبي - سيف اليزيد - إبراهيم سليم (الظفرة)
واصل مهرجان ومزاد الظفرة للتمور، في دورته الرابعة، فعالياته في اليوم الثاني، وسط إقبال كبير من جانب الجمهور، مثمنين الجهود التي أسهمت في نجاح المهرجان بفعالياته المتنوعة، وأصبح وجهة مثلى، وشهد اليوم الأول للمهرجان إقامة مسابقة نخبة الظفرة للتمور، ومسابقة تغليف التمور دون إضافات، ومسابقة عسل سائل شوط مفتوح، ومزاد التمور.. ويتم عقب كل مسابقة تسلم وفرز وتحكيم وإعلان نتائج كل مسابقة. وشهد اليوم الثاني إقامة مسابقة بومعان، ومسابقة عسل السمر شوط محلي، ومزاد التمور.. وتقام اليوم مسابقة الدباس ومسابقة عسل السدر شوط محلي ومزاد التمور.
لجان التحكيم
كانت لجان التحكيم في مهرجان ومزاد الظفرة للتمور استقبلت في اليوم الأول ما مجموعه 6.9 طن (6.939 كيلوجراماً) من التمور الفاخرة ضمن مسابقات نخبة الظفرة للتمور، تغليف التمور السادة، والعسل السائل - الشوط المفتوح، إلى جانب مزاد التمور الذي يستمر حتى 26 أكتوبر الجاري في مدينة زايد بمنطقة الظفرة، بتنظيم من هيئة أبوظبي للتراث.
وسجلت مسابقة نخبة الظفرة للتمور مشاركة 39 مزارعاً قدّموا 2.925 كيلوجراماً من التمور المتميزة لموسم 2025، من مختلف الأصناف المنتجة في مزارع الدولة، حيث شارك كل متسابق بخمسة أصناف بوزن إجمالي بلغ 75 كيلوجراماً.
أما مسابقة تغليف التمور السادة، فقد شهدت 16 مشاركة، قدّم أصحابها نماذج مبتكرة للتغليف بوزن إجمالي 384 كيلوجراماً، ضمن معايير تركز على خفة الوزن، وجمال التصميم، وسهولة الحمل والتداول، والمتانة، والجاذبية البصرية، مع إحكام الإغلاق وشفافية العبوة.
وفي مزاد التمور، تم عرض 3.630 كيلوجراماً من التمور موزعة على 1.210 صناديق، وبلغ إجمالي المبيعات أكثر من 72 ألف درهم، فيما سُجّلت أعلى قيمة بيع لصنف «الزاملي» بمبلغ 550 درهماً للصندوق الواحد.
كما شهدت مسابقة العسل السائل «الشوط المفتوح» مشاركة 129 متسابقاً، قدّموا 258 كيلوجراماً من العسل، حيث تخضع العينات لتحليل فني دقيق من قبل لجان التحكيم يشمل اختبارات الرطوبة، السكروز، الجلوكوز، درجة الحموضة، ومركب الهيدروكسي، ميثيل فورفورال (HMF) لضمان جودة المنتجات المشاركة.
صورة تراثية
قال نواف الكثيري، إن هذا المهرجان فرصة جيدة لجميع مرتادي المهرجان من الأجيال الجديدة والشباب والمنتجين والمستهلكين، حيث يتعرفون على كل ما هو جديد في مجال التمور وأحدث السلالات وخاصة النادرة منها.. كما يعد هذا المهرجان من الدعم المقدم، والاهتمام من جانب القيادة الرشيدة سواء للمزارعين أو والمنتجين والحفاظ على الهوية والتراث.
ومن جانبه، قال سامي المنهالي، إن المهرجان ينقل صورة تراثية حديثة للجيل القادم، ودعم من قيادتنا الرشيدة، بانتخاب أفضل وأجود أنواع التمور والفسائل والسلالات النادرة، ذات القيمة السعرية المرتفعة والجودة العالية، وهو ما يعد تحفيزاً للأسواق والمستهلكين، ويعود بالفائدة على المزارعين.
من جانبه، قال سرور الهاجري، إن مهرجان ومزاد الظفرة للتمور أحدث نقله مهمة وتنافسية بين المزارعين والمنتجين، وبفضل اهتمام القيادة الرشيدة ارتفعت معدلات العناية بالمنتج من التمور بكل أصنافه، وخاصة الأصناف المنتخبة، والنادرة، كما تمت العناية سنة بعد سنة، فيما يتعلق بالتعبئة والتغليف، وتنافسية عالية بين المزارعين أو المنتجين، بما انعكس على جودة التمور الإماراتية، ونحن فخورون بمثل هذه المهرجانات التي تحيي التراث وتجمع بين الماضي والحاضر.
ومن جانبه، أكد محمد المزروعي أن مهرجان الظفرة للتمور أصبح وجهة مهمة لعشاق التمور بأصنافها المتميزة، ولا يخفى على أحد النقلة النوعية التي نلاحظها في مجال زراعة والعناية بنخيل التمر، وأصبحت التمور الإماراتية ذات سمعة عالمية؛ وذلك بفضل الاحتكاك بين المزارعين والمنتجين، وتبادل الخبرات، وتم بذل الكثير من الجهود للوصول إلى هذه المرحلة؛ بفضل دعم لا محدود من قيادتنا الرشيدة.
ولفت إلى أن المهرجان يضم الكثير من الفعاليات التي تجذب الأسر والأطفال ومختلف الأعمار، ويحظى بكثافة عالية من الرواد.
الفنون الشعبية
يحتفي مهرجان ومزاد الظفرة للتمور بالتراث الإماراتي الأصيل من خلال تخصيص مساحة يومية لفرق الفنون الشعبية التي تقدم عروضاً متنوعة من فنون الأداء التراثي، في مشهد يجمع بين الأصالة والتنوع، ويعكس التكامل بين البعد التراثي والترفيهي للمهرجان. وتشارك في المهرجان الذي انطلق، أمس، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وتنظيم هيئة أبوظبي للتراث ويستمر حتى 26 أكتوبر في مدينة زايد بمنطقة الظفرة، عدة فرق تتبع لجمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح، منها: فرقة العتيبة للعيالة، فرقة صقور الإمارات الحربية، وفرقة الشباب للعيالة، وفرقة الطرب الحربية، وفرقة ظبيان للعيالة، وفرقة بن نعمان للحربية، وفرقة الشامسي الحربية. ومن الساعة الرابعة عصراً حتى العاشرة مساءً، تنتشر هذه الفرق بين أركان المهرجان لتُحيي أجواءه بإيقاعاتها المميزة أمام ساحة مزادات التمور وأمام معرض الصور، ما يمنح الحدث طابعه الخاص المرتبط بهوية المجتمع الإماراتي، ويجسد التنوع الثقافي والاجتماعي الذي تتميز به دولة الإمارات. تشكل الفنون الشعبية جزءاً رئيساً من منظومة الهوية الوطنية الإماراتية، إذ تعكس القيم والمبادئ التي نشأ عليها أبناء المجتمع، وتربط الأجيال الجديدة بجذورهم التاريخية وموروثهم الثقافي. كما تسهم في تعزيز الانتماء الوطني ونقل التراث الشفهي والحركي إلى الأجيال القادمة بأساليب معاصرة، لتبقى هذه الفنون حاضرة في وجدان المجتمع، وركيزة من ركائز الهوية التراثية لدولة الإمارات. ويأتي اهتمام اللجنة المنظمة بإدراج الفنون الشعبية ضمن الفعاليات في إطار إبراز الثراء الحضاري والفني لمجتمع الإمارات، وإحياء الموروث الشعبي الذي يعبر عن قيم المروءة والشهامة والكرم، ويُجسد روح الكرامة والشرف وإغاثة الملهوف، كسمات أصيلة في الشخصية الإماراتية.