اخبار العالم

الناتو على حبل مشدود: موازنة الردع الروسي وتجنب التصعيد العسكري

الناتو على حبل مشدود: موازنة الردع الروسي وتجنب التصعيد العسكري

تزايدت حوادث انتهاك المجال الجوي الأوروبي خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت يشهد تصعيدًا غير مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وبينما يُتهم الكرملين باختبار صبر الغرب باستخدام طائرات حربية ومسيرات منخفضة الكلفة، يجد الحلف نفسه أمام معادلة دقيقة: كيف يردع هذه الاختراقات دون أن يدفع باتجاه مواجهة مفتوحة قد تخرج عن السيطرة؟

تعزيز المراقبة

وفي بحر البلطيق والدنمارك، عزز الناتو عملياته الجوية، بينما سارعت فرنسا وألمانيا والسويد إلى دعم الدفاعات الجوية في محيط المطارات والقواعد العسكرية. وأطلقت بولندا تحذيرات شديدة اللهجة مؤكدة استعدادها لاستخدام القوة المميتة، في حين تبدي دول أخرى حذرًا أكبر، معتبرة أن إسقاط الطائرات يجب أن يكون الخيار الأخير.

ورغم هذا التباين، يرى قادة الحلف أن موسكو تستخدم هذه الانتهاكات لاستنزاف موارد الناتو واختبار سرعة رد فعله. وقد جاء إطلاق عملية «الحارس الشرقي» بعد حادثة مسيرة في بولندا ليؤكد جدية التهديد، لكنه كشف أيضًا عن صعوبة توزيع الموارد، إذ إن تعزيز الدفاعات الأوروبية قد يحرم أوكرانيا من أنظمة حيوية.

القوة المميتة

وأرسلت بولندا رسالة مباشرة: أي طائرة أو صاروخ يخترق مجالها سيتم إسقاطه. وتعكس تصريحات وزير خارجيتها في الأمم المتحدة استعدادًا للمواجهة حتى لو كانت العواقب سياسية أو عسكرية. غير أن الناتو كتحالف يفضل الحذر، حيث أكد أمينه العام مارك روته ضرورة تقييم التهديدات بدقة وتجنب قرارات متسرعة قد تؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه.

وهذا التباين بين الدول الأعضاء يوضح المعضلة الأساسية: هل الأولوية للردع الحازم حتى لو تسبّب في مواجهة مع موسكو، أم لضبط النفس لتجنب حرب قد تشمل قوى نووية؟

ضبط التوازن

والقرار النهائي للتعامل مع الاختراقات الجوية يقع على عاتق القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا، الجنرال الأمريكي أليكسوس جرينكويش. الذي مهمته التوازن بين السرعة والحذر، حيث يعتمد على معلومات استخباراتية لتحديد النوايا الروسية وحجم الخطر. وفي بعض الحالات، يكتفي الحلف بمرافقة الطائرات الروسية بعيدًا، كما حدث في المجال الجوي الإستوني، تفاديًا لمنح موسكو فرصة لاختبار قواعد الاشتباك بشكل أعمق.

مخاطر سوء التقدير

ويوضح التاريخ العسكري خطورة سوء الحسابات. ففي عام 2015، كاد إسقاط تركيا لطائرة روسية أن يفجر مواجهة مفتوحة. وقبل ذلك، عام 1983، أدى إسقاط الاتحاد السوفيتي لطائرة مدنية كورية إلى أزمة حادة بين الشرق والغرب. هذه الأمثلة تُظهر أن إطلاق النار لا يعني فقط الردع، بل قد يفتح الباب أمام أزمة يصعب احتواؤها.

الضغط على الطيارين

ويواجه الطيارون الغربيون ضغوطًا كبيرة، حيث يُطلب منهم التفريق بدقة بين المناورة الاستفزازية والنية العدائية. أي خطأ في التقدير قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة. كما أن استخدام صواريخ باهظة الثمن لإسقاط مسيرات رخيصة يُرهق ميزانيات الدفاع، ما يجعل الحلف مضطرًا للبحث عن حلول أكثر استدامة.

الردع دون تصعيد: استراتيجية الناتو

يعتمد الناتو في هذه المرحلة على إستراتيجية مزدوجة:

• الردع عبر إظهار الجاهزية العسكرية وتعزيز الانتشار الجوي.

• ضبط النفس لتفادي إعطاء موسكو ذريعة لاتهام الحلف بالتصعيد أو لجره إلى مواجهة مباشرة.

لكن القيادة الأمريكية، التي تلعب دورًا محوريًا، تبدو متحفظة حتى الآن.

الرئيس الأمريكي ترمب وصف بعض الحوادث بأنها «أخطاء محتملة»، ما أضعف ثقة الأوروبيين بمدى التزام واشنطن في هذه المواجهة الدقيقة.


كانت هذه تفاصيل خبر الناتو على حبل مشدود: موازنة الردع الروسي وتجنب التصعيد العسكري لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الوطن أون لاين وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا