ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد عاطف (غزة، القاهرة)
كشفت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، أولغا تشيريفكو، عن أن العمل الإنساني في غزة يشهد تطوراً ملموساً مع دخول مرحلة جديدة من التوسع في توزيع المساعدات، وتقديم الخدمات المنقذة للحياة، مؤكدة أن الأيام الأخيرة حملت إشارات مشجعة على تحسن الوصول الإنساني داخل القطاع.
وأوضحت تشيريفكو، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن غاز الطهي وصل إلى غزة للمرة الأولى منذ مارس الماضي، في خطوة وصفت بأنها رمزية ومؤثرة بعد أشهر طويلة من الانقطاع، لافتة إلى أن القوافل الأممية نقلت خياماً جديدة للنازحين، إضافة إلى لحوم مجمدة وفواكه طازجة ودقيق وأدوية مهمة وأساسية.
وأشارت إلى أن فرق الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى قدمت مئات الآلاف من الوجبات الساخنة وحصص الخبز في مختلف المناطق، بما في ذلك مناطق الشمال التي تشهد عودة المدنيين.
وقالت المسؤولة الأممية: إن تحسن الوضع الميداني النسبي سمح للوكالات الإنسانية بتخزين الإمدادات الطبية والطارئة في مواقع قريبة من المناطق الأكثر احتياجاً، والبدء في فحص الطرق الرئيسية للكشف عن المتفجرات ومخاطر المرور، إضافة إلى مساعدة الأسر على التحضير المبكر لفصل الشتاء. ونوهت تشيريفكو بأن نجاح هذه الجهود مرهون بفتح مزيد من المعابر، وضمان حرية حركة العاملين الإنسانيين، والسماح بدخول السلع من دون أي قيود، وتسهيل منح التأشيرات للموظفين الدوليين، موضحة أن إعادة تأهيل البنية التحتية تمثل أولوية عاجلة لتمكين جهود التعافي.
وأكدت تشيريفكو أن السماح بمرور المساعدات من دون عوائق هو مسؤولية مشتركة لجميع الأطراف، مشددة على أن تدفق الإغاثة بوتيرة كبيرة ومنتظمة هو الشرط الأساسي للوصول إلى جميع المحتاجين، وتخفيف المعاناة الواسعة التي يعيشها سكان غزة.
في الأثناء، أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر خلال زيارة لغزة، أمس، أن إدخال المساعدات الطارئة إلى القطاع الفلسطيني «مهمة هائلة».
وخلال زيارته لمدينة غزة، قال فليتشر، إنه عاين حجم الدمار، مضيفاً، «جئت إلى هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر، كانت معظم هذه المباني لا تزال قائمة، أما الآن، فمن المروع للغاية رؤية جزء كبير من المدينة تحول إلى أرض خلاء». وأوضح «لدينا الآن خطة ضخمة مدتها 60 يوماً لزيادة الإمدادات الغذائية، وتوزيع مليون وجبة يومياً، والبدء في إعادة بناء القطاع الصحي، وإقامة خيام لفصل الشتاء، وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس». وقال فليتشر، إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أمامه «مهمة هائلة، لكننا مدينون بذلك للناس هنا الذين عانوا الكثير».
بدوره، قال منسق الطوارئ الأول في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، هاميش يونغ، إن نوعية المساعدات التي يحتاج إليها الفلسطينيون في قطاع غزة لا تقل أهمية عن كميتها. وقال يونغ إن الفلسطينيين في غزة بحاجة لخيام وأغطية بلاستيكية، ومياه شرب نظيفة، مؤكداً ضرورة السماح بدخول جميع المواد الأساسية دون قيود لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.