اخبار العالم

الفاشر منكوبة ومنهوبة

الفاشر منكوبة ومنهوبة

تفاقمت الأزمة في إقليم دارفور غربي السودان بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع شبه العسكرية على قاعدة رئيسية للجيش في مدينة الفاشر، آخر معاقل القوات المسلحة في المنطقة، مما يفتح فصلًا جديدًا في الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عامين، ويكشف عن شرخ خطير يتسع في الجغرافيا والإنسان السوداني على حد سواء.

وبحسب ناشطين ومنظمات إغاثة، شهدت المدينة خلال الأيام الماضية معارك عنيفة أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الطبية. وتُعد الفاشر اليوم مركزًا للأزمة الإنسانية في دارفور، إذ تحوّلت إلى مدينة محاصرة يقطنها مئات الآلاف من المدنيين في ظروف مأساوية، تفتقر إلى الغذاء والرعاية الطبية والأمان.

سقوط القاعدة

وذكرت مصادر عسكرية أن القوات الحكومية انسحبت من قاعدة الفرقة السادسة في الفاشر بعد قصف مكثف من قبل قوات الدعم السريع، التي أظهرت تسجيلات مصوّرة لمقاتليها داخل القاعدة ومحيطها، بينما لم يصدر الجيش بيانًا رسميًا يؤكد أو ينفي خسارة الموقع. وأفادت لجان المقاومة في الفاشر بأن المعارك استمرت حول المطار وأطراف المدينة، في وقت غاب فيه الدعم الجوي عن الجيش.

وتحليل صور الأقمار الصناعية الذي أجرته وكالة AP ومختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل أظهر دمارًا واضحًا في مقر الفرقة السادسة ومبانيها، ما يؤكد شدة القتال، فيما أشار تقرير صادر عن منظمة حقوق الإنسان في جنوب السودان إلى أن قوات الدعم السريع اعتقلت مئات المدنيين في محيط المطار، في مشهد يعيد إلى الأذهان انتهاكات سابقة شهدتها مدن دارفور الأخرى.

تدهور إنساني واسع

ووصفت شبكة أطباء السودان ما جرى في الفاشر بأنه «هجوم واسع النطاق» أدى إلى مقتل العشرات ونهب المنشآت الصحية، معتبرة أن المدينة تواجه «انهيارًا كاملاً في الخدمات الطبية والإنسانية». وأكدت شبكة دارفور لحقوق الإنسان أن أكثر من ألف مدني احتُجزوا تعسفيًا، بينهم صحفي محلي، محذّرة من تكرار مشاهد القتل الجماعي والنزوح التي شهدتها دارفور عام 2023.

من جانبه، عبّر توم فليتشر، منسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة، عن «قلق عميق إزاء معاناة مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين»، مشيرًا إلى أن السكان يتعرضون «للقصف والجوع والعزلة»، ودعا إلى «وصول إنساني فوري وآمن» إلى المدينة. وأفادت منظمة يونيسف بأن نحو 260 ألف مدني نصفهم أطفال يعيشون في ظروف يائسة داخل الفاشر، فيما أكدت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة نزوح آلاف السكان مجددًا من مناطق القتال.

انعكاسات ميدانية وسياسية

ويمثل سقوط الفاشر – آخر معاقل الجيش في دارفور – تحولًا استراتيجيًا خطيرًا في ميزان القوى داخل السودان. فالقوات التي كانت تُعد دفاعًا أخيرًا عن الإقليم تراجعت أمام هجمات الدعم السريع، مما ينذر بتوسع رقعة السيطرة الميدانية لتلك القوات نحو شمال وغرب البلاد. كما يُخشى أن يؤدي المشهد الجديد إلى انقسام جغرافي فعلي بين المناطق الخاضعة للجيش وتلك التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مما يعيد إلى الأذهان سيناريوهات التقسيم التي عاشها السودان عند انفصال الجنوب عام 2011.

غياب الأمل

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص وتسببت في نزوح أكثر من 14 مليون داخل البلاد وخارجها، بينما تستمر التحقيقات الدولية في جرائم حرب محتملة على خلفية الانتهاكات الواسعة التي تشهدها دارفور ومناطق أخرى.

في المحصلة، يكشف ما حدث في الفاشر عن شرخ جديد يتعمق في دارفور، ليس بين جماعات أو قبائل، بل في نسيج وطن أنهكته الحرب وتآكلت فيه مؤسسات الدولة، فيما تبقى المدن والقرى رهينة دوامة العنف، في غياب أفقٍ سياسي واضح لإنهاء الصراع.

سقوط آخر معاقل الجيش السوداني في الفاشر بيد قوات الدعم السريع.

مقتل عشرات المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية والمستشفيات.

نزوح آلاف المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور.

تحذيرات أممية من انقسام جديد وخطر تصعيد الصراع في السودان.


كانت هذه تفاصيل خبر الفاشر منكوبة ومنهوبة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الوطن أون لاين وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا