اخبار العالم

الإندبندنت: كيف ستتشكل الصراعات العالمية في 2026؟

  • الإندبندنت: كيف ستتشكل الصراعات العالمية في 2026؟ 1/4
  • الإندبندنت: كيف ستتشكل الصراعات العالمية في 2026؟ 2/4
  • الإندبندنت: كيف ستتشكل الصراعات العالمية في 2026؟ 3/4
  • الإندبندنت: كيف ستتشكل الصراعات العالمية في 2026؟ 4/4

الرياص - اسماء السيد - في جولة الصحف لهذا اليوم، نطالع ثلاثة مقالات تتقاطع عند سؤال واحد: إلى أين يتجه العالم؟ من خريطة صراعات مرشحة للتصعيد في عام 2026، إلى كُتبٍ تحاول فك شفرة الصين وروسيا واحتمالات الانهيار الاقتصادي، وصولاً إلى وباء صحي صامت يصيب الأطفال في ظل هيمنة الشاشات.

ونبدأ من صحيفة الإندبندنت ومقال تحليلي للكاتب روبرت فوكس يستشرف فيه ملامح الصراعات العالمية المحتملة في عام 2026، محذّراً من عالم لا يتجه إلى حرب كبرى شاملة على غرار القرن العشرين، لكنه يقف على حافة تصعيد واسع عبر بؤر توتر متفرقة قد تتداخل وتتمدد.

ويستهل فوكس مقاله برصد مناطق قابلة للاشتعال قد تقود إلى مواجهات إقليمية أو حتى صدام عالمي، ويرى أن القتال الدائر حالياً في أوكرانيا والسودان واليمن وأجزاء من أفريقيا لن يشهد تراجعاً، بل سيبقى محتدماً، مع خطر أن تتحول أي شرارة عشوائية إلى تصعيد أوسع.

وفي أوروبا، لا يتوقع الكاتب اندلاع حرب كبرى شبيهة بحروب القرن الماضي، لكنه يحذر من استفزازات روسية محتملة عند نقاط حساسة، مثل بحر البلطيق وشمال الأطلسي والبلقان، عبر حوادث مدبرة أو تحركات عسكرية واستخباراتية تهدف لاختبار تماسك حلف الناتو، مستفيداً من توترات داخل المعسكر الغربي، ولا سيما العلاقة المتوترة بين واشنطن وبعض حلفائها الأوروبيين.

وينتقل المقال إلى القارة الأمريكية، حيث يرى فوكس أن فنزويلا قد تتحول إلى بؤرة خطرة إذا مضت الولايات المتحدة في أي تدخل مباشر، محذّراً من تكرار سيناريو العراق عام 2003، بما يحمله من فوضى طويلة الأمد وانهيار مؤسساتي، ويشير إلى أن جوهر الصراع هنا لا ينفصل عن النفط وإعادة رسم موازين القوة في سوق الطاقة العالمية.

أما الشرق الأوسط، فيصفه الكاتب بأنه أحد أخطر مسارح الصراع، من غزة واليمن إلى السودان والقرن الأفريقي، في ظل حروب بالوكالة بين قوى إقليمية كبرى، واحتمال لجوء إيران إلى التصعيد المباشر أو غير المباشر في لحظة تختارها بعناية.

وفي آسيا، يتوقف فوكس عند التوترات بين الهند وباكستان، والهند والصين، إضافة إلى هشاشة الوضع بين تايلاند وكمبوديا، لكنه يعتبر أن الصين تبقى الخطر الأكبر في حال قررت استغلال انشغال واشنطن بأزمات متعددة للقيام بخطوة حاسمة تجاه تايوان، وهو ما قد يشعل مواجهة عالمية حقيقية.

ولا يحصر الكاتب المخاطر في الحروب التقليدية، بل يسلّط الضوء على التهديدات غير المرئية، من الهجمات السيبرانية وحروب المعلومات إلى احتمال تطوير واستخدام أسلحة بيولوجية وكيميائية أكثر فتكاً، سواء من دول أو جهات غير حكومية، معتبراً أن هذا النوع من التهديد هو "الخطر الذي نفضّل تجاهله حتى فوات الأوان".

ويخلص فوكس إلى أن عام 2026 قد لا يشهد حرباً عالمية شاملة، لكنه سيكون عاماً محفوفاً بالمخاطر، في عالم تتقاطع فيه الصراعات الإقليمية مع ضعف الاستعداد السياسي والتقني لمواجهة أشكال جديدة من الحروب.

ثلاثة كتب لفهم عالم يتجه نحو الاضطراب

هايان، الصين - 26 ديسمبر 2025 - مؤشر إغلاق سوق الأسهم الصينية معروض على هاتف ذكي في هايان، مقاطعة جيانغسو، الصين، في 26 ديسمبر 2025.
Getty Images
المضاربة المفرطة وغياب الرقابة في العشرينيات تبدو مقلقة في تشابهها مع واقع اليوم

وإلى بلومبرغ، حيث يقدّم الكاتب الأمريكي جيمس ستافريديس قراءة لثلاثة كتب يرى أنها تفسّر ملامح عالم يتجه نحو اضطرابات كبرى، من صعود الصين، إلى خطر الانهيار الاقتصادي، وصولاً إلى طبيعة روسيا في عهد فلاديمير بوتين.

ويقول ستافريديس إنه قرأ عشرات الكتب خلال العام الماضي لفهم عالم مضطرب، لكن ثلاثة أعمال بدت له الأكثر قدرة على الإضاءة على التحديات المقبلة.

الكتاب الأول هو "1929: داخل أعظم انهيار في تاريخ وول ستريت" للكاتب أندرو روس سوركين، والذي يعيد تفكيك الكساد العظيم من خلال سرد إنساني وشخصي لأزمة اقتصادية هزت الولايات المتحدة والعالم.

ويرى ستافريديس أن أجواء عشرينيات القرن الماضي - من المضاربة المفرطة وغياب الرقابة إلى التفاؤل الاقتصادي بعد جائحة - تبدو مقلقة في تشابهها مع واقع اليوم.

أما الكتاب الثاني، فهو سيرة سياسية بعنوان "مصلحة الحزب أولاً" للباحث جوزيف تورجيان، يتناول حياة شي تشونغشون، والد الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ويعتبر ستافريديس أن هذا العمل لا يقدّم فقط سيرة شخصية مأساوية، بل يفتح نافذة عميقة لفهم الصين الحديثة، وتحولات الحزب الشيوعي، وكيف شكّلت تجربة الأب القاسية شخصية الابن، الذي يصفه بأنه "أقوى رجل في العالم".

ويرى الكاتب أن الغرب يفرط في تحليل بوتين، بينما لا يمنح فهماً كافياً لتعقيدات العقل السياسي الصيني.

الكتاب الثالث هو رواية "فندق أوكرانيا" للكاتب الراحل مارتن كروز سميث، والتي تعود بشخصية المحقق أركادي رينكو، لتقدّم صورة أدبية قاتمة لروسيا المعاصرة في ظل حكم فلاديمير بوتين، ورغم أن أحداث الرواية تبدأ في موسكو، فإنها تمتد إلى أوكرانيا، وتعكس نظام عدالة غامضاً، وبلداً يعيش تناقضاً حاداً بين حب الوطن ورفض السلطة.

ويشير ستافريديس إلى عبارة لافتة في الرواية تقول إن أفضل كتاب لفهم روسيا ليس "الحرب والسلام"، بل "أليس في بلاد العجائب".

ويؤكد كاتب المقال على دور الأدب في تشكيل الوعي، مستحضراً نقاشاً أجراه في بودكاست حول كتاب "الشيخ والبحر" لإرنست همنغواي، معتبراً أن ما يحمله من قيم الصمود والإصرار سيكون ضرورياً لمواجهة عالم 2026، بما فيه من أزمات اقتصادية وجيوسياسية متشابكة.

الهواتف الذكية ووباء قِصَر النظر لدى الأطفال

ينظر فتى مراهق يبلغ من العمر 13 عاماً إلى شاشة هاتف آيفون تعرض تطبيقات مختلفة من مواقع التواصل الاجتماعي في 23 ديسمبر/كانون الأول 2025 في مدينة باث بإنجلترا.
Getty Images
قضاء وقت طويل في التركيز على أشياء قريبة، سواء القراءة أو مشاهدة الشاشات، يزيد من خطر الإصابة بقصر النظر

وإلى صحيفة وول ستريت جورنال، حيث كتبت الصحفية أليسا فينلي مقالاً تحذّر فيه من وباء صامت يصيب الأطفال، يتمثل في الارتفاع الحاد بحالات قِصَر النظر، وترى أن الهواتف الذكية والشاشات باتت عاملاً مركزياً في تفاقمه.

وتنطلق فينلي من ملاحظة أن القلق العام يتركز غالباً على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف على الصحة النفسية للأطفال، بينما يغيب الانتباه إلى أثر جسدي مباشر يتمثل في تدهور البصر - وتنقل تحذيرات أطباء العيون من انتشار غير مسبوق لقِصَر النظر بين الأطفال، خصوصاً في الأعمار بين 3 و10 سنوات، وهي مرحلة نمو حساسة للعين.

ويشير المقال إلى أن العوامل الوراثية ليست وحدها المسؤولة، إذ إن قضاء وقت طويل في التركيز على أشياء قريبة، سواء القراءة أو مشاهدة الشاشات، يزيد من خطر الإصابة، عبر إطالة شكل كرة العين، ما يجعل الرؤية البعيدة أكثر صعوبة.

في المقابل، تُظهر دراسات، وفق الكاتبة، أن قضاء وقت أطول في الهواء الطلق يقلّل من احتمالات الإصابة، بفعل تأثير ضوء الشمس في تحفيز إفراز الدوبامين داخل العين.

وتستعرض فينلي الفوارق الجغرافية في انتشار الظاهرة، لافتةً إلى أن جنوب شرق آسيا يسجّل أعلى النسب، حيث يُصاب نحو 80 في المئة من الطلاب الذين أنهوا التعليم المدرسي بقِصَر النظر، بينما ترتفع النسب أيضاً في الولايات المتحدة، خصوصاً في المدن، مع زيادة ملحوظة بعد إغلاقات المدارس خلال جائحة كوفيد.

ورغم أن ارتداء النظارات يُعدّ إزعاجاً بسيطاً للبعض، فإن المقال يحذّر من أن قِصَر النظر يزيد مخاطر الإصابة لاحقاً بأمراض خطيرة مثل المياه البيضاء، والزَّرَق، وانفصال الشبكية.

وتوضح الكاتبة أن هذا الخطر دفع دولاً مثل الصين وتايوان وسنغافورة إلى فرض قيود على وقت الشاشات وزيادة الأنشطة الخارجية في المدارس.

ويتوقف المقال عند الموقف الصيني، حيث اعتبر الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2018 أن تفشّي قِصَر النظر يهدد مستقبل البلاد، ما استدعى خططاً حكومية شاملة، شملت تقليص استخدام الأجهزة الإلكترونية في التعليم، وفرض ساعات يومية للنشاط الخارجي، بل واقتراح حظر الشاشات على الأطفال دون سن الثالثة.

كما يتناول المقال العلاجات الطبية المتاحة، مشيراً إلى فعالية جرعات منخفضة من قطرات الأتروبين في إبطاء تطور المرض عند التشخيص المبكر، غير أن فينلي تنتقد قرار هيئة الغذاء والدواء الأمريكية رفض اعتماد علاج جديد طوّرته شركة أمريكية، رغم إقراره في أوروبا وبريطانيا والصين، معتبرةً أن هذا الرفض يعكس تشدداً تنظيمياً قد يحرم الأطفال من علاج وقائي مهم.

وتؤكد الكاتبة أن تشجيع الأطفال على قضاء وقت أطول في الخارج يظل خطوة أساسية، لكن ذلك لا يلغي الحاجة إلى العلاج المبكر، محذّرة من أن تجاهل المشكلة اليوم قد يخلّف أعباء صحية جسيمة في المستقبل، ومشيرة إلى أن الصين، على عكس الولايات المتحدة، لا تزال تنظر إلى القضية باعتبارها أولوية وطنية.

d189e89642.jpg

Advertisements

قد تقرأ أيضا