وأكدت أن التحركات الأمريكية والأوروبية الأخيرة للضغط على نتنياهو من أجل وقف الحرب غير جدية، واشنطن شريكة في العدوان مع إسرائيل، وكذلك أوروبا، ولا تزال المساعدات العسكرية والمالية تتدفق من واشنطن إلى تل أبيب، معتبرة أن أمريكا يمكنها وقف الحرب وردع نتنياهو في يوم واحد، عبر وقف الدعم السياسي بالفيتو في الأمم المتحدة، والعسكري عبر إرسال المساعدات.
أمس, 20:25 GMT
هم لا يريدون أن يسمعوا عن الكارثة الإنسانية التي تحل على سكان قطاع غزة، لأنهم فقط يفكرون في موضوع واحد متعلق باسترداد المختطفين، وكذلك موضوع الكرامة العسكرية والوطنية التي تم إهانتها وتدميرها خلال عملية 7 أكتوبر.
من غير الواضح حتى الآن كيف ستكون الأمور الفترة المقبلة، باعتبار أن نتنياهو يراوح ما بين الضغط الذي يمارسه أهالي المختطفين الإسرائيليين الذين يطالبون بعقد اتفاقية هدنة وتبادل الأسرى، وبين الائتلاف الحكومي الهش والضعيف الذي يرفض خطوة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
أمس, 17:17 GMT
الائتلاف الحاكم في إسرائيل متماسك طالما أن الحرب في قطاع غزة مستمرة، وفي حال وقفها سيحدث تصدعات بداخل الائتلاف، وعلى نتنياهو المناورة على الجبهتين، لكن الأجواء العامة في إسرائيل لا تزال داعمة لاستمرار الحرب، حتى لو كان هناك اتفاقية لوقف جزئي لإطلاق النار لإتمام صفقة تبادل الأسرى، فإسرائيل معنية باستمرارها.
نؤكد أننا نفهم تماما غضبهم، وكنت استعجب لماذا لم ينفجر قبل ذلك، عندما نتحدث عن قلق الأهالي على مصير الأبناء والعائلات المختطفة في الخارج، كان من المتوقع انفجار الغضب بشكل أسرع، لكن حتى الآن هم يحاولون بالفعل إعطاء فرصة للحكومة لإنجاز اتفاقية تبادل الأسرى، وكلما اتضح أكثر أن هذه الحكومة لا تسير باتجاه توقيع اتفاقية الهدنة يزداد الغضب الشعبي، وسيزداد إذا لم تتم الصفقة خلال الأسبوع المقبل، حيث يعلم الجميع أن في حال دخل شهر رمضان من الممكن أن تلتهب المنطقة بأكملها، وهم قلقون على مصير أبنائهم فكلما توغل الجيش الإسرائيلي أكثر في غزة كلما ازداد عدد المفقودين من الأسرى تحت القصف، لذلك من المتوقع استمرار وزياد الضغط الداخلي في هذه النقطة.
أمس, 17:15 GMT
حاول نتنياهو مع حكومته إحداث شروخ وانقسامات داخل موقف العائلات الإسرائيلية المختطفة، وهم وجدوا بعض الأشخاص من داخل هذه العائلات ممن يدعون إلى استمرار الحرب، ويقولون إن إطلاق سراح المختطفين ليس الهدف الأكبر، بينما استمرار الحرب والقضاء على حماس هو الأهم، لكنهم في النهاية قلة، ورغم كل ذلك لا يزال الغضب الداخلي يتراكم ويكبر، ومن المتوقع أن نشهد زيادة في حدة التظاهرات إن لم تأت صفقة سريعة للتبادل.
نتنياهو فشل في التوصل لهذه الصورة، وكلما استمرت الحرب هو مستمر، ويعلم جيدًا بأن انتهاء الحرب بدون الحصول على هذه الصورة ستبدأ محاسبته وإبعاده عن الحياة السياسية، وربما دخول السجن، حيث بدأ الحديث الآن عن عملية تحقيقات موسعة حول مسؤوليته عما جرى في 7 أكتوبر، حيث يتحمل المسؤولية على المستوى السياسي في الوضع الذي وصلوا إليه من حيث الضربة العسكرية التي تلقتها إسرائيل، لذلك هو معني باستمرار هذه الحرب من أجل البقاء في الحياة السياسية.
3 مارس, 08:16 GMT
لا يوجد أي ضغط دولي على إسرائيل، هناك ضريبة شتاء تدفعها الولايات المتحدة الأمريكية بأن تقول إنها قلقة وتحذر من دخول رفح، لكن في الوقت نفسه هي تمد إسرائيل بالمساعدات والإمدادات العسكرية، لو أرادت واشنطن لحسمت أمر وقف الحرب خلال يوم واحد، وأعلنت أنها لن تقدم أي غطاء سياسي لإسرائيل عبر استخدام حق النقض الفيتو في الأمم المتحدة، وإنها لن تقدم أي غطاء عسكري عبر وقف إرسال المساعدات والآلات والإمدادات، عندها سيتراجع نتنياهو عن تحركاته وسيضطر إلى وقف الحرب.
أمريكا نفسها متورطة في الحرب، وتقول إنها تضغط على إسرائيل، وهو وضع غير موجود ونتنياهو يفهم ذلك جيدًا، بالمقابل أوروبا تتصرف بشكل إما العاجز أو المتفاعل والمؤيد لهذه الحرب، ونحن هنا لا نتحدث عن الشعوب، بل الحكومات التي لديها فرصة وبإمكانها المساعدة في وقت الحرب، لكن لا تزال تدعم إسرائيل، وفي نفس الوقت يدعون عدم التأييد، وينتقدون بعض الجرائم التي ترتكبها إسرائيل هنا أو هناك، لكنهم في الأساس لا يشكلون أي ضغوط حقيقي على إسرائيل لإنهاء الحرب، لذلك الضغوط الدولية لا ترتقى إلى مستوى الكارثة التي تحدث الآن في قطاع غزة.
2 مارس, 21:15 GMT
هذه مجرد حسابات سياسية ضيقة، من المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترى في نتنياهو القائد الأفضل لإسرائيل، بل في غانتس، وكونه ذهب لعقد هذه اللقاءات لا يشكل أي أزمة، لكن هناك محاولات أمريكية للتلويح برسائل يراها العالم لكن يفهمها نتنياهو جيدًا.
أجرى المقابلة: وائل مجدي
