الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الرباط: كان خلف المقود طوال فترة البطولة، يقود الحافلة ذاتها في الطرقات الطويلة بين المدن الشيلية، من ملعب إلى آخر، يحمل آمال اللاعبين والطاقم التقني، في الصمت وتوتر قبل المباراة، ويسوق بفرح بعد الانتصار.
لم يكن نجماً على أرض الملعب، لكنه كان جزءاً من الرحلة، ورفيقاً يومياً في طريق المجد الكروي الذي صنعه "أشبال الأطلس".
سائق تشيلي بسيط، لم يعرف كثيراً عن المغرب قبل انطلاق بطولة كأس العالم لأقل من 20 سنة، لكنه أصبح، مع مرور الأيام، جزءاً من قصة المنتخب المغربي الذي كتب التاريخ على أرض التشيلي.
بعد التتويج التاريخي بكأس العالم، وفي خضم الفرحة العارمة داخل الملعب، وبعد مغادرة المستطيل الأخضر، توقف اللاعبون للحظة قصيرة لكنها خالدة في معناها. وطلبوا من السائق التشيلي أن يقترب منهم، ثم قدموا له الكأس، ليلتقطوا له صورة وحيداً، مبتسماً، يحمل بين يديه مجدهم المشترك.
كانت لحظة إنسانية نادرة في عالم الرياضة، تختصر روح الفريق والعرفان المغربي الضارب في عمق التاريخ. لم تكن هناك كلمات كثيرة، فقط تصفيق وابتسامات وعيون دامعة. لحظة امتنان تجاه رجل ظل في الظل، لكنه كان جزءاً من كل انتصار، من كل تنقل، من كل رحلة شاقة.
قال مدرب المنتخب المغربي محمد وهبي، للطاقم التقني، في لحظة اعتراف بمجهود السائق الشيلي، "كان معنا في كل لحظة، ينتظرنا بابتسامة. ولا نريد أن تنتهي هذه البطولة دون أن نقول له شكراً بطريقتنا المغربية".
أما السائق، الذي بدا متأثراً، فاكتفى بالقول بصوت مرتجف "لن أنسى هذه الصورة ما حييت، شكراً للمغرب".