الارشيف / اخبار العالم

إسرائيل تكرس "وحدة الساحات"؟!

قبل أسابيع، كانت العديد من الأوساط تستبعد خيار أن تبادر إسرائيل إلى تصعيد كبير على الجبهة اللبنانية، بالرغم من أن "حزب الله" كان هو المبادر، بعد عملية "طوفان الأقصى"، إلى فتحها، حيث كان هناك تركيز على الرسائل، التي يتولى نقلها العديد من الموفدين الدوليين، التي تحذر من تداعيات الإنخراط في الحرب. إلا أنه في الفترة الماضية، كان من الواضح أن تل أبيب، من خلال العمليات العسكرية التي تقوم بها في الجنوب، تسعى إلى توسيع رقعة المواجهات، ليتوج الأمر بعملية إغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري.

في هذا السياق، لا يمكن الحديث عن أن إسرائيل لا تدرك حجم التداعيات التي من الممكن أن تترتب على ذلك، نظراً إلى أن التهديدات بإغتيال العاروري كانت قد سبقت "طوفان الأقصى"، بينما "حزب الله" سبق له أن هدّد، على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله، بـ"ردّ قوي"، على أيّ عملية إغتيال. وبالتالي ذهابها إلى هذه الخطوة من المفترض أن يكون بناء على قرار واضح، جرى، قبل الوصول لتنفيذه، تقييم الوضع والإحتمالات بشكل دقيق.

في قراءة مصادر متابعة، عملية الإغتيال مؤشر على رغبة تل أبيب في توسيع رقعة الصراع، بعد الفشل في تحقيق هدف كبير على مستوى الحرب في غزّة، لتقديمه أمام الرأي العام الداخلي، لكنها في المقابل لا تريد الذهاب إلى المواجهة المفتوحة، نظراً إلى أنّ أسلوب التنفيذ يعكس حرصاً على عدم سقوط عدد كبير من الضحايا، وإلا لكانت ذهبت إلى نوع آخر من العمليّات.

بالنسبة إلى هذه المصادر، هذه العمليّة تشير إلى أنّ إسرائيل في وارد الذهاب إلى تكريس معادلة "وحدة الساحات"، التي يتبنّاها محور المقاومة، خصوصاً أنها تأتي بعد عملية إغتيال سبقتها للقيادي في الحرس الثوري الإيراني رضى موسوي في سوريا، وبالتالي هي أرادت القول أنها مستعدة للعمل في الساحات الأخرى، لكنها ستختار في كل ساحة الحجم الذي لا يقود إلى فتح جبهة ثانية، بغض النظر عن المواقف التي تصدر عن بعض المسؤولين الإسرائيليين.

في هذا الإطار، من الضروري التذكير بأن تل أبيب كانت قد هددت بإستهداف قيادات "حماس" في العديد من الدول، منها، بالإضافة إلى لبنان، كل من قطر وتركيا، لكن إختيار لبنان مرتبط بالتداعيات التي لا تريدها على مستوى العلاقة مع كل من الدوحة وأنقرة، لا سيما أنّ المواجهة مع هذه الساحة في الأصل مفتوحة، وبالتالي كانت الخيار الأفضل بالنسبة إليها.

في مطلق الأحوال، ترى المصادر المتابعة أنّ السؤال الأساسي اليوم يتعلق بالموقف الأميركي، خصوصاً أنّ واشنطن كانت، طوال الفترة الماضية، تسعى إلى منع خروج الأمور عن السيطرة في الجبهة الجنوبية، في حين أنّ عمليّة من هذا النوع لا يمكن أن تتمّ من دون معرفتها، وبالتالي المرجّح أن تكون قد أعطت الضوء الأخضر لتنفيذها، لا سيما أنها كانت، قبل ذلك، قد طالبت تل أبيب بالذهاب إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكريّة.

في المقابل، تشير هذه المصادر إلى سؤال آخر يتعلق بموقف "حزب الله"، الذي لا يمكن أن يسمح بمرور هذا الأمر مرور الكرام، على إعتبار أنه يمثل تجاوزاً للخطوط للحمراء على أكثر من مستوى، لكنه أيضاً، على الأرجح، ليس في وارد الذهاب إلى حرب بتوقيت إسرائيل، وبالتالي من المفترض إنتظار الرد، حجماً ونوعاً، الذي سيقوم به، من دون تجاهل إحتمال أن تتولى "حماس" الرد عبر الحدود اللبنانية أيضاً.

في المحصّلة، ترى المصادر نفسها أنّ ما حصل يكرّس معادلة "وحدة الساحات"، التي كان محور المقاومة المبادر إلى طرحها، لكنه في المقابل قد يسرّع من الجهود التي تبذل من أجل الذهاب إلى إتفاق وقف لإطلاق النار، على قاعدة أن هذه المعادلة ترفع من مخاطر الذهاب إلى مواجهة إقليمية مفتوحة، لا يبدو، حتى الآن، أن أحداً من الأفرقاء الدوليين المؤثرين يريدها.

كانت هذه تفاصيل خبر إسرائيل تكرس "وحدة الساحات"؟! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا