الاقتصاد

الأسهم الأمريكية تقفز بأكثر من 1% مع تركيز الأسواق على نتائج أعمال الشركات

الأسهم الأمريكية تقفز بأكثر من 1% مع تركيز الأسواق على نتائج أعمال الشركات

شكرا لقرائتكم خبر عن الأسهم الأمريكية تقفز بأكثر من 1% مع تركيز الأسواق على نتائج أعمال الشركات والان مع بالتفاصيل

دبي - بسام راشد - أخبار الفوركس اليوم من المتوقع أن يبرز استهلاك النحاس في الولايات المتحدة والهند كمحركين رئيسيين للطلب خلال العقد المقبل، بعد أن ظل هذا السوق لعقود طويلة خاضعاً لهيمنة الصين، التي بدأت وتيرة نمو الطلب لديها تتباطأ.


فقد أسهمت الطفرة الصناعية والتوسع في البنية التحتية في الصين في تغذية موجة صعود دفعت بأسعار النحاس إلى أكثر من 10,000 دولار للطن المتري، مقارنةً بنحو 1,500 دولار قبل 25 عاماً.


ومع أن الصين ستظل أكبر سوق للنحاس في العالم خلال العقد المقبل وما بعده، يتوقع المحللون أن تزداد أهمية عوامل أخرى مؤثرة في الطلب والأسعار في مناطق مختلفة من العالم.


ويرى هؤلاء أن تغير السياسات الإقليمية ودورات الاستثمار في البنية التحتية والتحولات الجيوسياسية ستجعل المنتجين والمستهلكين والمتعاملين والمستثمرين بحاجة إلى التكيف مع سوق تحركه قوى متعددة، وليس عامل واحد كما كان سابقاً.


وقال توم برايس، المحلل في شركة بانمور ليبروم: "ستتباطأ وتيرة استهلاك الصين وتخزينها للنحاس، وسنعود إلى المحركات التقليدية للطلب، والمتمثلة في دورات الإحلال والتجديد خارج الصين."


وأضاف أن التأثير الكامل لهذه التحولات لم يظهر بعد، إلا أن تحركات الولايات المتحدة ودول أخرى لتشجيع التصنيع المحلي ستؤدي بدورها إلى إبطاء نشاط التصدير والإنتاج الصناعي في الصين، ما سيؤثر على طلبها على النحاس المكرر، الذي يُقدّر بنحو 15 مليون طن هذا العام.


وفي المقابل، فإن مراكز البيانات اللازمة لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحديث شبكات الكهرباء، ستدفع نمو الطلب على النحاس خارج الصين لتصبح المحرك الرئيسي للأسعار.


وأوضح برايس أن "الصين أنجزت بالفعل بناء بنيتها التحتية، بما في ذلك شبكتها الكهربائية، وبالتالي سينخفض مستوى نشاطها تدريجياً ليتماشى مع احتياجاتها"، متوقعاً أن يكون الطلب الصيني في عام 2031 أقل بنسبة 6% مقارنة بعام 2026.


كما توقع أن تمثل الصين 52% من الاستهلاك العالمي للنحاس الأولي، أي نحو 27 مليون طن في عام 2031، مقارنةً بـ57% في عام 2026.


وفي المقابل، يُتوقع أن يصل الطلب الأميركي إلى 2.2 مليون طن في 2031، بزيادة تقارب 50% عن عام 2026، بينما سيرتفع الطلب في الهند إلى أكثر من مليون طن، بزيادة تفوق 30%.


"تزايد المقاومة من الدول الغربية"


ويتوقع محللون أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة بنسبة 50% التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على واردات أنابيب وأسلاك النحاس إلى تشجيع الإنتاج المحلي.


أما بالنسبة للصين، فمن المرجح أن تؤدي هذه الإجراءات إلى خسارتها أحد أهم أسواق التصدير لمنتجات النحاس، إذ تُظهر بيانات "تريد داتا مونيتور" أن الولايات المتحدة هي رابع أكبر سوق لصادرات أنابيب النحاس الصينية.


فقد استوردت واشنطن العام الماضي 14.4 مليون طن من أنابيب النحاس من الصين، وبلغت وارداتها خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام ثمانية ملايين طن، ما يُبرز حجم السوق الذي قد تفقده بكين.


وقال دنكان هوبز، مدير الأبحاث في شركة كونكورد ريسورسيز: "من المرجح أن يتباطأ إنتاج الصين من السلع المصنعة، لا سيما المخصصة للتصدير، نتيجة تزايد المقاومة من الدول الغربية."


وتشمل هذه الصادرات أسلاك النحاس المستخدمة في شبكات الكهرباء. ففي آخر مراجعة للبنية التحتية للطاقة قبل عقد من الزمن، وجدت وزارة الطاقة الأميركية أن 70% من خطوط النقل الكهربائي في البلاد يزيد عمرها عن 25 عاماً.


وفي الوقت نفسه، تعمل الهند على توسيع شبكة نقل الكهرباء لدعم هدفها المتمثل في تحقيق 500 غيغاواط من الطاقة غير المعتمدة على الوقود الأحفوري بحلول عام 2030.


وفي آسيا (باستثناء الصين)، تتوقع شركة الاستشارات Benchmark Mineral Intelligence (BMI) أن يرتفع الطلب على النحاس بنسبة 25% ليصل إلى أكثر من 9.2 ملايين طن بين عامي 2025 و2030.


أما بالنسبة للبنية التحتية الكهربائية — التي تشمل شبكات الكهرباء ومراكز البيانات والاتصالات — فتتوقع BMI أن يرتفع الطلب بنسبة 35% ليصل إلى 2.2 مليون طن. في المقابل، تتوقع للشركات الصينية زيادات أكثر تواضعاً تبلغ 4% و11% على التوالي.


تحديث البنية التحتية في الغرب


تتركز جهود تحديث شبكات الكهرباء في الدول الغربية على تحديث البنية القائمة، وهي عملية بطيئة ومتدرجة وليست كثيفة الاستخدام للنحاس كما هو الحال في بناء شبكات جديدة من الصفر، مثلما فعلت الصين.


وقال روبرت إدواردز، المحلل الرئيسي في شركة الاستشارات المعدنية CRU، إنه توقع منذ سنوات أن يتراجع تأثير الصين على سوق النحاس، إلا أن ذلك لم يتحقق في السابق بسبب استثمارات بكين الضخمة في السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء.


وتتوقع CRU أن تنخفض حصة الصين من الاستهلاك العالمي للنحاس المستخرج والمعاد تدويره إلى 57% من 31.36 مليون طن في عام 2030، مقارنةً بـ59% من 27.62 مليون طن هذا العام.


وقال إدواردز في ختام حديثه: "إمكانات نمو الطلب في الصين محدودة، وينبغي أن نشهد مزيداً من النمو في بقية أنحاء العالم."


وعلى صعيد التداولات اليوم في الفترة الأمريكية، ارتفعت العقود الآجلة للنحاس تسليم ديسمبر كانون الول في تمام الساعة 17:00 بتوقيت جرينتش بنسبة 0.9% إلى 5.01 دولار للرطل.

Advertisements

قد تقرأ أيضا