القاهرة - سامية سيد - كتبت مروة هريدى

تتزايد أمراض الكبد أكثر من أي وقت مضى، ووفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، شهدت الفترة بين عامي 1990 و2017 زيادة بنسبة 100٪ في حالات سرطان الكبد، ويُعزى ثلثاها إلى التهاب الكبد الفيروسي، و16٪ لأسباب مجهولة، بما في ذلك مرض الكبد الدهني غير الكحولي، حسبما أفاد تقرير موقع "تايمز أوف انديا".

الكبد هو العضو المسئول عن أكثر من 500 وظيفة حيوية، بدءًا من تنقية الدم ووصولًا إلى المساعدة في الهضم، لذلك يُعد الحفاظ على صحة الكبد أمرًا بالغ الأهمية لصحتك العامة وعافيتك، وعندما يكون الكبد خاملًا، يُرسل جسمك إشارات خفية تُنذر بوجود خلل ما.

التعب المستمر والشعور بالضعف

هل تشعر بالتعب المستمر، حتى بعد نوم جيد ليلًا، ليس الأمر عاديًا، وغالبًا ما يتجاهل الناس هذه العلامة، ولكن قد يكون ضعف الكبد هو السبب، حيث يعالج الكبد السموم وينتج الجلوكوز الذي يخزن الطاقة، ومع ذلك، عندما يُرهق أو يتضرر، لا يستطيع مواكبة ذلك، مما يجعلك منهكًا، ويُعد التعب المزمن عرضًا شائعًا في المراحل المبكرة من خلل وظائف الكبد، وقد أكدت الدراسات أن التعب هو أكثر الأعراض شيوعًا لدى مرضى الكبد، وله تأثير كبير على جودة حياتهم.

من العلامات المهمة على وجود مشكلة في الكبد هو اليرقان، الذي يتميز باصفرار الجلد أو العينين، ويحدث هذا عندما يعجز الكبد عن معالجة البيليروبين، وهو صبغة صفراء ناتجة عن تحلل خلايا الدم الحمراء، وقد يكون اليرقان أيضًا علامة على أمراض مثل التهاب أو تليف الكبد، فإذا بدت بشرتك أو عيناك مصفرتين، خاصةً مع ظهور أعراض أخرى مثل البول الداكن أو البراز الباهت، فلا تتردد في طلب العناية الطبية فورًا.

هناك علاقة مباشرة بين كسل الكبد ومشاكل الجهاز الهضمي، فإذا كنت تعاني من الانتفاخ أو الغثيان أو فقدان الشهية غير المبرر، فقد يكون ذلك علامة على خلل في وظائف الكبد، وينتج الكبد الصفراء، وهي ضرورية لتكسير الدهون، وعندما يتباطأ إنتاج الصفراء، قد تشعر بعدم الراحة بعد تناول الوجبات الدهنية أو تعاني من عسر الهضم المتكرر، ويمكن أن تشير مشاكل الجهاز الهضمي المستمرة، وخاصةً المقترنة بأعراض أخرى، إلى إجهاد الكبد، وقد وجدت دراسة أجريت عام 2014 أن ما يصل إلى 80٪ من مرضى تليف الكبد قد تم الإبلاغ عن وجود واحد أو أكثر من أعراض الجهاز الهضمي ذات الصلة، وتشمل أعراض الجهاز الهضمي الأكثر شيوعًا التي تم الإبلاغ عنها انتفاخ البطن لدى 49.5٪ من المرضى، وآلام البطن لدى 24٪، والتجشؤ لدى 18.7٪، والإسهال لدى 13.3٪، والإمساك لدى 8٪، لذلك لا تتجاهل مشاكل المعدة المستمرة على أنها مجرد مشاكل في النظام الغذائي.

تعتبر حكة الجلد علامة حاسمة على أن الكبد قد لا يعمل كما ينبغي، وحكة الجلد، خاصةً دون طفح جلدي واضح، علامة على وجود خلل في وظائف الكبد، حيث تشير إلى أن الكبد يُكافح لتصفية السموم، ومن ثم تتراكم في الدم وتُهيج الجلد، والحكة، التي غالبًا ما تتفاقم ليلًا، هي عرض شائع لركود الصفراء، وهي حالة يُعيق فيها تدفق الصفراء، وإذا استمرت الحكة، فمن المهم استشارة الطبيب وإجراء فحص وظائف الكبد.

إذا كنت تُصاب بالكدمات بسهولة، فلا يجب تجاهلها، فهذا الأمر ليس طبيعيًا، وبالمثل، يُعدّ نزيف الأنف المتكرر علامة على احتمال وجود مشاكل في الكبد، ويُنتج الكبد بروتينات ضرورية لتخثر الدم، ولكن عندما يكون بطيئًا، تقلّ عوامل التخثر، مما يؤدي إلى سهولة الإصابة بالكدمات أو استمرار النزيف من الجروح الطفيفة، ويُعد هذا مؤشرًا خطيرًا على تلف الكبد، خاصةً في الحالات المزمنة مثل مرض الكبد الدهني، فإذا لاحظت كدمات غير عادية، فلا تتجاهلها، بل افحصها.