اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | محاصيل اليابان على المحك… الحرارة المرتفعة تهدد الإنتاج والجودة!

  • اليابان | محاصيل اليابان على المحك… الحرارة المرتفعة تهدد الإنتاج والجودة! 1/8
  • اليابان | محاصيل اليابان على المحك… الحرارة المرتفعة تهدد الإنتاج والجودة! 2/8
  • اليابان | محاصيل اليابان على المحك… الحرارة المرتفعة تهدد الإنتاج والجودة! 3/8
  • اليابان | محاصيل اليابان على المحك… الحرارة المرتفعة تهدد الإنتاج والجودة! 4/8
  • اليابان | محاصيل اليابان على المحك… الحرارة المرتفعة تهدد الإنتاج والجودة! 5/8
  • اليابان | محاصيل اليابان على المحك… الحرارة المرتفعة تهدد الإنتاج والجودة! 6/8
  • اليابان | محاصيل اليابان على المحك… الحرارة المرتفعة تهدد الإنتاج والجودة! 7/8
  • اليابان | محاصيل اليابان على المحك… الحرارة المرتفعة تهدد الإنتاج والجودة! 8/8

شهدت اليابان في السنوات الأخيرة ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة، ما أحدث تأثيرات سلبية ملموسة على القطاع الزراعي. إذ تؤثر الحرارة الشديدة والعواصف القوية مباشرة على كمية وجودة الفواكه والخضراوات، لتنعكس هذه التغيرات على ما يصل إلى موائد المستهلكين يوميًا، مهددة بذلك استقرار الإنتاج الغذائي التقليدي.

ارتفاع درجات الحرارة في اليابان

يمتد الأرخبيل الياباني في شريط ضيق من الشمال إلى الجنوب، مغطيًا مجموعة واسعة من المناخات. حيث تتميز هوكايدو في الشمال بشتاء بارد مع تساقط كثيف للثلوج، بينما تقع كيوشو وأوكيناوا في الجنوب في مناطق شبه استوائية.

وكما هو الحال في أماكن أخرى من العالم، تواجه اليابان آثار التغيرات المناخية، حيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل حاد في عام 2023 وظلت مرتفعة منذ ذلك الحين (انظر الرسم البياني أدناه).

الانحراف السنوي لمتوسط درجات الحرارة في اليابان

وترتفع درجات الحرارة في الصيف عامًا بعد عام، مع تزايد عدد أيام الحر الشديد التي تتجاوز 35 درجة مئوية. وأحد العوامل هو اشتداد مرتفع المحيط الهادئ خلال فصل الصيف. فعندما ترتفع درجات حرارة البحر بالقرب من الفلبين في غرب المحيط الهادئ، يزداد الضغط الجوي فوق اليابان، مما يؤدي إلى فترات أطول من الطقس المشمس. ونتيجة لذلك، تستمر درجات الحرارة المرتفعة حتى الخريف، وبينما تستمر موجات البرد في الشتاء، فإن الاتجاه العام هو الارتفاع في درجات الحرارة.

ومع ارتفاع درجات الحرارة، تزداد كمية البخار في الهواء، مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة بوتيرة أكثر تواترًا. وينتج عن ذلك ازدياد الفيضانات والأضرار الناجمة عن الفيضانات، وتناقص عدد أيام الأمطار إجمالًا، مما يزيد، على نحو مثير للسخرية، من خطر الجفاف. ويتجه مناخ اليابان نحو درجات حرارة أعلى مع أنماط هطول أمطار غزيرة، وهذا يُشكل تهديدًا خطيرًا على الزراعة.

جودة المحاصيل وغلاتها في تناقص

تظل نباتات الأرز منتصبة، دون أن تتدلى تحت ثقل السنابل الممتلئة، عندما تفشل الحبوب في النمو. (© هيروتا تومويوشي)
تظل نباتات الأرز منتصبة، دون أن تتدلى تحت ثقل السنابل الممتلئة، عندما تفشل الحبوب في النمو. (© هيروتا تومويوشي)

يعاني الأرز-الغذاء الرئيسي في اليابان- من تدهور جودته مع ارتفاع درجات الحرارة. فعندما يتجاوز متوسط درجة الحرارة خلال العشرين يومًا التالية للإزهار 26 أو 27 درجة مئوية، يزداد عدد الحبوب البيضاء غير الشفافة وغير الناضجة، وتنخفض قيمته التجارية. وفي عام 2023، تأثرت أصناف الأرز الفاخرة، مثل ”كوشيهيكاري“ في محافظة نييغاتا و”تسوياهيمي“ في محافظة ياماغاتا بشدة. فعندما تصل درجة الحرارة إلى 35 درجة مئوية أو أكثر لأيام خلال موسم الإزهار، تتعطل عملية التلقيح، مما يؤدي إلى عقم الحبوب وعدم نموها. وقد انتشرت هذه الظاهرة على نطاق واسع في جزيرة كيوشو عام 2024.

ويتأثر فول الصويا في جزيرة هونشو والمناطق الواقعة جنوبها أيضًا بتغير المناخ. ففي شمال كيوشو، وهي منطقة رئيسية لإنتاج فول الصويا، شهدت الغلات انخفاضًا في السنوات الأخيرة.

وحتى الآن، كان ارتفاع درجات الحرارة مفيدًا لجودة الأرز في هوكايدو. ومع ذلك، في عام 2023، انخفضت جودة أرز ”يوميبيريكا“، العلامة التجارية الفاخرة في أقصى شمال الجزيرة، كما تأثرت محاصيل رئيسية أخرى في هوكايدو، مثل القمح والبطاطس وبنجر السكر، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة أو هطول الأمطار لفترات طويلة إلى انخفاض الغلات وتأثيرها على الجودة.

حبوب أرز طبيعية (على اليسار) وحبوب أرز بيضاء معتمة وشاحبة. (© المنظمة الوطنية للبحوث الزراعية والغذائية)
حبوب أرز طبيعية (على اليسار) وحبوب أرز بيضاء معتمة وشاحبة. (© المنظمة الوطنية للبحوث الزراعية والغذائية)

الفواكه والخضروات تتضرر بشدة

وفي عامي 2023 و2024، تضررت محاصيل الفاكهة والخضراوات في جميع أنحاء اليابان. حيث تسببت درجات الحرارة المرتفعة في حروق شمسية في الطماطم والباذنجان، كما أدى ضعف عملية التلقيح إلى انخفاض في كميات الثمار.

طماطم بألوان باهتة ومتفاوتة النضج. (© حكومة محافظة كوماموتو)
طماطم بألوان باهتة ومتفاوتة النضج. (© حكومة محافظة كوماموتو)

وتنضج الخضراوات الورقية والجذرية المعرضة لدرجات حرارة أعلى من الشتاء إلى الربيع مبكرًا، لكنها تتوقف عن النمو في الصيف عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة جدًا، مما يؤدي إلى انخفاضٍ في المحاصيل. ويصبح العرض غير مستقر، مما يزيد من احتمالية تقلبات الأسعار.

وبالنسبة للفراولة، تكون درجات الحرارة المرتفعة صادمة عندما تكون الأزهار في طور التفتح، وفي بعض الحالات لا تصل الطلبيات في الوقت المناسب لموسم عيد الميلاد - وهو الوقت التقليدي في اليابان لظهور الفاكهة مع الكعكات والحلويات الأخرى.

فراولة طبيعية اللون (في أعلى الصورة) وفراولة أصابتها حرقة الشمس أسفلها. (© حكومة محافظة كوماموتو)
فراولة طبيعية اللون (في أعلى الصورة) وفراولة أصابتها حرقة الشمس أسفلها. (© حكومة محافظة كوماموتو)

وبين الفواكه، كانت حروق الشمس ومشاكل ألوانها ملحوظة بشكل خاص في التفاح والعنب واليوسفي. وبالنسبة للتفاح تحديدًا، أظهرت 30% من المحاصيل التي تم أخذ عينات منها على مستوى البلاد لونًا رديئًا في عام 2023. في حين أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من نسبة السكر في الفواكه، إلا أنه يقلل أيضًا من الحموضة، مما قد يُخل بتوازن النكهات.

عنب طبيعي (على اليسار) مقارنة بالعنب ذو اللون الباهت. (© المنظمة الوطنية للبحوث الزراعية والغذائية)
عنب طبيعي (على اليسار) مقارنة بالعنب ذو اللون الباهت. (© المنظمة الوطنية للبحوث الزراعية والغذائية)

كلما ارتفعت درجة الحرارة، كلما كان لون التفاح أضعف وأكثر بَهتانًا. (© المنظمة الوطنية للبحوث الزراعية والغذائية)
كلما ارتفعت درجة الحرارة، كلما كان لون التفاح أضعف وأكثر بَهتانًا. (© المنظمة الوطنية للبحوث الزراعية والغذائية)

الثروة الحيوانية المعرضة للخطر وتسارع الضرر اللاحق بالحياة البرية

تتعرض الماشية، كالأبقار والخنازير والدجاج، للإجهاد الحراري بسهولة. ويتجلى هذا التأثير في إنتاجها من الحليب ونموها وتكاثرها. كما يؤثر تغير المناخ على محاصيل الأعلاف التي تعتمد عليها هذه الحيوانات، إذ تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على عوامل مثل تركيب أنواع الأعشاب. وقد تنمو الذرة والأعشاب العلفية بشكل أسرع وتنتج إنتاجًا أكبر في درجات الحرارة المرتفعة. ومع ذلك، تظهر تحديات جديدة، مثل انخفاض الجودة والآفات والأمراض.

وتتزايد أيضًا الأضرار الناجمة عن الحياة البرية. إذ يُغيّر انخفاض الثلوج وارتفاع درجات الحرارة مواطن الحيوانات البرية ومناطق انتشارها، حيث تتعدى الغزلان والخنازير البرية والدببة بشكل متزايد على المستوطنات البشرية، مُلحقةً الضرر بالمحاصيل والمواد العلفية. ونظرًا لأن هذه المحاصيل تغطي مساحات شاسعة يصعب إدارتها بشكل مكثف، فإن الضرر عليها يكون أشد وطأة من الضرر الواقع على المحاصيل الأخرى.

تعزيز التدابير لتجنب الأضرار

تُتخذ في اليابان تدابير متنوعة لمواجهة تحديات تغير المناخ. وبالنسبة للأرز، يُعدّل المزارعون مواعيد الزراعة، ويُحسّنون تقنيات الزراعة، ويُديرون مُدخلات المياه والأسمدة للحد من تأثير ارتفاع درجات الحرارة. وعلى وجه الخصوص، وقبل ارتفاع مستويات التعرض لأشعة الشمس في السنوات الأخيرة، بدأ المزارعون يُضيفون المزيد من الأسمدة قبل ظهور السنابل في الصيف للمساعدة في منع فقدان الجودة. كما تتقدم طرق تطوير أصناف الأرز القادرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، مع انتشار مجموعة متنامية من السلالات المقاومة للحرارة على نطاق واسع.

وبالنسبة للمحاصيل الحقلية، مثل فول الصويا والقمح، تتوسع زراعتها شمالًا للمساعدة في تعويض انخفاض الغلة في جزيرة هونشو وكلما اتجهنا جنوبًا. وعلى سبيل المثال، امتدت زراعة فول الصويا إلى منطقةˮ أوخوتسك“ شمال هوكايدو.

وتتوفر مجموعة واسعة من سلالات الفاكهة والخضراوات، مما يُسهّل نسبيًا الانتقال إلى سلالات مُناسبة لمختلف المناخات. وفي هوكايدو، يتم إدخال أصناف من البطاطا الحلوة والفول السوداني أكثر ملاءمةً للمناخات الدافئة. أما في الزراعة بالصوبات الزراعية، فيُحسّن المزارعون الهياكل وبيئات الزراعة للحد من الحرارة وزيادة الربحية.

وأشجار الفاكهة، التي تستغرق سنوات لتنمو، تتأثر بسهولة بتغيرات المناخ. ومع ذلك، نظرًا للتركيز على جودة الفاكهة في الأسواق، قد يصعب تطبيق تغييرات جذرية في فترات زمنية قصيرة. لذا، يعمل مزارعو الفاكهة المهرة على تنويع مخاطرهم بزراعة أصناف متعددة وتعديل مواعيد الحصاد، متجنبين بذلك أسوأ آثار ارتفاع درجات الحرارة.

التحركات لإنشاء مناطق إنتاج جديدة

قد يُمثّل إدخال أصناف جديدة من الفاكهة بدايةً لمناطق إنتاج جديدة. ففي محافظة أكيتا، بدأ مزارعو التفاح بزراعة الخوخ، وتحظى المنطقة الآن باهتمام كبير باعتبارها أحدث مناطق اليابان حصادًا وأقصى مناطق زراعة الخوخ شمالًا.

وفي أجزاء من غرب اليابان، تحول المزارعون من زراعة اليوسفي إلى زراعة أصناف الحمضيات الملائمة للمناخات الدافئة، وبدأوا بإدخال فواكه استوائية وشبه استوائية. أما بالنسبة لعنب النبيذ، فإن الحفاظ على التوازن بين السكر والحموضة أمرٌ بالغ الأهمية، حيث ينتقل الإنتاج إلى مناطق أكثر برودةً وارتفاعًا، لا سيما إلى هوكايدو، حيث تُزرع سلالاتٌ مُناسبةٌ للمناخ. وهناك أيضًا مصانع نبيذ مرموقة من منطقة بورغندي الفرنسية، تُطوّر مزارع الكروم في هوكايدو وتُنتج النبيذ هناك. ويُمكن اعتبار هذا الأمر جزءًا من التوجه الأوسع نحو نقل الإنتاج الزراعي على المستوى الدولي استجابةً لتغير المناخ.

استراتيجيات المبيعات والتوزيع هي أيضا المفتاح

ويتطلب التعامل مع تغير المناخ تغييراتٍ ليس فقط في الزراعة، بل أيضًا في استراتيجيات البيع والتوزيع. حيث يجب على المزارعين مراعاة طلب السوق على المحاصيل. فهذه ليست مجرد منتجات زراعية، بل هي أيضًا سلع اقتصادية، لذا يجب أن يُراعي اختيار الأصناف قابلية التسويق وقابلية النمو. حيث أن وفرة المحاصيل أمر غير مُجدي إذا لم تُباع. وعند اختيار السلالات المناسبة، يجب على المزارعين مراعاة الربح واحتياجات السوق.

وعند شحن الفاكهة إلى الأسواق، يُعدّ مظهرها بالغ الأهمية. إلا أنه عند بيعها عبر الإنترنت أو في أسواق المزارعين، فإن النكهة أهم من المظهر، لذا يُعدّ تسليم الفاكهة في أوج نضجها أمرًا بالغ الأهمية. حيث يوفر البيع المباشر فرصًا للمزارعين للتأقلم بشكل إبداعي مع تغير المناخ، كما يوفر مصادر دخل مستقرة لصغار المزارعين والوافدين الجدد.

وفي قطاع تربية الألبان، يمكن أن تؤدي معالجة الحليب وتحويله إلى منتجات مثل الآيس كريم إلى تحويل الطلب المتزايد الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة إلى فرص لتحقيق الإيرادات. ويمكن بعد ذلك استثمار هذه الإيرادات في تدابير إدارة الحرارة. كما أن الأساليب المستدامة لإدارة الثروة الحيوانية والزراعية في المناطق الجبلية والهضبية، والتي تهدف إلى التكيّف مع تغيّر المناخ، تتطلّب تعاونًا على مستوى المجتمع المحلي بأكمله. ويجب أن تراعي هذه الاستراتيجيات العملية برمتها، من الإنتاج إلى البيع، بالإضافة إلى تحقيق التعايش مع الحياة البرية.

الاستدامة من أجل الغذاء في المستقبل

تتكيف الزراعة في اليابان بصورة نشطة مع التغير المناخي السريع من خلال تحسين المحاصيل، واعتماد أساليب زراعية جديدة، ونقل مناطق الإنتاج. وتتماشى العديد من هذه الجهود مع التحديات التي تواجهها أماكن أخرى حول العالم، وربما تكون اليابان قادرة على توفير واستقبال رؤى قيمة لبناء مستقبل مستدام للغذاء على مستوى العالم.

(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان الرئيسي: من أعلى اليسار باتجاه عقارب الساعة: طماطم متضررة من الحرارة، تفاحة، يوسفي، وفجل دايكون. جميع الصور © المنظمة الوطنية لبحوث الزراعة والأغذية، باستثناء التفاحة © حكومة محافظة إيواتي)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | محاصيل اليابان على المحك… الحرارة المرتفعة تهدد الإنتاج والجودة! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا