الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

العيش في الفضاء.. لماذا يبدو مستحيلاً وما العقبة الكبرى؟

العيش في الفضاء.. لماذا يبدو مستحيلاً وما العقبة الكبرى؟

منذ أن خطا الإنسان أولى خطواته خارج كوكب الأرض، كان الحلم أكبر من مجرد رحلة قصيرة في المدار. الاستيطان في الفضاء لم يعد خيالًا علميًا، بل هدفًا يسعى وراءه العلماء ورواد الفضاء والمبتكرون. ومع كل إنجاز جديد، نقترب خطوة من تحقيقه، لكن هناك تحديًا ضخمًا ما زال يقف في طريقنا. فما هو هذا الحاجز الأخير الذي علينا تجاوزه قبل أن نصبح سكانًا للفضاء؟
على الرغم من الطموحات الكبيرة التي يطرحها بعض رواد الأعمال والمليارديرات مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس بشأن الاستيطان على القمر أو المريخ، إلا أن التحدي الأكبر لا يكمن في الصواريخ أو الروبوتات، بل في قدرة جسم الإنسان الهش على التكيف مع الظروف القاسية خارج الأرض.
الجسم البشري… محدودية بيولوجية

حتى اليوم، لم يتمكن أي إنسان من العيش في الفضاء لفترة تتجاوز 14 شهرًا متواصلة، ولم يدخل الفضاء سوى 757 شخصًا. الأعراض الشائعة للبقاء الطويل في انعدام الجاذبية تشمل فقدان الكتلة العضلية وكثافة العظام، واضطراب ضغط الدم، وتشوش الرؤية. معظم هذه الآثار قد تزول بعد العودة، لكن التعرض للإشعاع الفضائي يخلّف أضرارًا دائمة مثل ارتفاع خطر السرطان، وإعتام عدسة العين، وتلف الجهاز العصبي.

رحلات طويلة، مثل الذهاب إلى المريخ والعودة، قد تستغرق من عامين إلى ثلاثة أعوام، وهي مدة لم يُختبر أثرها الكامل على بيولوجيا الإنسان، بحسب ما صرّح به رائد الفضاء الأمريكي فرانك روبيو، الذي أمضى 371 يومًا متواصلًا في محطة الفضاء الدولية.
خيارات محدودة وكلها صعبة

خارج الأرض، لا توجد إلا ثلاث وجهات ممكنة:

مدار الأرض المنخفض (LEO): قريب نسبيًا، لكنه يعجّ بأكثر من 9000 طن متري من الحطام الفضائي الذي قد يشكل خطرًا مدمرًا.

القمر: بلا هواء للتنفس، وغلافه الجوي شبه معدوم، ما يجعله عرضة للإشعاع القاتل، فضلًا عن أن الليل القمري يمتد لنحو أسبوعين أرضيين.

المريخ: يملك غلافًا جويًا أكثر سماكة من القمر، لكنه لا يحتوي على أكسجين قابل للتنفس، وتربته سامة، وتضربه عواصف غبارية هائلة.

الإشعاع الفضائي الخطر الصامت

وبحسب تقرير لموقع “بيزنس إنسايدر” فإن المجال المغناطيسي للأرض يحمينا من الإشعاع الشمسي والكوني، أما في الفضاء فالتعرض للإشعاع يعادل مئة ضعف ما يتعرض له البشر على الأرض. رحلة مدتها ثلاث سنوات ونصف إلى المريخ تعني التعرض لما يوازي 16,500 صورة أشعة سينية للصدر، وهي جرعة تكفي لإحداث أضرار صحية جسيمة، بما في ذلك السرطان. انفجار شمسي واحد قد يكون قاتلًا خلال ساعات إذا وُجد الطاقم في المكان الخاطئ.
الحاجة إلى ملاجئ تحت الأرض

لحماية المستوطنين على القمر أو المريخ، يقترح العلماء بناء قواعد تحت السطح، حيث يمكن للطبقات الترابية أن تحجب جزءًا كبيرًا من الإشعاع. كما يوصي بعض الخبراء بالابتعاد عن التصاميم التقليدية للمركبات الفضائية الطويلة والنحيفة، واستبدالها بهياكل كروية أو محاطة بمواد كثيفة كالماء لامتصاص الإشعاع.

الغذاء التحدي المستمر

رغم نجاح رواد الفضاء في زراعة بعض النباتات داخل محطة الفضاء الدولية باستخدام إضاءة LED، إلا أن هذه المحاصيل لا تكفي للاكتفاء الذاتي، خصوصًا على كواكب أخرى. تربة المريخ، مثلًا، تحتوي مركبات سامة، ما يفرض معالجة معقدة للتربة قبل الزراعة، مثل غسلها بالماء، أو تعريضها لحرارة عالية، أو استخدام بكتيريا معدلة وراثيًا.
الجراحة في الفضاء خطر غير محسوب

في انعدام الجاذبية، يتجمع الدم على شكل كرات طافية، ولا يمكن الاعتماد على التخدير الغازي لأنه قد ينتشر في المقصورة ويسبب فقدان الوعي للجميع. حتى التخدير عبر الحقن الشوكي قد يتأثر بسلوك السوائل في الفضاء. على المريخ، قد تصل إشارة الاستغاثة إلى الأرض بعد 20 دقيقة، ما يجعل التدخل الطبي السريع أمرًا شبه مستحيل.

دروس من التجارب الأرضية

تجربة “بيوسفير 2” في تسعينيات القرن الماضي، وهي نظام بيئي مغلق على الأرض، أظهرت أن حتى البيئات الخاضعة للسيطرة تواجه صعوبات كبيرة، مثل انخفاض الأكسجين وارتفاع ثاني أكسيد الكربون. إذا كان ثمانية أشخاص واجهوا ذلك على الأرض، فكيف سيكون الحال على كوكب آخر يفتقر إلى مقومات الحياة؟

حدود التكاثر في الفضاء

لم يُسجل أي حمل بشري في الفضاء حتى الآن، وحتى تجارب تكاثر الثدييات في المدار لم تحقق نجاحًا كاملاً. المخاوف الأخلاقية والطبية تجعل هذا الأمر محفوفًا بالمخاطر، خاصة مع تأثيرات الإشعاع المحتملة على الأجنة.

سياحة الفضاء… رفاهية للأثرياء
بينما ما زال بناء حضارة فضائية بعيد المنال، يستمتع بعض المشاهير والأثرياء برحلات قصيرة إلى الفضاء دون المداري، مثل كاتي بيري وويليام شاتنر، في مغامرات لا تتجاوز بضع دقائق. لكن هذه التجارب السياحية تختلف جذريًا عن تحديات إنشاء مجتمع بشري مستدام خارج كوكب الأرض.

صحيفة البيان

كانت هذه تفاصيل خبر العيش في الفضاء.. لماذا يبدو مستحيلاً وما العقبة الكبرى؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا