الكبار صُنَّاع الحياة يرحلون ويتركون بصمات مشرقة في مساحات الحياة، وما أكثرهم في حياة أمتنا الحية، ونحن اليوم مع رجل الإنجازات والسلام، رجل الإسهامات لإعلاء كلمة الإسلام في أرض البوسنة بمساحاتها الجميلة، وفي أرض البلقان وسائر العالم الإسلامي الكبير والإنسانية العالمية.
ففي التاسع عشر من أكتوبر عام 2003 رحل عنا المفكر والقائد المسلم البوسني علي عزت بيجوفيتش رحمه الله، وتهل علينا ذكرى وفاته رحمه الله وما زال اسمه حاضراً على امتداد العالم يذكره بأنه زعيم فريد ومفكر إنساني، ومجاهد رابط الجأش، وأعداؤه يتناولون معالم شخصيته، وهكذا يرحل الكبار وتبقى آثارهم خالدة. فهو رحمه الله شخصية متنوعة صاحب النظرة الإسلامية الواسعة والتي تتجاوز حدود وطنه بروعة جمال طبيعته التي حباها الله تعالى الوهاب. ومن جمال شخصيته رحمه الله أنه بهر العالم بفكره، وبقوة شخصيته وحنكته وذكائه، وأنه مناضل الذي لا يمل ولا يهاب بما يفرض عليه من أدعياء الحضارة، وتميز بشجاعة المسلم صاحب الثوابت والمبادئ التي لا تكسر، وبالرئيس الزاهد، والقائد الصفوح، وأنه لا يحمل في صدره أي ضغينة أو حقد ويحترم كل الآراء.
اعتقل الزعيم المسلم علي عزت بيجوفيتش رحمه الله عدة مرات، وعندما ألّف كتابه ذاع الصيت «البيان الإسلامي « اعتقل وقُدّم للمحاكمة الجائرة في سراييفو في عام 1983، وحكم عليه بالسجن 14 سنة ثم أطلق سراحه 1988. ونصب رحمه الله رئيساً لمجلس الرئاسة البوسني على فترتين الأولى من 1996 إلى 1998 والفترة الثانية من فبراير 2000 إلى أكتوبر 2000.
إن للبوسنة تاريخا لا يُنسى سطرته صفحات التاريخ، فقبل ألف عام ويزيد تأسست، والعثمانيون دخلوها عام 1463، ومن سراييفو قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914، وفي عام 1992 عمل الكروات والصرب بقوة الحقد والعنصرية المريضة المتلبسة فيهم على تقسيم البوسنة، وارتكبوا فيها أبشع الجرائم والمذابح في كل بيت مسلم، وقاد الزعيم المجاهد علي عزت رحمه الله في هذا الفترة الزمنية الصعبة من تاريخ البوسنة عمليات الدفاع عن سراييفو، إنها مرحلة تاريخية في حياة المسلمين. حياته رحمه الله كانت مليئة بالأحداث والمواقف والمحن، حافلة بالعبر والدروس، وكل الأحداث التي أتت عليه لم تكسر من عزمه، ولم تؤثر في مسيرة حياته من أجل الحرية وحرية وطنه وشعبه، ولم تغير كذلك مواقفه والثوابت التي كان يتحرك بها ويجاهد من أجلها، ولم تزلزل فكره العميق الواثق بنصر الله تعالى.
ومن شذرات الزعيم البوسني القائد علي عزت بيجوفيتش رحمه الله رحمة واسعة: –
«إن كل قوة في العالم تبدأ بثبات أخلاقي وكل هزيمة تبدأ بانهيار أخلاقي».
ويوم أن حاول المجتمع الدولي المزعوم ومعه أوروبا حينما أراد كسر عزيمة وإرادة هذا الزعيم القوي رحمه الله في مواقفه بأن يوقف الحرب من طرف واحد من أجل إدخال المساعدات قال كلمته النافذة «إنه لا يمكن وقف العدوان من خلال الصدقات التي ترمون بها إلى شعبنا».
«إن تقدُّم الإسلام – مثل أي تقدم آخر – سيتحقق على أيدي الشجعان الثائرين، لا على أيدي الوديعين المُطيعين».
«المسلم بين خيارين لا ثالث لهما.. إما أن يُغيّر العالم، وإما أن يستسلم للتغيير».
ففي حياة هذا القائد البوسني علي عزت بيجوفيتش رحمه الله وغيره من صُنَّاع الحياة مشاهد وأحداث، تدعوك لفتح مساحات الفأل في حركة الحياة، لتعلم أن أمتنا حية برجالها وقادتها وكل من يسير على طريق الإسلام، والاعتزاز بما يحمله هؤلاء الكرام من طاقات وإمكانات وقوة وصراحة وفكر وإباء وعزة وثبات وعمل، فدونك هؤلاء رحمهم الله تعالى.
«ومضة»
ومن روائع ما قرأنا عن وصاياه رحمه الله.. وصيته للرئيس أردوغان عندما زاره في المستشفى قبيل وفاته أمسك بيده وقال له «احم البوسنة وارعها، هنا يعيش أولاد الفاتحين، البوسنة أمانة لديكم». رحمك الله أيها الرئيس الزاهد، والقائد الصفوح. انتهى الدرس!.
إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم – الشرق القطرية
كانت هذه تفاصيل خبر الرئيس الزاهد والقائد الصفوح لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.