ابوظبي - سيف اليزيد - إبراهيم سليم (أبوظبي)
حثت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، الجمهور، وجميع أطراف السلسلة الغذائية، على تجنب السلوكيات والعادات التي تؤدي إلى فقد وهدر الأغذية طوال مراحل السلسلة من المزرعة إلى المائدة، مشيرة إلى أن الهدر الأكبر للأغذية يحدث خلال المراحل من الحصاد وحتى البيع بالتجزئة.
كما أهابت بالمستهلكين بالابتعاد عن العادات الغذائية السلبية، والبدء في ترشيد كميات الغذاء التي يتم إعدادها، وشراء الغذاء بقدر الحاجة فقط مع مراعاة اشتراطات التخزين الصحيحة والتسوق الآمن، وغيرها من السلوكيات الإيجابية للمحافظة على الأغذية، والحد من هدرها.
وأكدت الهيئة خلال لقاء توعوي نظمته «عن بُعد»، استهدف الشرائح المجتمعية كافة، والعاملين في بيع وإنتاج الغذاء، أن المقصود بهدر الغذاء «الطعام الذي يتعرض للفقد أو يتم تبديده أو التخلص منه، رغم صلاحيته في معظم الأحيان للاستهلاك البشري».
ووفقاً لما استعرضته الهيئة من إحصائيات وحقائق في العالم، تشير التقديرات إلى أن عدد الجياع في العالم نحو مليار شخص، وتقدر تكلفة التخلص من نفايات الطعام بنحو 410 مليارات دولار أميركي سنوياً، كما تقدر تكلفة الطعام الذي يتم إهداره سنوياً في مختلف أنحاء العالم بنحو تريليون دولار أميركي. وإذا تم تقليل ربع الطعام الذي يتم إهداره حالياً في العالم، فسيكون ذلك كافياً لإطعام نحو 870 مليون شخص جائع في مختلف أنحاء العالم. وأشارت الهيئة إلى أن هدر الطعام يشكل أيضاً هدراً كبيراً في مصادره ومن بينها: الماء والأراضي المزروعة، والطاقة، والعمالة، ورأس المال.
وحددت الهيئة 3 محاور رئيسية للتأثير السلبي لهدر الطعام، منها زيادة كبيرة في الاحترار العالمي، فالطعام المتعفن يطلق غاز الميثان، هذا فضلاً عن خسائر بيئية، وخسائر مادية. وحول كيفية تقليل هدر الطعام، أوصت الهيئة باتباع 3 وسائل تشمل التجهز للتسوق، ثم التسوق، ثم التخزين الجيد، بحيث يكون المتسوق قد أعد سلفاً احتياجاته وكمياتها، حسب عدد الأسرة واستهلاكها الحقيقي دون هدر.
ودعت الجمهور إلى اتباع خطوات عملية يمكن من خلالها خفض كميات المخلفات الغذائية، وتتمثل في «تشجيع المنتج المحلي»، والتخطيط للوجبات الأسبوعية، والحرص على معرفة تواريخ انتهاء صلاحية المواد الغذائية، خاصة المعلبة أو سريعة التلف.
كما أوصت في إطار خفض كمية المخلفات الغذائية بتحضير الطعام بكميات مناسبة، وتجنب ملء طبق الطعام، وحفظ بقايا الطعام وإعادة تحضيرها، وتخزين المواد الغذائية في ظروف مناسبة. ودعت ربات المنازل إلى العمل بالقواعد البسيطة للتخزين، حيث يفضل أن تكون درجة الحرارة 20 درجة مئوية بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة، ورطوبة غرفة التخزين المثالية تكون 15% أو أقل. وتخزين المواد الغذائية على الأرفف بعيدة عن الجدران، والتدوير بمعنى أن يكون أول ما تقترب صلاحيته للاستهلاك أول ما يخرج، ونظافة غرفة التخزين لتفادي انتشار الحشرات والقوارض، ودرجة حرارة الثلاجة يجب أن تكون أقل من 5°C، ودرجة الحرارة الفريزر من 15°C - إلى 18°C، وتفادي تعبئة الثلاجة وتكديسها بالأغذية لتعطي مجالاً لمرور الهواء من خلالها، وتذويب المواد الغذائية المجمدة بصورة صحيحة.
كما قدمت الهيئة نصائح تتمثل في 3 خطوات عملية لخفض كمية المخلفات الغذائية: لا تذهب إلى السوق وأنت جائع، اعطِ الفائض من الطعام للمحتاجين أو عن طريق التواصل مع الجهات ذات العلاقة بحفظ النعمة كالهلال الأحمر، وتوزيع المواد الغذائية للمحتاجين، واستخدم الفائض من بقايا الطعام لتغذية الحيوانات والطيور أو كسماد للأرض C.
وتعمل «هيئة الزارعة والسلامة الغذائية أبوظبي» على ممارسة دورها المحوري لضمان استدامة إنتاج الغذاء وتقليل الهدر والفاقد من المنتجات الغذائية، واستدامة منظومة الأمن الغذائي، ورفع كفاءة سلسلة الإنتاج، من خلال الدورات التدريبية للعاملين في المنشآت الغذائية والقطاع الزراعي، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من الحملات الإرشادية والتوعوية للمستهلكين، وحثهم على ضرورة اتباع سلوكيات الشراء الصحيحة، وترشيد الاستهلاك.
تشريعات
أصدرت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية حزمة من التشريعات فيما يخص السلامة الغذائية خلال مراحل السلسلة الغذائية، كما أصدرت أدلة توضيحية للمنشآت الغذائية، تشرح التشريعات بصورة مبسطة وسهلة، وأدلة الممارسات الزراعية الجيدة التي من شأنها تقليل الفقد والهدر أثناء عمليات الحصاد والنقل، وتتبع التشريعات الصادرة عن الهيئة فيما يخص نهج تحليل المخاطر، حيث يتم الحكم على سلامة المنتج، وفقاً للأدلة العلمية، مما يسهم في الحد من فقد وهدر الغذاء.
كما أصدرت الهيئة الدليل الإرشادي بشأن تقليل هدر الغذاء - قطاع خدمات الطعام، حيث تم إعداد هذا الدليل وفقاً لأفضل الممارسات، تماشياً مع التوجهات الحكومية والخطة الاستراتيجية للهيئة لكونه جزءاً من منظومة الأمن الغذائي، وللحد من الهدر من جانب المستهلك، فإن الهيئة تقوم بحملات إرشادية لتوعية المستهلكين حول أساليب تخزين الغذاء المنزلي بالشكل الصحيح، وأهمية الاستهلاك بحسب الحاجة فقط لتقليل هدر الغذاء.