ابوظبي - سيف اليزيد - المنامة (الاتحاد)
دعا العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، دول مجلس التعاون الخليجي إلى مواصلة سعيها المشترك بروح من العزم والحكمة والانفتاح لمعالجة كل القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، اعتماداً على الحوار والخيارات السياسية والدبلوماسية التي تعزز الاستقرار، وتفتح آفاقاً راسخة لأمن المنطقة وتنميتها المستدامة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها العاهل البحريني خلال افتتاح أعمال الدورة العادية الـ 46 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في المنامة، أمس، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون، إلى جانب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي تشارك ضيفة شرف.
وقال إن القمة تعقد في ظل اهتمام بالغ من قادة دول المجلس لدعم مسيرة التعاون الخليجي وتطوير قدراته، وسط ما تشهده المنطقة من تطورات متلاحقة.
وحول تطورات الأوضاع في غزة، أكد أهمية استكمال تنفيذ خطة السلام في غزة لما تمثله من خطوة إيجابية نحو وقف التصعيد وتهيئة الأجواء لتسريع مسار إحلال السلام العادل وتحقيق السلام، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية.
وفيما يتعلق بأمن الخليج العربي والاستقرار الإقليمي، شدد العاهل البحريني على ضرورة حماية الملاحة البحرية والتجارة الدولية من أي تهديد، والحفاظ على خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل استناداً إلى التوجهات الاستراتيجية لمجلس التعاون في مجال الأمن والدفاع الجماعي.
ولفت إلى أهمية ترسيخ الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي، بما يعزز إقامة السلام ويكرس الاحترام المتبادل، داعياً إلى جعل مجلس التعاون سوقاً خليجية حرة عادلة، وقوة ناعمة قادرة على حماية الهوية ووحدة المجتمع الخليجي، ومستقبلاً تبنى فيه التنمية على العلم والإبداع والكرامة.
وأعرب ملك البحرين عن بالغ الاعتزاز باستضافة القمة الخليجية، مؤكداً الحرص على مواصلة المسيرة العريقة في العمل الخليجي المشترك، والتي تستمد قوتها من وشائج الأخوة ووحدة الهدف والمصير.
وتطرق إلى الصرح الخليجي الشامخ الذي بدأه الآباء المؤسسون بكل إخلاص ومحبة، ما يؤكد توجهاتهم بضرورة التكامل والاندماج، وتشكيل ثقل استراتيجي فاعل ومؤثر في السياسة الإقليمية والدولية.
وأكد العاهل البحريني أن التجربة العملية أثبتت صدق هذا الواقع، وهو ما مكن المجلس من صياغة نموذج تنموي متكامل قادر على المنافسة العالمية، وتأمين أعلى درجات الاستقرار والازدهار.
وأوضح أنه لم يكن بالإمكان تحقيق هذه المكتسبات لولا الرؤية المشتركة والسياسات الموحدة التي أرست الأمن الخليجي، وحافظت على السيادة الوطنية ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، انطلاقاً من قاعدة ذهبية مفادها بأن «أمن دول المجلس وازدهارها واستقرارها كل لا يتجزأ».
وأشاد، في هذه المناسبة، بما أنجز بمسارات التعاون المشترك، وخصوصاً ما يتصل بالمواطنة الخليجية والوحدة الاقتصادية، معرباً عن التطلع المشترك إلى استكمال مشروع الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، وتوسع الشراكة في مجال الأمن الغذائي والمائي والاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة، وغيرها من القطاعات الحيوية.
بدوره، أكد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، المكانة المحورية التي يحظى بها مجلس التعاون لدول الخليج العربية كقوة سياسية واقتصادية فاعلة على الساحتين الإقليمية والدولية، إذ شهدت الدورة السابقة سلسلة من الاستحقاقات الهادفة إلى تعزيز شراكات المجلس مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات الإقليمية والدولية.
وقال، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ 46 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية: «إن مجلس التعاون بوعي أبنائه وتماسكهم قد تجاوز ظروفاً إقليمية ودولية معقدة وتحديات جسيمة، وحقق الاستقرار عبر الأمن الجماعي والمصير المشترك»، مجدداً إدانته العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، والتضامن الكامل معها.
وأعرب أمير دولة الكويت عن الإيمان الراسخ بأمن دول الخليج واستقرارها وتطلعات شعوبها.
