ابوظبي - سيف اليزيد - تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يحتفي مهرجان ليوا الدولي 2025 بالحِرف التقليدية الأصيلة، ضمن فعاليات «قرية ليوا» في منطقة «سوق الحِرفيين»، حيث يعيش الزوّار تجربة ثقافية تصطحبهم في رحلة تراثية إلى زمن الأجداد، وتقدّم المنطقة ورشاً تفاعلية تجسِّد جماليات الموروث وتشمل «البرقع»، «الدخون والعطور»، «الحناء»، «السدو»، «التلّي» و«الفخار». يقدّم «سوق الحِرفيين» في قرية ليوا، ضمن فعاليات «ليوا الدولي 2025»، تجربة ثقافية متكاملة تستلهم روح الأسواق الإماراتية التقليدية، وتعيد إحياء تفاصيلها الأصيلة في مشهد يعيد ذاكرة الأسواق المحلية التي تنبض بالحياة.
يتحوّل السوق في «قرية ليوا» إلى منصة حيّة للاحتفاء بالحِرف اليدوية الإماراتية، حيث تتوزّع ورش الفخار والنسيج والحناء والدخون والعطور في أركان تفاعلية تتيح للزوّار مشاهدة الحرفيين، وهم يمارسون أعمالهم بدقة ومهارة، في تجربة تُجسّد انتقال المعرفة من جيل إلى جيل، وتبرز قيمة العمل اليدوي جزءاً أصيلاً من الهوية الوطنية.
ويشهد «سوق الحِرفيين» عروضاً حيّة للحرفيين وتجارب ثقافية حسّية، تدمج بين الورش التفاعلية وتعليم الأجيال طرق صناعة هذه الحِرف، لتمنح الزائر رحلة شاملة في تفاصيل الحياة اليومية القديمة، وتفتح نافذة على أنماط العيش وأساليب الإنتاج التي شكّلت ملامح المجتمع الإماراتي عبر العقود.
وبفضل هذا التنوع، نجح «سوق الحرفيين» في استقطاب الزوّار من مختلف الأعمار والجنسيات، ليغدو أحد أبرز محطات «مهرجان ليوا الدولي» في «قرية ليوا»، ومشهداً يحتفي بالتراث بأسلوب معاصر، يوازن بين الأصالة والتجربة التفاعلية، ويؤكد أن الموروث الشعبي لا يزال حياً وقادراً على التواصل مع الحاضر بلغة الإبداع والتجديد.
وعن مشاركتها في «سوق الحِرفيين» بـ«قرية ليوا»، قالت عتيجة القبيسي، حِرفية صناعة التلّي: «مشاركتي في «سوق الحِرفيين» بـ «مهرجان ليوا الدولي»، تمثل فرصة مهمة لإحياء حرفة صناعة التلّي وتعريف الأجيال الجديدة بها»، مؤكدة أن عرض هذه الحِرفة في القرية يسلّط الضوء على جماليات التراث النسائي الإماراتي ودقته.
وأضافت: «التلّي ليس مجرد خيوط تُنسج، بل حكاية تراث وهوية، ووجودنا هنا يتيح للزوّار مشاهدة مراحل العمل عن قرب، والتعرّف إلى قيمة هذه الحرفة الأصيلة».
من ناحيتها، أعربت فاطمة آل علي، حِرفية صناعة الحنّاء عن سعادتها بالمشاركة في «سوق الحِرفيين»، وقالت: «إن صناعة الحنّاء تُعد من أقدم الممارسات التراثية المرتبطة بالمناسبات الاجتماعية في الإمارات». وأضافت: «من خلال وجودي في «قرية ليوا» أقدّم للزوّار تجربة حيّة للتعرّف إلى طرق إعداد الحنّاء واستخداماتها التقليدية، وهو ما يعزّز الارتباط بالموروث الشعبي ويعرف الأجيال تفاصيل صناعة هذه الحِرف». ولفتت إلى أنها تقدّم في «سوق الحِرفيين» ورش عمل تفاعلية تستعرض من خلالها طرق إعداد الحناء قديماً، خصوصاً أنها من الحِرف المستدامة التي يجب عليهن كحِرفيات استعراض طريقة إعدادها في مهرجانات ثقافية وفنية ضخمة مثل «ليوا الدولي»، حتى يتعرف الآخر والأجيال الجديدة على موروث الأجداد.
صناعة الفخار
أكد سعيد الشحي، حِرفي صناعة الفخار، أن مشاركته في مهرجان «ليوا الدولي» تهدف إلى إبراز حِرفة صناعة الفخار باعتبارها من الحِرف الأساسية في الحياة اليومية قديماً، وقال: «سوق الحرفيين يتيح لنا تقديم عروض حيّة تُظهر مراحل تشكيل الفخار وأدواته التقليدية، ويمنح الزوّار فرصة لمس التاريخ ورؤية كيف كانت تُصنع الأدوات التي استخدمها الأجداد في حياتهم اليومية».
