الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القاهرة: قال مسؤول إسرائيلي إن الاتفاق بين حماس وإسرائيل لن يتضمن إطلاق سراح أربعة سجناء فلسطينيين بارزين سعت حماس منذ فترة طويلة إلى إطلاق سراحهم في المفاوضات وهم: مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن سلامة، وعباس السيد، وفقاً لما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست" صباح الخميس.
وقال مصدر مطلع يوم الخميس إن إسرائيل لن تطلق سراح أعضاء قوة النخبة التابعة لحماس الذين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
يأتي هذا عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت سابق من يوم الخميس، موافقة إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ومن المقرر توقيع الاتفاق ظهر اليوم في إسرائيل.
وبالإضافة إلى عناصر النخبة، أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن السجناء الفلسطينيين البارزين مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن سلامة، وعباس السيد سوف يظلون في السجن أيضاً.
من هو مروان البرغوثي؟
في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية عام 2014، وصف الكاتب مارتن لينتون البرغوثي بأنه "نيلسون مانديلا الفلسطيني".
يقبع البرغوثي في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ اعتقاله خلال عملية "الدرع الواقي" عام 2002، على ضوء اتهامات بتأسيس "كتائب شهداء الأقصى" العسكرية وهو الأمر الذي نفاه القيادي الفلسطيني بشكل قاطع.
سُجن مروان البرغوثي لأول مرة عام 1978 لمدة 4 سنوات بتهمة التورط في أنشطة عسكرية، حيث انضم خلال فترة إلى حركة فتح وتعلم العبرية.
بعد الإفراج عنه، قاد البرغوثي مسيرات حاشدة في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، ما أدى إلى اعتقاله مجددا ونفيه إلى الأردن حيث باشر العمل في مكاتب حركة فتح هناك، وأصبح مسؤولا عن توجيه أنشطتها في الضفة.
خلال الانتفاضة الثانية عام 2000، نفذت "كتائب الأقصى" سلسلة عمليات استهدفت بها قوات الاحتلال، بما في ذلك عمليات في الداخل الإسرائيلي، قبل انفصالها عن حركة فتح في عام 2007.
حملت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مروان البرغوثي المسؤولية عن تلك الهجمات، لتصدر بحقه أحكام بالسجن لمدة 40 عاما بعد مقتل 5 إسرائيليين. لكن القيادي الفلسطيني رفض التهم الموجهة إليه كما رفض الاعتراف بسلطة المحكمة الإسرائيلي، وفقاً لتقرير "مصراوي".
في أثناء ذلك، حصل مروان البرغوثي على درجة الدكتوراه في عمل المجلس التشريعي الفلسطيني من جامعة القاهرة.
ورغم الخلافات التي تسيطر على العلاقات بين فتح وحماس، تُصر الأخيرة على إطلاق سراح البرغوثي، ما يُظهر توافقا كبيرا على قيادي قد يشكل نواة للإصلاح والتوحيد بين القوى الفلسطينية.
يقول مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية خليل الشقاقي، إن الفلسطينيين ينظرون إلى مروان البرغوثي على أنه "بطل وطني، رجل نزيه لم يلطخه الفساد، إنه شخص قادر على المصالحة مع حماس وتوحيد الفلسطينيين".
وفي أغسطس الماضي، قال نجل البرغوثي نجل القيادي الفلسطيني، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن إسرائيل ترفض إطلاق سراح والده "لأن نتنياهو لا يريد شريكا للسلام".
ويؤكد مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أن مروان البرغوثي هو الزعيم الفلسطيني الاكثر شعبية على الإطلاق القادر على الفوز في الانتخابات الرئاسية، مشددا على أن: "كافة المرشحين الرئاسيين الآخرين، الإسلاميون والقوميون على حد سواء لا يمكنهما هزيمته. قد يفوز بنسبة لا تقل عن 60% من الأصوات في أي انتخابات".
ومنذ اعتقاله أصبح ظهور البرغوثي نادرا نتيجة السياسات الإسرائيلية التعسفية في حقه كباقي المعتقلين الفلسطينيين. لكنه قبل أشهر في مقطع فيديو نشره وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
وظهر بن غفير وهو يسخر من البرغوثي داخل محبسه، إذ بدا عليه الضعف والمرض.
لاحقا، قال متحدث باسم بن غفير، إن وزير الأمن القومي حصل على تأكيدات من نتانياهو بأنه لن يتم الإفراج عنه بشكل غير صريح، إذ سبق وأن تعهد رئيس حكومة الاحتلال بعدم إطلاق سراح أي ممن وصفهم بـ"الرموز"، وفق "سي إن إن".