ابوظبي - سيف اليزيد - أكرم ألفي (القاهرة)
نجح «جيل زد» أن يغير شكل الخريطة السياسية في الولايات المتحدة بدفع مرشح الحزب الديمقراطي زهران ممداني للفوز بانتخابات عمدة مدينة نيويورك.
ممداني وصفته صحيفة «واشنطن بوست» بأنه «صوت جيل جديد» يعبر عن غضب الشباب من غلاء المعيشة واتساع الفجوة الطبقية.انتخابات نيويورك كشفت عن قوة «جيل زد» في الولايات المتحدة، حيث إن الشباب والشابات في عمر (18 - 29 عاماً) يمثلون نحو 26 % من سكان مدينة المهاجرين البالغ عدد سكانها 8.4 مليون نسمة لا يمثل فيها البيض سوى 30 % مقابل 28% للاتينيين (الهسبانيك) و20% للأميركيين من أصل أفريقي و15 % من الآسيويين.
إن نتائج الانتخابات في نيويورك أظهرت قوة استثنائية لقوة «جيل زد» في صناديق الانتخابات، حيث أظهرت الاستطلاعات أن 78% من الناخبين في عمر 18 إلى 29 عاماً صوتوا لصالح ممداني للحصول على منصب عمدة نيويورك.
وكان لافتاً أن نحو 67 % من الناخبين الشباب من البيض ايدوا ممداني مقابل تأييد 50% من الناخبين البيض من كبار السن (فوق 45 عاماً) لممداني بفارق يزيد 17 نقطة.
ما سبق ليس كافياً، بل إن استطلاع «فوكس نيوز» كشف عن أن أكثر من 70% من الشابات أقل من 30 عاماً انتخبن المرشح الديمقراطي وأن 50% من الشابات اليهوديات أيدن ممداني.
ولكي تتكشف الصورة بوضوح حصل ممداني على أصوات «جيل زد» الذين خاطبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبودكاست، وظهرت قدرته على الحديث في حملته الانتخابية بالأردية كلغة أم، إلى جانب مقاطع فيديو للحملة باللغات البنغالية والإسبانية والعربية في مدينة يتحدث سكانها نحو 800 لغة ولهجة مختلفة.
ويزيد على ذلك أن ممداني استهدف جمهور المتعلمين من «جيل زد» فنحو 57% من الحاصلين على تعليم جامعي أيدوا ممداني مقابل 40% من الذين لم يكملوا تعليمهم الثانوي.
إن التركيبة الديموجرافية لنيويوك هي تركيبة مدينة للمهاجرين فقد غابت عنها «شمس الرجل الأبيض» منذ عقود لصالح «الهسبان» وأصحاب الأصول الأفريقية الذين يمثلون معاً نحو نصف سكانها.
فهي المكان الذي لو ذهبت لمدرسة فإنك ستجد أن نصف الأطفال هم مولودون لأمهات مهاجرات، فنحو 36% من سكان المدينة ولدوا خارج الولايات المتحدة ومن بينهم ممداني الذي ولد في أوغندا.
شباب «جيل زد» في نيويورك هم تعبير عن التحولات في الخريطة الاجتماعية بالولايات المتحدة خريطة تسير نحو جيل أكثر ليبرالية وانفتاحاً على الثقافات المختلفة يدفعه كثافة التعليم الجامعي للتسامح مع التيارات والإثنيات وأصحاب الديانات المختلفة.
جيل ينقل التعايش من مواقع التواصل الاجتماعي إلى الواقع المعاش وربما تكون اختياراته مغايرة لما يراه صناع السياسة من ضرورات الحكمة والعقلانية.
ولكن في النهاية فإن تحولات هذا الجيل الجديد قد تفرز تغيرات في اتجاه نقيض بعد 10 سنوات كما حدث مع «جيل البيتلز» الذي هيمن لفترة قصيرة على المجتمع الأميركي وتحول بعد عقدين من الزمن إلى حصن للأفكار التقليدية والسياسات القائمة على المصلحة والتوازنات.
