شكرا لقرائتكم خبر عن النفط ينخفض بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والان مع بالتفاصيل
دبي - بسام راشد - أخبار الفوركس اليوم تتدفق مليارات الدولارات نحو التقنيات النووية المتطورة، بدءًا من تجارب الاندماج النووي وصولاً إلى المفاعلات المعيارية الصغيرة والمفاعلات الدقيقة التي يؤكد مؤيدوها أنها ستقود نهضة عالمية جديدة في مجال الطاقة النووية. لكن رغم سنوات من الزخم وجولات التمويل الناجحة، لم تتمكن هذه الشركات المدللة من قبل وول ستريت حتى الآن من تزويد الشبكة الكهربائية بأي من طاقتها الخالية من الكربون كما وعدت.
في عام 2024، بلغت الاستثمارات في شركات الطاقة النووية المتقدمة من جانب رأس المال الخاص ورأس المال المخاطر أعلى مستوى لها على الإطلاق. ووفقًا لبيانات ستاندرد آند بورز غلوبال (S&P Global)، فإن استثمارات العام الماضي "تجاوزت إجمالي قيمة الصفقات خلال الخمسة عشر عامًا الماضية مجتمعة".
وجاءت الدفعة الجديدة نحو الطاقة النووية من الجيل التالي مدفوعة بارتفاع توقعات الطلب على الطاقة نتيجة الانتشار المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقال جاكسون موريس، مدير سياسات قطاع الطاقة في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، في تصريحات لشبكة Marketplace: "العامل الأكبر في التحول الجذري الذي نشهده الآن في قطاع الطاقة يعود إلى مراكز البيانات. فالنمو المتوقع في استهلاك الكهرباء الذي كنا نتوقعه بعد عقد من الآن يحدث اليوم وبمعدل أسرع بخمس مرات، بسبب مراكز البيانات والمنشآت التي تبنيها الشركات العملاقة مثل أمازون، وغوغل، ومايكروسوفت."
إلى جانب الدعم الناتج عن طفرة الذكاء الاصطناعي، استفادت شركات الطاقة النووية الناشئة بشكل كبير من الاضطرابات السياسية التي تواجه تقنيات الطاقة المتجددة. ففي الوقت الراهن، تظل الطاقة النووية واحدة من القلائل بين مصادر الطاقة الخالية من الكربون التي تحظى بدعم حزبي واسع في الولايات المتحدة وخارجها.
وخلال الأشهر الأخيرة، بدأت بعض الدول الأوروبية المتحفظة تجاه الطاقة النووية بتخفيف قيودها واعتماد موقف أكثر انفتاحًا تجاه الطاقة النووية، فيما أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن شراكة نووية جديدة.
وفي هذا الأسبوع، ذكرت تقارير لموقع Semafor أن وزير الطاقة الأميركي كريس رايت "جدد ثقته في تقنيات الطاقة النووية المتقدمة"، في خطوة تؤكد تنامي الزخم السياسي الداعم لهذا القطاع.
لكن هذا التفاؤل لا يلقى إجماعًا في وول ستريت، إذ يرى بعض المحللين أن هناك فقاعة في طور التشكل. وأشار تقرير Semafor إلى أن "الهوس المتزايد حيال الطلب على الطاقة يدفع بتقييمات العديد من شركات الطاقة الجديدة المدرجة حديثًا إلى مستويات تفوق ما يمكنها تحقيقه فعليًا."
وقالت ديمبل غوساي، رئيسة أبحاث أسهم التكنولوجيا النظيفة الأميركية في بنك أوف أمريكا: "الفجوة بين الأساسيات والتقييمات أصبحت واسعة جدًا بحيث لا يمكن تجاهلها."
ومن بين أبرز الأمثلة على ذلك شركة Oklo، وهي شركة ناشئة تعمل على تطوير مفاعلات معيارية صغيرة (SMR) بدعم من سام ألتمان، أحد كبار المستثمرين في الذكاء الاصطناعي.
ورغم الأداء الجيد لأسهم الشركة منذ طرحها للاكتتاب العام في 2024، خفض بنك أوف أمريكا تصنيفها من "شراء" إلى "محايد" هذا الأسبوع، كما خفض تصنيف شركة "نوسكيل" (NuScale)، وهي شركة أخرى متخصصة في المفاعلات المعيارية الصغيرة، من "محايد" إلى "أداء أقل من السوق".
وأفاد موقع Axios Pro بأن بعض المستثمرين بدأوا البحث عن مخرج سريع من السوق عبر صفقات اندماج مع شركات SPAC.
وشركات SPAC، أو ما يُعرف بشركات الشيكات الفارغة، هي شركات وهمية لا تمتلك أصولًا أو عمليات تشغيلية عند طرحها في السوق، ما يجعلها منفذًا مثاليًا للمستثمرين الراغبين في الخروج من استثماراتهم النووية عالية المخاطر وتحميل الآخرين عبء المجازفة.
وقال أحد ممولي رأس المال المخاطر للموقع: "هذا هو التجسيد الكامل لعملية التخلص من المخاطر على حساب المستثمرين الأفراد."
ورغم كل ذلك، فإن التكنولوجيا النووية من الجيل التالي ليست قضية خاسرة. فما زال القطاع يمتلك إمكانات هائلة ومن المرجح أن يشكل عنصرًا أساسيًا في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة خلال السنوات المقبلة — لكن ليس هذا العام.
إذ لا تزال الصناعة تواجه عنق زجاجة كبيرًا يتمثل في نقص سلاسل الإمداد الخاصة بوقود المفاعلات النووية وأوعية الاحتواء، إضافة إلى القيود التنظيمية المتعلقة بتراخيص البناء وربط المفاعلات بالشبكة الكهربائية.
ومع أن المستثمرين ربما بالغوا في تفاؤلهم قصير الأجل، إلا أن البيئة السياسية تبدو مشجعة لأولئك الذين يتبنون رؤية طويلة الأمد. فقد تعهدت عشرات الدول بزيادة قدراتها النووية إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050، ومن المتوقع أن تلعب المفاعلات المعيارية الصغيرة والمفاعلات الدقيقة المدعومة من الشركات الناشئة دورًا محوريًا في هذا التوجه العالمي.