صحة ورشاقة

وفقاً لإحصاءات: تعليم السباحة للأطفال في سن مبكرة رحلة قيم ومعرفة تُرافقه

  • وفقاً لإحصاءات: تعليم السباحة للأطفال في سن مبكرة رحلة قيم ومعرفة تُرافقه 1/7
  • وفقاً لإحصاءات: تعليم السباحة للأطفال في سن مبكرة رحلة قيم ومعرفة تُرافقه 2/7
  • وفقاً لإحصاءات: تعليم السباحة للأطفال في سن مبكرة رحلة قيم ومعرفة تُرافقه 3/7
  • وفقاً لإحصاءات: تعليم السباحة للأطفال في سن مبكرة رحلة قيم ومعرفة تُرافقه 4/7
  • وفقاً لإحصاءات: تعليم السباحة للأطفال في سن مبكرة رحلة قيم ومعرفة تُرافقه 5/7
  • وفقاً لإحصاءات: تعليم السباحة للأطفال في سن مبكرة رحلة قيم ومعرفة تُرافقه 6/7
  • وفقاً لإحصاءات: تعليم السباحة للأطفال في سن مبكرة رحلة قيم ومعرفة تُرافقه 7/7


كتبت: ياسمين عمرو في الخميس 9 أكتوبر 2025 10:02 صباحاً - تعليم السباحة للأطفال في سن مبكرة، ليس الهدف منه أن يصبح الطفل سبّاحاً محترفاً بالضرورة، بل إنه أشبه باستثمار بعيد المدى في بناء شخصية قوية ومتوازنة للطفل؛ فهو يخوض تجربة تعلّمه الثقة، الصبر، التركيز، الانسجام بين العقل والجسد، وروح التعاون، وعندما تنظر الأم لطفلها وهو يخرج من المسبح بابتسامة النصر الصغيرة، فهي تدرك أن ما تعلمه في تلك اللحظات لا يقتصر على السباحة فقط، بل سيمتد ليكون رفيقاً له في كل مراحل حياته.
للتعرف إلى الدروس والفوائد التي تعود على الطفل من تعلم السباحة والالتزام بمواعيد التدريب، والحفاظ على علاقة طيبة فعالة مع زملاء الفريق، يُحدثنا الدكتور طارق المرشدي أستاذ طب نفس الطفل، مع توضيح لعدد من النقاط.

مشهد جميل يتكرر

أطفالٌ يستعدون لتدريب السباحة


في صباح مشمس، تقف أمّ شابة على حافة المسبح تراقب طفلها الصغير بصحبة مُدربه وهو يحاول أن يطفو وحده لأول مرة؛ حيث يمد ذراعيه بتردّد، يحبس أنفاسه ويغطس تحت سطح الماء.
ثم يرفع رأسه مبتسماً بعدما نجح في البقاء لبضع ثوانٍ تحت سطح الماء، قد يبدو هذا المشهد بسيطاً، لكنه يحمل في طياته عالماً كاملاً؛ حفز الطفل على الثقة بنفسه، وتعلم المثابرة والانتباه، والنمو المعرفي، ومهارات التعاون والتفاعل الاجتماعي.
الخليج 365 إن تعليم السباحة للأطفال في سن مبكرة لا يقتصر على تعلم مهارة رياضية أو نشاط ترفيهي، بل هو رحلة تربوية ومعرفية تصقل شخصية طفلكِ، وتمنحه مهارات حياتية سترافقه لسنوات طويلة.

فوائد تعليم السباحة مبكراً

الثقة بالنفس أولى الخطوات نحو الاستقلالية

تعلُم السباحة يُزيد من ثقة الطفل بنفسه


من أبرز القيم التي يكتسبها الطفل أثناء تعلم السباحة هي: الثقة بالنفس، فعندما يتمكن الصغير من إنجاز حركة جديدة في الماء، حتى لو كانت بسيطة كأن يطفو أو يتحرك نحو والدته بضع خطوات مائية، يشعر بأنه أنجز شيئاً عظيماً.
هذا الإنجاز الصغير يغرس في داخله إحساساً بالقدرة والاستقلالية، ويعزز لديه الإيمان بأن المحاولة تؤدي إلى النجاح، وقد أظهرت دراسات حديثة أن الأطفال الذين يبدأون ممارسة الأنشطة في سن مبكرة، ترتفع لديهم مستويات الثقة بالنفس بنسبة تصل إلى 23% أكثر مقارنة بأقرانهم الذين لم يخوضوا التجربة.
بالنسبة للأم، فإن رؤية طفلها وهو يحقق هذه القفزات الصغيرة في الثقة بالنفس تمثل لها فرحة وطمأنينة كبيرة؛ لأن هذه القيمة ستنعكس لاحقاً في مواقف الحياة اليومية: من دخول المدرسة، إلى التعامل مع أصدقاء جدد، وحتى مواجهة الصعوبات بثبات.
المثابرة والصبر.. دروس من كل محاولة

طفل يعوم


الماء ليس مكاناً سهلاً للطفل في البداية، لحظات الخوف، أو السعال بعد ابتلاع رشفة ماء، أو الفشل في البقاء طويلاً تحت السطح، كلها مواقف طبيعية في هذه التجربة لكن هنا يكون الدرس الأهم: المثابرة والصبر.
كل مرة يحاول الطفل فيها ويُعيد المحاولة من جديد، يتعلم أن التقدم لا يحدث فوراً، وأن النجاح يحتاج إلى تكرار وتدريب، هذا الدرس البسيط يتحول مع الوقت إلى منهج حياة؛ إذ يدرك الطفل أن الإخفاق ليس نهاية الطريق بل خطوة نحو التحسن.
إن المسبح يصبح نموذجاً مصغراً للحياة اليومية؛ حيث يتعلم الصغير كيف يتعامل مع الفشل، وكيف يحوّل الإحباط إلى طاقة للاستمرار، ما ينعكس على شخصيته المستقبلية، في الدراسة والعمل أو في بناء العلاقات الاجتماعية.
العقل حاضر مع كل حركة فيزيد الانتباه والتركيز:
السباحة ليست مجرد حركة جسدية، بل هي تمرين عقلي أيضاً، يتطلب الأمر من الطفل أن يركز على التعليمات: كيف يُحرك ذراعيه ورجليه، متى يأخذ نفساً عميقاً، وكيف يخرج رأسه من الماء دون ارتباك؟.
هذا المستوى من الانتباه والتركيز يعزز لدى الطفل قدرة عقلية مهمة: القدرة على التنظيم الذهني. فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون لتمارين مائية منظمة قبل سن المدرسة يحققون نتائج أعلى بنسبة تتراوح بين 15 و20% في اختبارات النمو المعرفي مقارنة بغيرهم.
ومن منظور حياتي، فإن هذه القدرة على التركيز والانتباه في المسبح تترجم لاحقاً إلى صفوف الدراسة؛ حيث يكون الطفل أكثر استعداداً للإنصات للمعلم، متابعة التعليمات، وإنجاز المهام المدرسية بدقة أكبر.
مع السباحة يكون التنسيق الحركي والمعرفي:

 

طفل يشير بعلامة الفوز


مع اجتماع الحركة الجسدية والوعي الذهني في وقت واحد، يكون العقل والجسد في انسجام، وهذا يعد من المزايا الفريدة للسباحة؛ فعندما يمد الطفل ذراعيه بشكل متناغم مع ركلات قدميه، وعندما يضبط أنفاسه في اللحظة المناسبة، فهو ينسّق بين عدد من الأنظمة في جسده: العضلات، الجهاز التنفسي، والعقل الذي يقود العملية كلها.
هذا النوع من التدريب يعزز ما يُعرف بالتكامل الحركي-المعرفي-، وهو أساس مهم لتطور الطفل لاحقاً في مهارات رياضية أو أكاديمية أكثر تعقيداً ، كما يساهم في تطوير التوازن والرشاقة الجسدية، مما يمنحه حرية أكبر في الحركة والاعتماد على نفسه في مواقف حياتية مختلفة.
التعاون والتفاعل الاجتماعي قيم تُبنى في المسبح:
السباحة، وإن بدت نشاطاً فردياً، إلا أنها في دروسها الأولى غالباً ما تكون جماعية؛ يتعلم الطفل أن ينتظر دوره، أن يستمع لتعليمات المدرب، وأن يشاهد زملاءه وهم ينجزون الحركة نفسها.
هنا تنشأ أولى ملامح التعاون الاجتماعي: يتعلم الطفل أن يشجّع الآخرين، وأن يتقبّل التشجيع، وأن يدرك أن التقدم يحدث ضمن بيئة داعمة، هذه المهارات الاجتماعية تفتح أمامه أبواباً أوسع لبناء علاقات صحية.
وللأمهات.. فإن رؤية طفلها وهو يندمج في هذا الجو التفاعلي، يمنحها مؤشراً إيجابياً على استعداده لدخول المدرسة، أو النوادي الاجتماعية بثقة وسلاسة.
مع مواصلة التدريب تنعكس القيم على حياة الطفل.

 

فريق البنات للسباحة


ما يكتسبه الطفل في المسبح لا يبقى محصوراً بين جدران المياه، على العكس؛ هذه القيم تمتد لتشكل أساساً لحياته اليومية:

  • الثقة بالنفس تظهر في مشاركته أمام زملائه في الصف.
  • المثابرة تتجلى في استمراره بمحاولة حل مسائل الرياضيات حتى ينجح.
  • التركيز والانتباه يظهران في قدرته على الاستماع والتعلم بفاعلية.
  • التنسيق العقلي والجسدي ينعكس في ممارسات وأنشطة أخرى.
  • التعاون الاجتماعي يظهر في أسلوب تعامله مع أصدقائه وأسرته.
  • كل هذه القيم تجعل من السباحة أكثر من مجرد ، بل مدرسة للحياة تبدأ من أعماق الماء.
Advertisements

قد تقرأ أيضا