كتبت: ياسمين عمرو في الجمعة 10 أكتوبر 2025 07:03 صباحاً - تعرف الصحة النفسية للإنسان، سواء كان كبيراً أو صغيراً أو سواء كان ذكراً أو أنثى، بأنها حالة من السلامة النفسية التي تمكّن الفرد من التصدي إلى ضغوط الحياة ومواجهتها، وإدراك قدراته بشكل جيد من دون حسابات خاطئة، والتعلم والعمل بفاعلية بناء على هذه القدرات والعمل على تنميتها والمساهمة في مجتمعه بشكل فعال. تعرف الصحة النفسية بأنها ليست مجرد غياب لمرض ما ، بل هي حالة شاملة تتضمن الرفاهية غير المادية وتشمل الرفاهية العاطفية والنفسية والاجتماعية لدى الإنسان بحيث تسمح له بتحقيق أهدافه والشعور بالسعادة في المجتمع المحيط به، ولذلك بناءً على تخصيص يوم للصحة النفسية، والذي يصادف 10 أكتوبر، فمن الضروري أن تهتم الأم بصحة طفلها النفسية. وقد التقت " الخليج 365 وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة النفسية الدكتورة عالية راشد، حيث أشارت إلى دور الآباء والأمهات في تعزيز الصحة النفسية لأطفالهم، وذلك من خلال عدة خطوات بسيطة ولكنها فعالة، ومنها مثلاً توجيه سلوك الطفل بشكل إيجابي دائماً وغيرها في الآتي:
ما المقصود بالصحة النفسية للطفل؟
طفل حزين
اعلمي أن الصحة النفسية عند الطفل تعني السلامة النفسية التي يحتاجها الطفل منذ صغره؛ من أجل بناء علاقات جيدة ومتوازنة مع نفسه ومع الآخرين المحيطين به، وبالتالي أهمية تحلي الطفل بالصحة النفسية بسبب دورها في تحفيز الطفل على التعامل مع التحديات المحيطة والمتواصلة التي تواجهه.
لاحظي أن الصحة النفسية للطفل هي شعوره بالرضا وثقته بنفسه الداخلية وهي جزء من صحته المتكاملة ولا يولد الطفل بها ولا دور للجينات فيها ولكنها سلوك مكتسب من البيئة المحيطة وخاصة الوالدين، حيث يكتسب الطفل صحته النفسية بحسن الرعاية والتوجيه والاهتمام من دون مبالغة وتوفير الأمان للطفل من أجل أن ينشأ مستقراً نفسياً.
أهمية الصحة النفسية للطفل
اعلمي أن تمتع طفلك بالصحة النفسية الجيدة يعتبر من أهم أسباب النمو الصحي، لأن التوازن النفسي يؤثر على مناعة وشهية الطفل بشكل مباشر.
لاحظي أن الصحة النفسية السوية للطفل تمكنه من التمتع بالحياة وتقلل من شعوره بالسلبية وتنمي لديه ثقته بنفسه بسبب شعوره الكبير بالرضا عن النفس بعيداً عن الاعتلالات النفسية المصاحبة للشعور بالنقص والخجل والانطواء.
اعلمي أن الصحة النفسية للطفل تساعده على التعلم، وتنمي بتزايدها حس الإبداع لديه وتزيد من حبه ورغبته في تجربة أشياء جديدة، وفهم ما يدور حوله.
اعلمي أن الصحة النفسية للأطفال في المنزل تقوي روابطهم الأسرية ببعضهم البعض وتبني علاقات سوية وصحية بينهم بشكل سليم.
توقعي أن الصحة النفسية السوية لطفلك تحسن من طريقة تعامله مع المشاعر الحزينة والمواقف الصعبة وتقلل من شعوره بالتوتر وتعزز من قدرته على التعافي السريع من الأوقات الصعبة، والمواقف المؤسفة واسترجاع ثقته بنفسه وذاته.
هل تدركين أن.. الاضطرابات النفسية للطفل مسؤولية الآباء؟
أهم العوامل التي تؤثر في الصحة النفسية للطفل
طفل منطوٍ
اعلمي أنه وحسب الدراسات والإحصائيات العالمية، فهناك طفل من بين كل خمسة أطفال حول العالم يعاني من مشاكل نفسية، مما يتطلب جراء هذه الدراسات المقلقة متابعة أكثر للأطفال منذ سن مبكرة للتأكد من سلامتهم النفسية بعد السلامة الصحية.
لاحظي أن التواصل المباشر بين الآباء والأمهات وبين المدرسة مهم جداً من أجل الاطمئنان على حياة الطفل في ذلك المجتمع من حيث طبيعة علاقته بأصدقائه الصغار، ومتابعة تصرفات الطفل التي يقوم بها هناك لأنها تعكس حالته النفسية.
تأكدي من خلو عائلة الزوج من الاضطرابات النفسية قبل الزواج، لأن هناك الكثير من الاضطرابات النفسية التي يصعب علاجها وتنتشر بين العديد من العائلات، والتي تنتقل من الآباء جينياً إلى أطفالهم أو ترفع من فرص إصابتهم بهذه المشاكل.
اخضعي طفلك بعد ولادته لفحوص خاصة بالدماغ لأن العديد من الاضطرابات النفسية الخطرة عند الأطفال ترتبط بحدوث خلل في وظائف في مناطق معينة من الدماغ، مما يؤثر على قدرتهم في التحكم بسلوكهم.
راقبي طفلك لكي لا يتعرض للسقوط أو أن يتعرض لضربة على رأسه، لأن مثل هذه الضربات تؤثر على الحالة النفسية للطفل لأنها تؤدي لتغيرات عقلية، إضافة لمراقبة الطفل خوفاً من تعرضه إلى صدمات نفسية قاسية، مثل الإساءة الجسدية كالضرب، أو الإساءة العاطفية الشديدة، مثل العنف الأسري أو فقدان أحد الوالدين في عمر مبكر.
لاحظي أن المساعدة في اكتشاف بعض الأمراض النفسية لدى الطفل في سن مبكرة تسهم بشكل كبير في منع الطفل من التعرض إلى إيذاء نفسه أو تعريض المحيطين به للضرر والخطر، ولذلك فاكتشاف أعراض نفسية مبكرة لدى الطفل من المهم جداً للحفاظ على بيئة نفسية آمنة.
خطوات لتعزيز صحة طفلك النفسية
أم تحاور طفلها
اظهري الحب لطفلك، واخبريه دوماً بأنك ستبقين بجانبه دائماً، ويمكن أيضاً إظهار ذلك الحب والشعور بالأمان من خلال لغة الجسد، مثل التبسم في وجهه أو معانقته والتربيت على شعره ووجنتيه وكتفيه.
استخدمي أساليب إيجابية بناءة ومحفزة ومشجعة لتوجيه سلوك الطفل، كالثناء عليه باعتدال عند التصرف بشكل جيد ومناسب، وقللي من الانتقادات السلبية الهدامة للطفل والنقد من دون سبب لكي لا يتحول الطفل إلى إنسان خائف وجبان.
خصصي وقتاً للتحدث مع طفلك بشكل منفرد، بحيث يكون وقتاً هادئاً وخاصاً لاستغلال فوائد كثيرة يمكن الوصول إليها من خلال الاستماع إلى الطفل والحديث معه، فالاستماع والحوار مع الطفل بشكل يومي يعزز الروابط العائلية وخاصة بين الأم والطفل ويقرب بينهما بشكل فعال يعزز من الشعور بالرضا العام.
احرصي على ممارسة الأنشطة الخارجية مع طفلك، مثل ممارسة رياضة محببة، فذلك يساعد الطفل كثيراً على اكتشاف الحياة والمواقف وفهمها بطريقة جيدة وصحيحة وآمنة.
احرصي على حل المشاكل بطريقة إيجابية، وتعاملي مع أي خلاف بينك وبين طفلك بهدوء وعقلانية، وشجعيه على التواصل مع الآخرين، ما يمنحه إحساساً بمكانته وأهميته في العالم ويساعده بشكل كبير على تعلم طرق التواصل بشكل فعال.
قد يهمك أيضاً: علامات تكشفين بها مشاكل طفلك النفسية من عمر 6 سنوات وحتى 14 عاماً