تتطور الأحداث في سوريا لتصبح بوصلة إلى أين تتجه الأحداث في المنطقة، ونوايا قوى متعددة إقليمية ودولية. خلال اللقاء الأخير بواشنطن فيما بين دونالد ترمب ونتنياهو كان لافتاً أن يعلن الرئيس الأمريكي عن صداقته الشخصية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ومباركته للرئيس التركي على سقوط نظام بشار الأسد في دمشق، وعرضه الوساطة فيما بين كل من الرئيس التركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إذا أرادا ذلك. علماً بأن إسرائيل هاجمت سوريا وجيشها ومواقعها العسكرية وموانئها ومطاراتها، بينما ينشغل النظام السوري الفتي في بناء الدولة من جديد.سعى أحمد الشرع، الرئيس السوري، إلى طمأنة السوريين والخارج إلى أنه يحمل نوايا طيبة لسوريا، ولا يتحدى الخارج.
ولوحظ أنه حرص على عدم استخدام مصطلح (أقليات)، واستبدله بالحديث عن (مكونات) الشعب السوري، (الأكراد، الدروز، العلويين، الإسماعيليين، المسيحيين).. إلا أن أمور سوريا لن تستقر قريباً، وشهدت مناطق الساحل السوري، الشهر الماضي، اشتباكات دموية شاركت فيها الفصائل المتمردة من فلول نظام الأسد والمجموعات غير المنضبطة الموالية للحكومة الحالية. ولازال الوضع غير مستقر وهناك تهديد بالانزلاق إلى حرب أهلية من جديد. وتقول بعض التقارير أن قاعدة حميميم الجوية (الروسية) كانت على علم مسبق بتحركات المتمردين، وتم نقل جرحى من مقاتلي فلول النظام إلى القاعدة – ويقودنا هذا إلى التساؤل عن موقف روسيا الحقيقي. كما أن إسرائيل عرضت، عبر أطراف ثالثة، عدة مطالب، من بينها نقل نصف مليون فلسطيني من غزة إلى مناطق شمال وشرق سوريا.
عندما أسقط الأمريكيون نظام صدام حسين في العراق، واحتلوا البلاد، قاموا بحل الجيش العراقي، الذي تحوَّل فيما بعد عدد من أفراده إلى ما سُمِّي بداعش. وهكذا عندما أُسقط نظام الأسد، واحتل الثوار دمشق، جرى حل الجيش السوري. وشجَّع الأمريكيون خلال احتلالهم العراق، إيران، على مساندة المليشيات المذهبية الشيعية للسيطرة على البلاد. وقامت طهران بتحقيق حلمها بتصدير الثورة عبر تأسيس أذرع لها في أكثر من بلد. وكانت نتيجة ذلك كارثية على الجميع. وحينها أخذ الأمريكيون يتحدثون عن «الفوضى الخلاقة» كهدف لهم تجاه منطقة الشرق الأوسط. وكتب الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، كما صرح بأن هناك صراعاً بين السنة والشيعة في المنطقة، ولن تساعد أمريكا في حله، بل عليهم مواجهة بعضهم البعض، والوصول إلى حل.يسعى الأمريكيون الآن إلى أن يجعلوا تركيا حاضنة للنظام الجديد في سوريا ويذكرون (وهذا ما فعله ترمب خلال لقائه الأخير مع نتنياهو) بأن تركيا دولة خلافة عثمانية تحلم بالتوسع. لذا على تركيا أن تكون حذرة في تعاملها مع الأوضاع السورية، ولا تكرر أخطاء طهران. والأخذ بعين الاعتبار أن أعداء الإسلام والمنطقة لازالوا يطمحون في حرب عقائدية فيما بين السنة والشيعة، (أعضاء حزب الله بلبنان يتظاهرون في شوارع لبنان هاتفين: شيعة، شيعة)، كما أن (الحشد الشعبي) في العراق له ميزانية 3,4 بليون دولار.ويصبح من المهم الآن عدم الاستفراد بحل المشكلة هذه من قبل دولة واحدة، بل نأمل قيام تعاون إسلامي يشمل تركيا وإيران وبمشاركة المملكة العربية السعودية، والتي ساهمت في إقامة حوار بين الأديان، وكذلك المذاهب لسنينٍ عديدة. إذ المطلوب الآن المحافظة على الاستقرار في المنطقة لصالح جميع بلدانها، والتي سوف يستفيد منها كذلك طهران وأنقرة.
عدنان كامل صلاح – جريدة المدينة
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر مطلوب تفعيل العقل.. لا العاطفة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
