اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

خفّوا علينا

  • خفّوا علينا 1/3
  • خفّوا علينا 2/3
  • خفّوا علينا 3/3

استرعى انتباهي طفل جميل وأنيق في الخامسة من عمره وهو يحدث الآسيوية التي بجانبه بالإنجليزية ويلقبها باسم ماما، وجدت نفسي لا شعوريا أتفرس بتقاسيم وجهه، ملامحه كويتية ولا توجد أي دلائل على انتمائه لهذه الجنسية، وبفراستي الذاتية بدأت بتحليل الموقف، شكل الآسيوية وملابسها لا يدلان بتاتا على أنها زوجة كويتي وعلاقتها بالطفل يشوبها البرود، ومع اندماجي بتحليل الموقف المعقد قفز الطفل فرحا وركض باتجاه شابة وهو يصرخ: مامي أريد لعبة وماما تقول انها لا تملك المال الكافي!!الحمد لله إن فراستي لاتزال سليمة، ولكن بين مسمى ماما بمد الألف ومامي بالياء ضاعت الكثير من معاني ومعايير الأمومة وتداخلت الخيوط المفترضة للتعامل الإنساني مع العمالة المنزلية.

الأمومة علاقة تعلو فوق كل العلاقات، فهي ليست علاقة بيولوجية فقط، بل هي الحب غير المشروط والعطاء التام النقي، وهي الجسر الحقيقي لتربية الأطفال، إن معيار الأمومة وجودتها لا يأتي بتاتا من نظرة المحيطين بل من طبيعة علاقة الأم وصغيرها، ووجود من يعين المرأة على رعاية الأبناء الصغار أمر لا غبار عليه، ولكن تداخل الأدوار واختلاط الأوراق والصور فيه من السلبيات الشيء الكثير.المشاهد في وقتنا الحاضر أن هناك نسبة غير بسيطة من الشابات لديهن أفكار خاصة بحقوق العمالة المنزلية وصلت إلى حد مبالغ فيه بدءا من تسميتهن مربيات، أو نانيز (بالإنجليزي أحلى!!) إلى مرافقتهن المستمرة للأسرة في كل خروجة، مما يحد من خصوصية العائلة، وغير ذلك كثير، عدا النقد اللاذع والمباشر لكل من له خط مختلف، وتناسوا أن لكل منزل خصوصيته ونظامه الذي يجب أن يحترم، ولكن لا يصل الأمر بتاتا الى إضفاء أقدس تسمية في الوجود «ماما» إليها، فمهما بلغ إحساسك يا عزيزتي بكفاءة العاملة ورغبتك الإنسانية العالية في إسعادها، فإنها لن ترقى أبدا لمرتبة الأم، ولن يكون صغيرك فلذة كبدها، فكل علاقة لها حدودها الواضحة التي لن تغيرها، وسيظل الواقع حقيقة لا يمكن إنكارها مهما أضفيت عليها من ألوان أو تسميات جديدة، فخففوا تيار الاندفاع وتدبروا العواقب بكل صورها، ووزعوا المشاعر الإنسانية العالية في أماكنها المستحقة.

حنان بدر الرومي – الأنباء الكويتية
b0fe4b2b02.jpg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر خفّوا علينا لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا