اخبار الخليج / اخبار الإمارات

«تريندز» يستشرف مستقبل الدبلوماسية الرقمية في «الحوار السنوي الثاني حول الذكاء الاصطناعي»

  • «تريندز» يستشرف مستقبل الدبلوماسية الرقمية في «الحوار السنوي الثاني حول الذكاء الاصطناعي» 1/5
  • «تريندز» يستشرف مستقبل الدبلوماسية الرقمية في «الحوار السنوي الثاني حول الذكاء الاصطناعي» 2/5
  • «تريندز» يستشرف مستقبل الدبلوماسية الرقمية في «الحوار السنوي الثاني حول الذكاء الاصطناعي» 3/5
  • «تريندز» يستشرف مستقبل الدبلوماسية الرقمية في «الحوار السنوي الثاني حول الذكاء الاصطناعي» 4/5
  • «تريندز» يستشرف مستقبل الدبلوماسية الرقمية في «الحوار السنوي الثاني حول الذكاء الاصطناعي» 5/5

ابوظبي - سيف اليزيد - طه حسيب (أبوظبي)

بمقره الرئيسي في أبوظبي، عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بالشراكة مع مجلس الأمن السيبراني، و23 جهة تكنولوجية وأكاديمية وإعلامية، الحوار السنوي الثاني حول الذكاء الاصطناعي، الذي خصصه لمناقشة موضوع «الدبلوماسية التقنية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وكان تريندز عقد النسخة الأولى من حوار الذكاء الاصطناعي في العاصمة اليابانية طوكيو في نوفمبر 2024.
وتضمن الحوار في نسخته الثانية، 4 محاور رئيسية سلطت الضوء عبر العلاقات الأميركية – الخليجية المتطورة، ودور التكنولوجيا في صياغة النفوذ الناعم، والتأثيرات الجيوسياسية للذكاء الاصطناعي على الأمن والاستقرار الإقليمي، ومستقبل التحول الرقمي في المنطقة، والأهمية المتزايدة للطاقة كعنصر محوري في تفعيل أدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة مراكز البيانات.
وشهد «الحوار السنوي الثاني»، مشاركات من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي (CSIS)، الذي يساهم للمرة الأولى في فعالية بحثية بمنطقة الشرق الأوسط، إلى جانب خبراء وأكاديميين من شركات التقنية الكبرى مثل «جوجل» و«أوبن أيه آي» وG42، وGC REAIM وجامعة خليفة، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة نيويورك أبوظبي، وجهات علمية وأكاديمية أخرى.
المشاركون دعوا إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية، وإنشاء تحالف دولي لإدارة التقنيات الناشئة وتعزيز الأمن السيبراني، وتبنّي حوكمة شاملة للذكاء الاصطناعي، وتشجيع الابتكار المسؤول والتعليم الرقمي.
 وأشار المتحدثون إلى شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الإمارات والولايات المتحدة، التي تهدف إلى تعزيز التعاون في التقنيات المتقدمة وحماية الابتكارات الحساسة.

التكنولوجيا أصبحت أداة قوة ناعمة
وأكد الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، في كلمته الافتتاحية التي تم إنشاؤها عبر الذكاء الاصطناعي، أن التطورات التكنولوجية المتسارعة أصبحت أدوات قوة ناعمة قادرة على إعادة ترتيب موازين القوى التقليدية.
ونوّه الدكتور العلي إلى أن الحوار الاستراتيجي الأول للمركز في طوكيو العام الماضي، أكد الحاجة إلى معايير مشتركة للاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، موضحاً أن حوار أبوظبي يأتي في ظل تحول جيوسياسي مهم يتمثل في الشراكات الأميركية الحديثة مع دول المنطقة، والتي وصفها بأنها أدوات استراتيجية لإعادة هندسة النظام الإقليمي اعتماداً على الذكاء الاصطناعي والبنى التحتية الرقمية.

الدبلوماسية الرقمية ركيزة للأمن العالمي
من جهته، تطرق الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، إلى التحديات والفرص من منظور أمني ودبلوماسي، داعياً إلى تأسيس إطار دولي مستدام لتعزيز الثقة والتعاون في الفضاء الرقمي، وحماية المجتمعات من الفجوة التقنية بين الدول.
وأكد أن الدبلوماسية الرقمية أصبحت اليوم عنصراً أساسياً مكملاً للدبلوماسية التقليدية، إذ أضافت قضايا الأمن السيبراني وأمن المعلومات إلى أجندة السياسة الخارجية، مشيراً إلى أن قوة الدولة التكنولوجية أصبحت معياراً لمكانتها الدبلوماسية. وأضاف: أن التقنيات الحديثة تسهم في دعم العمل الدبلوماسي واتخاذ قرارات أكثر كفاءة، محذراً في الوقت ذاته من التهديدات الجديدة كالحرب الإلكترونية وحملات التضليل وهجمات الفدية. واختتم الكويتي كلمته بالإشادة بدور الإمارات الريادي في المجال السيبراني والتقني، المعزز لمكانتها الدولية ودبلوماسيتها الرقمية.

التكنولوجيا والدبلوماسية  
وشهدت الجلسة الحوارية التي أدارتها اليازية الحوسني، باحثة رئيسية في «تريندز»، مداخلة من زياد جمال، المدير العام لشركة «جوجل كلاود» في الإمارات وبلاد الشام وشمال أفريقيا، ركز خلالها على تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على الدبلوماسية الإقليمية واستراتيجية «جوجل» لدعم النمو بمنطقة الشرق الأوسط.
وأوضح جمال أن نفوذ الدول يقاس اليوم بالبنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي، موضحاً أن «جوجل» أطلقت مبادرة فرصة الذكاء الاصطناعي لتدريب أكثر من مليوني شخص منذ 2018، مع استثمار 16 مليون دولار لدعم التدريب والبحث العلمي.

من الطاقة إلى مراكز البيانات
وتحت عنوان «عصر جديد من الشراكات الأميركية الخليجية»، سلطت الجلسة الأولى من الحوار على أولويات العلاقات الأميركية الخليجية من الابتكار التكنولوجي إلى التعاون الاستراتيجي، وأدارت الجلسة الإعلامية إيناس رفاعي، من صحيفة The National. 
واستنتج بلال صعب، مدير مكتب تريندز في الولايات المتحدة، أن العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج تشهد تحولاً من التركيز على الطاقة إلى مراكز البيانات والبنى التحتية للذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن التقنيات الناشئة محفز لتسريع التعاون. 
من جانبها، أوضحت منى يعقوبيان، مديرة برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي CSIS، أن المنطقة تمر بلحظة مفصلية تعيد تشكيل ملامحها، حيث باتت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في قلب استراتيجيات التنويع الاقتصادي. وأشارت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تركز على الشراكات الاقتصادية والأمنية، مع اعتماد التكنولوجيا أداة للنفوذ والتنمية.
أما أليكسيس بونيل، رئيسة دمج الذكاء الاصطناعي في المؤسسات بشركة OpenAI، فأكدت أن نجاح الشراكات في الابتكار يعتمد على الثقة والرؤية المشتركة، داعية إلى التركيز على بناء القدرات البشرية والتشريعات الذكية إلى جانب التطوير التقني.

6 ركائز للريادة في الذكاء الاصطناعي
وعن «الأبعاد الجيوسياسية للذكاء الاصطناعي»، سلطت الجلسة الثانية الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل التعاون والمنافسة الدولية. وأدار الجلسة عبدالعزيز الشحي، نائب رئيس قطاع البحوث في تريندز. وخلال الجلسة، أشار الدكتور إبراهيم سعيد الحجري، رئيس جامعة خليفة، إلى 6 ركائز أساسية مكنت الإمارات من الريادة في الذكاء الاصطناعي، تشمل الطاقة النظيفة، وإنشاء وزارة للذكاء الاصطناعي، وتطوير النماذج اللغوية السيادية، وجذب المواهب، وإنشاء بيئات اختبار مرنة، وتحويل الأبحاث إلى مشاريع اقتصادية. 
من جانبها، أشارت البروفيسورة صوفيا كالانتزاكوس، من جامعة نيويورك أبوظبي، إلى أن الطلب المتزايد على الطاقة أصبح عاملاً جيوسياسياً محورياً في سباق الذكاء الاصطناعي.
أما هنرييتا ليفين، من CSIS، فاعتبرت أن السباق الحالي يشبه سباق الفضاء، إذ تسعى الولايات المتحدة إلى تطوير الذكاء الاصطناعي العام AGI بدافع من أسواق رأس المال، بينما تركز الصين على التطبيق العملي السريع لتحقيق مكاسب إنتاجية.
من جهته، حذر ياسين وتلال، رئيس هندسة الأنظمة في شركة كراودسترايك، من أن الجهات المهددة بدأت بالفعل استخدام الذكاء الاصطناعي في الهجمات الإلكترونية، داعياً إلى موازنة الاستفادة من الابتكار مع إدارة مخاطره الأمنية.
 وأشار عبدالله الخاجة، باحث في تريندز، إلى أن إطلاق ChatGPT عام 2022، أطلق سباقاً عالمياً للذكاء الاصطناعي يستدعي تشريعات دولية أكثر مرونة.

القوة الناعمة والذكاء الاصطناعي 
وناقشت الجلسة الثالثة والختامية، التي أدارتها بولا نوفل، من قناة CNN للأعمال العربية، كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تعريف القوة الناعمة والدبلوماسية العالمية.
وشارك فيها كل من: الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية بجامعة دبي، والباحث ويل تودمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي CSIS، والبروفيسور سامي حدادين، من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ونجلاء المدفع، من «تريندز». 
أكد المتحدثون أن التكنولوجيا أصبحت أداة جديدة للتأثير الدولي، مشيرين إلى مبادرة «ستارغيت» بين الإمارات وشركتي OpenAI ومايكروسوفت كنموذج للتوازن بين الشراكة والاستقلال الرقمي. وأوضحوا أن الإنسانية التكنولوجية تمثل جوهر القوة الناعمة الرقمية للإمارات القائمة على التعليم والأخلاق والاستشراف لبناء مستقبل مشترك.
وخلص الحوار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح مصدر القوة الجيوسياسية الجديد، متجاوزاً الموارد الطبيعية والقوة العسكرية. ولم يعد مفهوم القوة الناعمة يقتصر على الثقافة والتعليم، بل يشمل أنظمة الهوية الرقمية والخدمات الذكية ونماذج الذكاء الاصطناعي.

الإمارات نموذج  التوازن الرقمي
وأجمع المتحدثون على أن تجربة الإمارات في الذكاء الاصطناعي، تشكل نموذجاً متوازناً يجمع بين القدرات السيادية والشراكات العالمية، عبر بناء بنية تحتية سيادية للذكاء الاصطناعي ومراكز بيانات ضخمة تدعم الأمن السيبراني، وتنويع الشراكات مع الشرق والغرب.
وأكد المشاركون أن البيئة التنظيمية المرنة في الإمارات تمنحها ميزة تنافسية عالمية، وتوفر بيئة اختبار آمنة للتقنيات الجديدة، مما يعزز الثقة الدولية في بنيتها الرقمية، وأن الذكاء الاصطناعي  أصبح لغة جديدة للدبلوماسية. ودعت جلسات الحوار إلى تأسيس تحالف دولي لإدارة مخاطر وفرص التقنيات الناشئة، وتبني حوكمة شاملة للذكاء الاصطناعي.

التقنية تعيد تشكيل العلاقات الدولية
في تصريح خاص لـ «الاتحاد»، أكد الأستاذ الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، رئيس جمعية الروبوتات والأتمتة في الإمارات، أن الحوار الثاني للذكاء الاصطناعي الذي نظمه «تريندز» تطرق إلى دور الدبلوماسية الرقمية والذكاء الاصطناعي في تشكيل العلاقات الدولية، وتم التركيز على دور الذكاء الاصطناعي السيادي في تشكيل العلاقات الدولية على مستوى العالم، وكيف أن الإمارات الآن نجحت في توظيف الذكاء الاصطناعي السيادي في بناء علاقاتها الدولية، وتدشين تحالفات متنوعة مع الولايات المتحدة الأميركية وشركات عالمية كبرى مثل (أوبن إي آي) و«مايكروسوفت» و«سيسكو» و«أوراكل»، من أجل تدشين أكبر مركز للبيانات خارج الولايات المتحدة الأميركية بطاقة استيعابية تصل إلى 5 جيجاوات بحلول 2030. قائلاً: لا شك أن الدبلوماسية الرقمية تعني استخدام التكنولوجيا كأداة فاعلة في القوة الناعمة وتشكيل التحالفات والعلاقات بين الدول. الحوار تضمن مشاركات عالمية لمناقشة الموضوع مع باحثين من جهات متنوعة

ريادة إماراتية في شراكات الذكاء الاصطناعي 
أشارت منى يعقوبيان، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن الشرق الأوسط يمرّ بلحظة مفصلية. وأوضحت «إننا نشهد بروز نظام جديد، ويقع الذكاء الاصطناعي في صلب هذا التحول». ونوّهت يعقوبيان إلى أهمية سعي اقتصادات الخليج إلى التنويع، وقالت: إن دولة الإمارات العربية المتحدة قائدة في هذا المجال، مضيفة أن الكيفية التي تطوّر بها الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة شراكات في مجال الذكاء الاصطناعي بطرق رائدة ومبدعة لحل المشكلات، مثار إعجاب. ودعت يعقوبيان دول المنطقة إلى تمييز نفسها من خلال هذا النوع من العمل الريادي. وأثنت يعقوبيان على جلسات الحوار ووصفتها بالثرية وأنها تعلمت الكثير من فعاليات الحوار. 

قوة ناعمة للتحول الرقمي
​أشار البروفيسور سامي حدادين، نائب الرئيس للأبحاث وأستاذ الروبوتات في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، إلى أن القوة الناعمة لم تعد تقتصر على الأدوات التقليدية كالثقافة والتعليم والدبلوماسية، بل أصبحت ترتكز بشكل متزايد على التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية التكنولوجية. وشدد على أن الإمارات تتبنى هذا المفهوم من خلال توفير خدمات حكومية ذكية، وأنظمة هوية رقمية موثوقة، وبناء قدرات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل الشراكة مع G42 لتطوير نموذج  (Jais). هذا النهج يهدف إلى أن تكون التكنولوجيا في متناول الجميع.

Advertisements

قد تقرأ أيضا