الرياص - اسماء السيد - أعلن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، الأحد، أنه بات على بُعد نحو 825 كيلومتراً فقط من القطاع.
ويضم الأسطول أكثر من 50 قارباً، على متنها مئات الناشطين من 44 دولة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، أن الأسطول يضم "اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة (صمود نوسانتارا) الماليزية"، وعلى متن قواربه مئات الناشطين.
وأفاد أحد النشطاء على متن القارب ألما التابع للأسطول في فيديو قصير عبر منصة إكس، بتسجيل تحركات لطائرات مسيّرة خلال الليلة الماضية، إذ حلقت مسيرتان على علو منخفض من قوارب الأسطول، دون تنفيذ أي هجوم.
وأكد الناشطون استمرارهم في الإبحار نحو غزة، "رغم التهديدات الإسرائيلية".
من جانبه قال يوسف سمور وهو أحد المشاركين في أسطول الصمود لـ بي بي سي، إن قاربهم تعرض لهجوم طائرات دون طيار.
وأضاف "سقطت مواد غريبة خارج القارب مباشرة ولامس بعضها وجهي، ما تسبب بتهيج دام لمدة 30 ثانية، لكنني تمكنت من غسله بالماء وصرت بخير".
وأعلنت الممثلة الفرنسية أديل إينيل السبت أنها اضطرت لمغادرة أسطول الصمود العالمي المتّجه إلى غزة، بسبب عطل في القارب الذي كانت على متنه، مجددة دعوتها إلى "الضغط" على الحكومات "لإنهاء الإبادة الجماعية" في القطاع الفلسطيني، وفق ما نقلت فرانس برس.
وأبحرت الممثلة والناشطة من تونس في 5 أيلول/سبتمبر على متن أسطول الصمود العالمي الذي يقدم نفسه على أنه "أكبر مهمة بحرية في العالم لكسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة".
وفي مقطع فيديو نشرته على إنستغرام، قالت إينيل إنها "اضطرت لمغادرة المهمة البحرية، بعد تعطل محرك القارب" الذي كانت على متنه.
وأضافت إينيل "كنت أتمنى إكمال هذه المهمة"، لكن "المهم هو أن يتمكن الرفاق الموجودون في البحر من تقديم المساعدات الإنسانية وكسر الحصار".
وأفاد الأسطول الجمعة على إنستغرام بتعرض قارب "فاميلي بوت" (Family Boat) لعطل تقني، ما أجبر المنظمين على إعادة توزيع الركاب على قوارب أخرى.
وأشارت النائبة الفرنسية ريما حسن من حزب (فرنسا الأبية) على حسابها، إلى أنها غيرت قاربها أيضاً.

قصف متواصل على غزة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن 79 فلسطينياً قتلوا، وجرح 379 آخرين جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية التي شهدها القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد قتلى الحرب المتواصلة هناك منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 66 ألفاً وخمسة قتلى بجانب 168 ألفاً و162 جريحاً.
وأوضحت الوزارة أن من بين قتلى الأربع والعشرين ساعة الماضية، ستة ممن وصفتهم بـ "شهداء المساعدات"، ما يزيد الحصيلة الإجمالية لمن قالت إنهم "شهداء لقمة العيش" ممن استقبلتهم مستشفيات غزة منذ تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، إلى 2,566 قتيلاً، فضلاً عن أكثر من 18 ألفاً و769 جريحاً.
وأضافت وزارة الصحة الفلسطينية أنه لا يزال هناك "عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة".
ونقلت وكالة وفا عن مصادر طبية قولها: "وصل إلى مستشفى الشفاء 5 شهداء، وشهيد واحد مستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، و16 إلى مستشفى العودة، و4 شهداء إلى مستشفى ناصر، و4 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى".
وأضافت الوكالة "قصفت طائرة مسيرة للاحتلال حي النصر غرب مدينة غزة، وتمنع قوات الاحتلال طواقم الدفاع المدني والإسعاف من الوصول إلى المكان".
آلاف المتظاهرين في تل أبيب
تظاهر آلاف الإسرائيليين مساء السبت في تل أبيب للمطالبة باتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك قبل يومين من اللقاء المقرّر بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.
وأثناء تجمّعهم في ساحة الرهائن، رفع المتظاهرون لافتة كبيرة كُتب عليها "جميع الرهائن، أعيدوهم إلى ديارهم الآن".
وقالت ليشاي ميران لافي زوجة أومري ميران الذي لا يزال محتجزاً في غزة، إنّ "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمنع الانزلاق إلى الهاوية هو اتفاق كامل وشامل ينهي الحرب ويعيد جميع الرهائن والجنود إلى ديارهم".
وتوجّهت مباشرة في حديثها إلى الرئيس الأمريكي، وحثّته على استخدام "نفوذه على رئيس الحكومة نتنياهو"، مؤكدة أنّ "إطالة أمد هذه الحرب لن يؤدي إلّا إلى تعريض أومري والرهائن الآخرين لخطر أكبر".
كذلك، دعا رونين أوهل الذي لا يزال شقيقه محتجزاً في غزة، نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق هدنة.
وقال "لا رسائل، لا بيانات، لا تأخير. هناك فرصة الآن، هناك وقت يمكنك فيه الاختيار أن تكون قائداً".
وحذر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، نتنياهو، من التوصل إلى اتفاق.
وقال في منشور على منصة إكس، "سيدي رئيس الحكومة، ليس لديك تفويض لإنهاء الحرب من دون هزيمة حماس بشكل كامل".
ويعتمد نتنياهو الذي لم يعد يتمتع بالغالبية المطلقة في البرلمان، على حلفائه من اليمين المتطرّف، الذين يرفضون أي اتفاق مع حماس لإطلاق سراح الرهائن، ويدعون إلى استمرار الحرب حتى القضاء على الحركة.