اخبار العالم

تقرير إسرائيلي: أسطورة حماس من صنع قناة الجزيرة

تقرير إسرائيلي: أسطورة حماس من صنع قناة الجزيرة

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القدس: أكد مركز أبحاث إسرائيلي يكشف أن تغطية الجزيرة لأحداث غزة تتم بإشراف حماس، وحاولت حماس إنشاء خط مباشر مع مكاتب الجزيرة في الدوحة، بحسب مركز مائير عميت لمعلومات الاستخبارات والإرهاب.

ووفقاً لـ "جيروزاليم بوست" فقد كشفت وثائق تم الكشف عنها في غزة أن حركة حماس أصدرت تعليماتها لقناة الجزيرة القطرية ، وتقوم بقمع أي علامات على التمرد بين سكان القطاع، بحسب مركز مائير عميت للاستخبارات والإرهاب.

وبناء على الوثائق، توصل مركز الأبحاث إلى أن مسؤولي الإعلام في حماس كانوا ينسقون مع قناة الجزيرة بشأن خطابها لصياغة تغطية تتجنب المساس "بصورة المقاومة".

إحدى الوثائق التي عُثر عليها عام 2022، أوعزت لقناة الجزيرة بتجنب استخدام مصطلحات مثل "مجزرة" لوصف هجوم صاروخي شنته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية على جباليا. في تلك الوثيقة، أقرت حماس بأن هذه الهجمات لم تكن نتيجة مناورات "الاحتلال".

وأكد النص ذاته أن طلب حماس من قناة الجزيرة قوبل برد إيجابي "من قبل إدارة غرفة أخبار الشبكة". وكشفت وثيقة أخرى أن حماس حاولت إنشاء خط اتصال آمن مع قناة الجزيرة، ما يسمح بالتنسيق المباشر بين مكاتب العملاق الإعلامي في الدوحة وحركة حماس.

وكان من المفترض أن يهدف هذا الخط إلى تعزيز التغطية في حالات الطوارئ والسماح للجناح العسكري لحركة حماس بإرسال تعليمات في الوقت الحقيقي حول ما يجب بثه وما يجب حظره. وبحسب مركز الأبحاث، فإن هذا يعد دليلا نادرا على وجود تنسيق منهجي بين منظمة وشبكة إخبارية دولية.

كما عكس الخطاب المستخدم في تغطية الجزيرة للحرب أوصاف حماس نفسها، حيث وصفت القناة أعضاءها بالمجاهدين أو المقاومين. وبعد استشهادهم، أُطلق على عناصر حماس لقب "شهداء في سبيل الله".

بدلاً من ذلك، تُشير الشبكة إلى جيش الدفاع الإسرائيلي باسم "جيش الاحتلال"، وتُطلق على جنوده اسم "جنود الاحتلال". علاوة على ذلك، طوال تغطيتها لأزمة الرهائن، كررت الجزيرة وصف الرهائن بـ"الأسرى".

وكجزء من هذه العلاقة الوثيقة بين حماس والجزيرة، تم منح المراسلين أيضًا إمكانية الوصول غير المسبوق إلى جزء كبير من نظام الأنفاق المعقد تحت الأرض التابع لحماس.

على سبيل المثال، أظهر مراسل الجزيرة وائل الدحدوح أنفاق حماس، وأجرى مقابلات مع عناصر الجناح العسكري الذين أخبروه أن بناء نفق يستغرق سنوات، في فيلم وثائقي تم بثه في يناير (كانون الثاني) 2024.

وفي تقرير آخر عن أنفاق حماس، سُمح للجزيرة بتسجيل عناصر يقومون بتجهيز أحد الأنفاق بفخاخ، بحسب الدراسة.

ثم زعم تقرير لقناة الجزيرة في أبريل (نيسان) 2024 أن هذا الكمين المُعدّ للجيش الإسرائيلي كان ناجحًا. ولإثبات صحة ذلك، بثّت الشبكة صورًا لأسلحة ومعدات عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي زُعم أن عناصر حماس استولوا عليها من الميدان لاحقًا.

الصحفيون يتحولون إلى مقاتلين
وإلى جانب الإملاء المباشر لتغطية الجزيرة ومصطلحاتها، تبين أن العديد من صحافيي القناة العاملين في المنظمة الفلسطينية كانوا يعملون أيضاً كعملاء في الجناح العسكري لحركة حماس ، بل إن بعضهم شارك حتى في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

لطالما سجّل جيش الدفاع الإسرائيلي قضية الصحفيين الذين يرتكبون أعمالًا إرهابية "بحسب وصف جيروزاليم بوست". ومن بين الذين أطلق الجيش أسماءهم واستهدفهم، المراسل أنس الشريف.

تم تسمية الشريف، مراسل الجزيرة في غزة الذي قتل في هجوم لجيش الدفاع الإسرائيلي في 10 أغسطس (آب) 2025، في وثائق تم اكتشافها كعضو في الجناح العسكري لحركة حماس، والمرتبط بكتيبة جباليا الشرقية في لواء شمال غزة.

وبحسب القوائم، خدم كمقاتل وقائد مجموعة في وحدة إطلاق النار "تالول ميلاج"، وكمقاتل في قوة النخبة، ورئيس قسم المعلومات في كتيبته.

وذكرت الوثائق أيضا أن إسماعيل أبو عمار، مراسل الجزيرة من خان يونس الذي أصيب في فبراير (شباط) 2024، هو عضو في كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس وقائد في كتيبة شرق خان يونس التابعة لحماس.

كان من أوائل من غطوا غزو السابع من أكتوبر مباشرةً. ورجّح مركز الأبحاث أن يكون عمار على علم مسبق بالهجوم، مما مكّنه من توثيقه كما فعل في وقت وقوعه.

ومن بين مراسلي الجزيرة الآخرين الذين وردت أسماؤهم في الوثائق طلال محمود عبد الرحمن العروقي، الذي أصيب بجروح خطيرة أثناء تغطيته لهجوم إسرائيلي في النصيرات في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

ظهر اسم العروقي في قائمة حماس لعناصرها عام 2023، حيث عُرف بأنه قائد مجموعة برتبة نقيب في لواء القدس. وفي وثيقة منفصلة لحماس، أُدرج العروقي ضمن جرحى كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس.

وعلاوة على ذلك، تم ذكر اسم الصحفي الفلسطيني حسام شبات، الذي تعاون مع الجزيرة وقتل في غارة مستهدفة في مارس (آذار) 2025، في الوثائق كعضو في شركة مكافحة الدبابات التابعة لكتيبة بيت حانون التابعة لحماس وتم تحديده كقناص.

وفي تسجيل آخر لحماس، ظهر اسم شبات ضمن قائمة المفقودين من التدريب العسكري للكتيبة التابعة للمجموعة.

إسكات المعارضة الفلسطينية
وبحسب مركز الأبحاث، فإن الجزيرة كانت مسؤولة أيضًا عن عرض صورة تُظهر حماس على أنها تحظى بشعبية بين السكان المدنيين الفلسطينيين في غزة. وقد عثر على الشبكة وهي تقطع حديث الفلسطينيين في منتصف المقابلة عندما يقولون شيئاً يتناقض مع تلك الرواية، بحسب الدراسة.

على سبيل المثال، في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أثناء بث مباشر لقناة الجزيرة من مستشفى شهداء الأقصى، قطع مراسل الجزيرة مقابلة مع رجل فلسطيني جريح عندما بدأ في انتقاد حماس بسبب اختباء عناصرها بين المدنيين.

وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تم تصوير صحفي من قناة الجزيرة وهو يدفع فلسطينياً يجري معه مقابلة جانباً عندما أجاب: "الله سيحاسب قطر وتركيا"، بعد أن طلب منه المراسل "وصف المذبحة التي ترتكبها إسرائيل".

Advertisements

قد تقرأ أيضا