الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الرباط: أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية، الأربعاء، عن تفكيك منظمتين إجراميتين دوليتين تنشطان في الاتجار بالمخدرات الصلبة، في إطار عملية أمنية واسعة نُفذت بتعاون مع المديرية العامة للأمن الوطني المغربي، وبإشراف النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بطنجة (شمال البلاد).
وذكرت الشرطة الإسبانية، في بيان نشرته على منصة "إكس"، أن العملية، التي أطلق عليها اسم "رادنور" (Radnor)، أسفرت عن حجز 20 طناً من الحشيش كانت مخبأة داخل شحنات من الفلفل الأخضر على متن شاحنات مبردة، إضافة إلى توقيف 20 شخصاً يشتبه في تورطهم ضمن شبكتين تعملان عبر ضفتي المتوسط.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الأبحاث انطلقت بناء على معلومات دقيقة تبادلتها الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية، مكنت من تحديد هوية قافلتين من الشاحنات المشبوهة التي كانت تنقل كميات كبيرة من المخدرات إلى قادس الإسبانية عبر ميناء الجزيرة الخضراء.
وفي المرحلة الأولى من العملية، تم اعتراض القافلة الأولى في بلدة سانلوكار دي باراميدا بإقليم قادس، حيث ضبطت السلطات 12 طناً من الحشيش كانت مخبأة بعناية في تجاويف مزدوجة خلف صناديق الفلفل، ليتم توقيف 15 شخصاً على صلة بالشبكة.
وبعد ثلاثة أيام، نُفذت عملية ثانية في إقليم غرناطة، انتهت إلى حجز ثمانية أطنان إضافية من الحشيش واعتقال خمسة أشخاص آخرين، ليصل بذلك إجمالي الموقوفين إلى عشرين شخصاً، جرى إيداعهم السجن على ذمة التحقيق بتهم تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات والانتماء إلى منظمة إجرامية.
كما أسفرت عمليات التفتيش عن حجز تسع مركبات، من بينها شاحنات ومقطورات، وسلاح أوتوماتيكي، إضافة إلى أكثر من سبعة آلاف يورو نقداً.
وأكدت الشرطة الوطنية الإسبانية أن هذه العملية "تشكل دليلاً على المستوى المتميز للتعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا، القائم على الثقة المتبادلة والتنسيق الفعال والإرادة المشتركة في مكافحة الشبكات الإجرامية العابرة للحدود".
ويُبرز هذا التنسيق المستمر بين مدريد والرباط في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات النجاعة المتزايدة للتعاون الأمني الثنائي، الذي أصبح نموذجاً يحتذى به في حوض البحر الأبيض المتوسط، خصوصاً في ظل تصاعد نشاط الشبكات الدولية التي تحاول استغلال الموانئ والممرات التجارية بين البلدين لنقل شحنات الحشيش القادمة من شمال المغرب نحو أوروبا.
وكانت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" قد نقلت عن مصادر أمنية أن العملية تمّت بعد أشهر من التحريات المشتركة، مشيرة إلى أن الشاحنات كانت قادمة من المغرب عبر ميناء الجزيرة الخضراء، وأن الشحنات المخبأة بين الفلفل الأخضر كانت معدّة للتوزيع في السوق الأوروبية.
ونشرت الشرطة الإسبانية على حسابها الرسمي في منصة "إكس" (تويتر سابقاً) مقطع فيديو يوثق لحظة المداهمة وتفريغ الشحنات من الشاحنات المبردة، في مشهد أظهر حجم التعقيد اللوجستي الذي كانت تعتمد عليه الشبكتان لتضليل السلطات.
