ابوظبي - سيف اليزيد - شعبان بلال (القاهرة)
حذّر المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، سيف ماغانغو، من انهيار الوضع الإنساني في السودان بشكل خطير، مشدداً على أن إنهاء الحرب الدائرة في البلاد بات ضرورة ملحّة، لوضع حدّ للمعاناة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها ملايين المدنيين منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.
وقال ماغانغو، في تصريح لـ«الاتحاد»: «إن الأوضاع الإنسانية في العديد من المناطق السودانية مأساوية، في ظل اتساع رقعة القتال، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، واستهداف المدنيين، ونزوح الملايين داخل البلاد وخارجها، فضلاً عن الانهيار شبه الكامل للخدمات الأساسية، وعلى رأسها الرعاية الصحية والمياه والغذاء».
وأضاف أن الأطفال يتحملون العبء الأكبر من هذه الأزمة، حيث يتعرضون لمخاطر متزايدة تشمل العنف، وسوء التغذية، إضافة إلى حرمانهم من التعليم والحماية، مطالباً طرفي النزاع بالتخلي فوراً عن العنف، والانخراط الجاد في جهود الوساطة الإقليمية والدولية، واحترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
وشدد المسؤول الأممي على أن الحل السياسي الشامل وحده هو القادر على تحقيق سلام دائم ومستدام، وضمان عودة السودانيين إلى التمتع بحقوقهم الأساسية في الأمن والكرامة والحياة الكريمة، مؤكداً أن المجتمع الدولي مطالب بمضاعفة جهوده للضغط من أجل وقف القتال، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، ودعم مسار سياسي يقوده السودانيون، ويستجيب لتطلعاتهم في السلام والاستقرار والعدالة.
وتحذّر وكالات أممية من أن انعدام الأمن الغذائي بلغ مستويات خطيرة، حيث يواجه ملايين السودانيين خطر الجوع وسوء التغذية، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن، نتيجة تعطل سلاسل الإمداد، وارتفاع الأسعار، وصعوبة وصول المساعدات إلى المناطق المتأثرة بالنزاع.
نقص الإمدادات
تشير تقارير أممية إلى انهيار كبير في النظام الصحي، مع خروج عدد كبير من المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة، بسبب القتال ونقص الإمدادات والكوادر، مما يحرم الملايين من الرعاية الصحية الأساسية، ويزيد من مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة.
ووثّقت الأمم المتحدة انتهاكات جسيمة ومتكررة شملت استهداف المدنيين، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتجنيد الأطفال، إضافة إلى تقييد وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن هذه الانتهاكات تُفاقم معاناة السكان، وتقوِّض فرص الاستقرار.
