القاهرة - سامية سيد - كتب محمود عبد الراضي

فى لحظة اشتعل فيها قلب القاهرة حزنًا بعد حريق سنترال رمسيس، سطع اسم شاب واجه النار دون أن يهاب، هو الملازم أول نور امتياز، ضابط فى قطاع الحماية المدنية، وابن اللواء الشهيد امتياز كامل، أحد أبطال معركة الواحات.

نور، الشاب الذى لم يفصله سوى أسبوع عن حفل خطوبته، ارتدى بدلته وواجه ألسنة اللهب بشجاعة نادرة.

لم يكن وحده، فقد كان بجواره زملاء شاركوه بطولة اللحظة، بعدما راح ضحية الحريق أربعة أشخاص، فى حادث هز قلوب المصريين.

وفى حديث مؤثر مع والدته، كشفت عن مشاعر الأم المختلطة بين الخوف والفخر. قالت لليوم السابع : "قلبى كاد يطير عليه. لم أذق طعم النوم تلك الليلة، عشت نفس القلق الذى كنت أعيشه أيام خدمة والده، لكن نور شرفنا ورفع رأسنا."

الوالدة أكدت أن نور اختار طريق والده منذ استشهاده، حيث أصرت الأسرة على التحاقه بكلية الشرطة ليكمل مسيرة والده. وتابعت: "نحن أسرة محبة للوطن، وكلنا فداء لمصر، نور ورث عن والده حب الوطن والشجاعة، وهذه الجينات لا تموت."

رغم اقتراب يوم خطوبته، لم يفكر نور فى راحته، بل كان فى قلب الحدث، يعمل بلا توقف.

والدته تضيف: "ابنى يعمل حتى آخر لحظة، هو وزملاؤه يجدون سعادتهم فى إنقاذ الأرواح. هم عيون الوطن الساهرة."

المشهد لم يكن مجرد عملية إطفاء، بل لوحة إنسانية من البطولة والوفاء.
نور لم يكن فقط ضابطًا شابًا يؤدى واجبه، بل كان ابن شهيد يحيى ذكرى والده وسط الدخان والنار.

ستظل مصر بخير، طالما هناك من يسيرون على درب البطولة، يحملون الأرواح على أكفهم، ويحملون فى قلوبهم حبًا لا ينطفئ لهذا الوطن.

ملازم أول نور امتياز كامل

نور مع والده الشهيد وعائلته