الارشيف / اخبار الخليج

هل تنجح الجزائر في استقطاب الدول الأفريقية عبر "دبلوماسية الطاقة"؟

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

دبي - محمود عبدالرازق - وعززت الجزائر خطتها، من خلال شركة "سوناطراك" للبترول الجزائرية، التي خصصت 50 مليار دولار خلال الفترة (2024-2028)، للاستثمار في مجالات استكشاف وإنتاج النفط والغاز، وتطوير صناعة البتروكيماويات، منها 36 مليار دولار موجهة أساسا للاستكشاف والإنتاج.

تحركات جزائرية

وتعمل الجزائر على إنشاء "خط أنابيب الغاز العابر للصحراء"، لنقل الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر جمهورية النيجر والأراضي الجزائرية، وكذلك بناء خطوط أنابيب غاز مع موريتانيا لنقل الغاز المستخرج من حقل "سلحفاة أحميم" البحري، الذي يقع على الحدود بين مياه السنغال وموريتانيا، كما تسعى لتشجيع العديد من الدول للاستفادة من خطوط الغاز الممدودة مع أوروبا، وفق الخبراء.

وتسعى مجموعة "سوناطراك" المملوكة للدولة، "إلى تدعيم قدراتها الإنتاجية عبر الاستثمار في الخارج، في إطار عقود شراكة في مجال البحث وإنتاج المحروقات في دول الجوار، مثل ليبيا ومالي والنيجر".

ووفق تصريحات لوزير الطاقة الجزائري، محمد عرقاب، نشرتها "مجلة الجيش"، فإن الشركة تعمل على استثمار 442 مليون دولار في البلدان الثلاثة، خلال الفترة الممتدة ما بين 2024-2028.

وبشأن المساعي الجزائرية والتحركات في الفترة الأخيرة، قال الأكاديمي الجزائري وخبير الطاقة والاقتصاد، أحمد طرطار، إن "الجزائر تتواجد في العمق الأفريقي من عشرية سابقة، عبر تبادل الخبرات والاستكشافات، إذ تعمل في إطار التعاون مع الشركة الوطنية الليبية للنفط في حوض غدامس، ومناطق أخرى".

علم الجزائر - الخليج 365 عربي, 1920, 07.11.2023

7 نوفمبر 2023, 17:20 GMT

إعادة ترتيب الأوراق

وأضاف في حديثه لـ"الخليج 365" أن "سوناطراك عادت إلى ليبيا بعد توقف لسنوات، إثر المتغيرات التي وقعت في 2014، كما تتواجد في السودان في منطقة درافور، لكن الظروف التي مرت بها السودان عطلت التعاون الثنائي".

ولفت إلى أن "الجزائر تتعاون مع توجو ونيجيريا، خاصة فيما يتعلق بأنبوب الغاز النيجيري، الذي وصلت في بنيته التحتية إلى نحو 75%".

وأشار إلى أن "الدبلوماسية الطاقية التي تستثمرها الجزائر، تدفع نحو تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية، وكذلك الحصول على تمويل من البنك الأفريقي لمشروع خط الغاز النيجيري".

الاتجاه نحو موريتانيا ودول الجوار

وأشار أحمد طرطار إلى أن "التعاون مع موريتانيا التي تستكشف نحو 150 مليار متر مكعب من الغاز، يفتح الباب لتعاون مشترك يشمل العديد من المجالات".

واعتبر أن "الوصول إلى نواكشوط يسهّل الوصول إلى البلدان الأخرى المجاورة لها، في ظل السعي لوصول المنتجات الجزائرية، مع العمل على إنشاء البنوك من أجل التنمية والاستثمار في المنطقة، وصولا لمالي وتشاد وكافة الدول الأخرى".

"دبلوماسية الطاقة"

ويرى الأكاديمي الجزائري أن "الجزائر تعمل بشكل هام ومكثف عبر الدبلوماسية الطاقية، إذ تسعى لاستقطاب الدول الأفريقية المنخرطة في منظمة "أوبك"، في إطار جامع للمحافظة على السعر التوازني للنفط والغاز".

وزير الطاقة الجزائري، محمد عرقاب - الخليج 365 عربي, 1920, 16.06.2023

16 يونيو 2023, 13:03 GMT

دول الجنوب والساحل

في الإطار، قال خبير الاقتصاد والطاقة بالجزائر، الدكتور عبد الرحمن عية، إن "الجزائر تتعاون مع دول الجوار بالدرجة الأولى وفي المقدمة منها ليبيا وتونس، عبر شركة سونطراك".

وأضاف في حديثه لـ"الخليج 365" أن "التعاون يمتد إلى دول الجنوب والساحل والصحراء، بالإضافة لنيجيريا، خاصة أن الدول الأفريقية تفكر في الاستفادة من أنابيب الغاز الرابطة بين الجزائر وأوروبا".

ويرى أن "الدبلوماسية الطاقية" تختلف نسبيا عن السياسية، إذ تبرز المكاسب الاقتصادية، والتي من شأنها تهيئة الأجواء لتعاون أكبر فاعلية واستفادة متبادلة، بما يجمع الجميع حول طاولة بعيدا عن الاختلافات".

وأشار إلى أن "الجزائر تعول بقدر كبير على الطاقة الأحفورية وكذلك "الطاقة المتجددة"، وتعمل في إطار الشراكات الراهنة على توسيع نطاق العمل في جميع الدول".

تأتي التحركات الجزائر تجاه الدول الأفريقية، في إطار ليس ببعيد عن التنافس الإقليمي مع المغرب، التي تعزز علاقتها التجارية والاقتصادية والدبلوماسية هي الأخرى في إطار استقطاب دول المنطقة، إذ يرتبط التنافس بين البلدين العربيين بالأساس بأزمة "الصحراء".

وفي يناير/ كانون الثاني 2024، وقع المعهد الجزائري للبترول التابع لمجمع "سوناطراك" والشركة الموريتانية للمحروقات، اتفاقية في مجالات تكوين وتطوير المهارات والخبرات.

وذكر مجمع "سوناطراك" أن هذه الاتفاقية هي تتويج للمباحثات "المعمقة" التي تمّ إجراؤها بين المعهد الجزائري للبترول التابع للمجمع والشركة الموريتانية للمحروقات.

وتهدف الاتفاقية إلى إقامة شراكة في مجال تكوين المهارات والخبرات، وهذا عملا بمذكرة التفاهم المبرمة بين "سوناطراك" والشركة الموريتانية للمحروقات، التي تم التوصل إليها عام 2022.

Advertisements