كتبت: ياسمين عمرو في الخميس 2 أكتوبر 2025 07:03 صباحاً - أجمع معظم أطباء النساء والولادة على أن الشهر الأول من الحمل يمثل أساس وبداية الرحلة، وأنه بالتغذية السليمة، والمكملات الضرورية، ونمط الحياة الصحي، ومحاولة السيطرة على الوزن والأمراض المزمنة، والالتزام بمواعيد المتابعة الطبية المبكرة، تستطيع الحامل الحفاظ على الحمل من خطر الإجهاض.
في هذا التقرير تستعرض الدكتورة وفاءالعلايلي أستاذة طب النساء والولادة خمسة محاور أساسية، تشكل دليلاً كاملاً للأمهات في بداية الحمل، تتمثل في: نصائح للحامل في الشهر الأول لتجنب الإجهاض، تساعد على تقليل المخاطر، ليصبح الحمل أكثر أماناً والولادة أكثر طمأنينة، ومعها تنعم براحة البال، وتطمئن أنها فعلت كل ما بوسعها لحماية صغيرها منذ اللحظة الأولى.
الشهر الأول بداية الرحلة
إن أغلب النساء يدخلن الشهر الأول بمشاعر متناقضة تجمع بين الفرح والقلق؛ بعضهن قد لا يصدقن الخبر بعد، والبعض الآخر يبدأن فوراً في البحث عن النصائح الغذائية والطبية لتأمين استقرار حملهن.
لهذا يعد الشهر الأول من الحمل من أكثر المراحل حساسية في رحلة الأمومة؛ حيث لا يزال الجنين في طور التكوين، ويكون أكثر عرضة للتأثر بأي عوامل خطر داخلية أو خارجية.
وهنا تشير التقديرات الطبية إلى أن حوالي 15% من حالات الحمل المعروفة تنتهي بالإجهاض التلقائي في الثلث الأول من الحمل، وهذا الرقم وحده كافٍ ليوضح لنا أهمية الانتباه المبكر لاتباع سلوكيات صحية منذ الأيام الأولى للحمل.
المحور الأول: التغذية السليمة أساس الحماية
الغذاء هو أول خط دفاع للمرأة الحامل: خصوصاً في الشهر الأول، تشير دراسات حديثة إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه الطازجة يقلل بشكل ملحوظ من احتمالية حدوث الإجهاض.
الفواكه والخضروات: تناول كميات كافية من التفاح، البرتقال، الجزر، السبانخ والبروكلي يمد الجسم بمضادات الأكسدة والفيتامينات الأساسية، بعض الأبحاث وجدت أن النساء اللواتي يكثرن من تناول الفواكه، يقل لديهن خطر فقدان الحمل بنسبة قد تصل إلى 61%.
الحبوب الكاملة: الأرز البني، الشوفان، والقمح الكامل تمنح الجسم الألياف والعناصر الضرورية للحفاظ على مستوى سكر الدم ثابتاً.
البروتين الصحي: البيض، البقوليات، اللحوم المطهوة جيداً والأسماك المأمونة (منخفضة الزئبق مثل السلمون)، توفر بروتيناً أساسياً لنمو الجنين.
المنتجات المشتقة من الألبان: اللبن والجبن المبستر يمدان الجسم بالكالسيوم المهم لتكوين العظام.
تجنب الأطعمة النيئة أو غير المطهوة جيداً: مثل اللحوم النية أو الأسماك غير المطهية، وكذلك منتجات الحليب غير المبسترة، لأنها قد تحمل بكتيريا خطيرة تهدد الحمل.
وفقاً لدراسات: تناول الأسماك يُقلل من فرص إنجاب طفل مُصاب بالتوحد التفاصيل داخل التقرير
المحور الثاني: المكملات الغذائية والفيتامينات الضرورية
حتى مع اتباع نظام غذائي متوازن، يبقى تناول بعض المكملات أمراً لا غنى عنه في بداية الحمل:
- حمض الفوليك: يُعتبر حجر الأساس. ينصح الأطباء عادة بتناول 400 ميكروغرام يومياً قبل الحمل وخلال الأشهر الأولى، لأنه يقلل بشكل كبير من احتمالية حدوث تشوهات خلقية في الأنبوب العصبي للجنين.
- الحديد: يساهم في تكوين خلايا الدم الحمراء ويمنع فقر الدم الذي قد يؤدي إلى مضاعفات.
- الكالسيوم وفيتامين D: للحفاظ على صحة العظام والأسنان عند الأم والجنين.
- فيتامينات متعددة: بعض النساء يحتجن إلى مكملات متعددة الفيتامينات تحت إشراف الطبيب، خصوصاً إذا كان النظام الغذائي غير متكامل.
المحور الثالث: نمط الحياة وتجنب السلوكيات الضارة
نمط الحياة يلعب دوراً مباشراً في حماية الحمل، خصوصاً في الشهر الأول:
التدخين: يُعتبر من أبرز المخاطر، فهو يقلل من تدفق الدم إلى المشيمة، ما قد يضعف إمداد الأكسجين والغذاء للجنين، حتى التدخين السلبي (الجلوس بجوار المدخنين) يشكل تهديداً حقيقياً.
الكافيين: الإفراط في الكافيين (أكثر من كوبين من القهوة يوميًا) يرتبط بزيادة احتمالية الإجهاض، من الأفضل تقليل القهوة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.
النوم الكافي: وممارسة نشاط بدني خفيف مثل المشي يساعدان في تقليل التوتر وتحسين الدورة الدموية، مما يدعم استقرار الحمل.
المحور الرابع: الحفاظ على وزن صحي ومتابعة الأمراض المزمنة
الوزن الصحي: ليس مجرد عامل جمالي، بل هو عنصر طبي مهم، النساء اللواتي يعانين من السمنة أو النحافة الشديدة أكثر عرضة للإجهاض أو مضاعفات الحمل.السمنة: تزيد من احتمالية ارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل، ما قد يضر بالجنين، والنحافة الشديدة: تعني نقص بعض العناصر الغذائية الضرورية لنمو الجنين بشكل طبيعي، إلى جانب الوزن.
حالات طبية يجب أن تتم إدارتها منذ اليوم الأول للحمل:
- السكري: يجب مراقبة مستوى السكر بدقة.
- الغدة الدرقية: الخلل في هرمونات الغدة قد يؤثر على استقرار الحمل.
- الأمراض المناعية أو الهرمونية: تحتاج إلى متابعة دقيقة وخطة علاجية خاصة.
- استشارة الطبيب منذ الأيام الأولى، والتأكد من تعديل الأدوية أو استبدالها، بما يتناسب مع الحمل أمر بالغ الأهمية.
المحور الخامس: أهمية الرعاية الطبية المبكرة والمتابعة المنتظمة
أول زيارة للطبيب في بداية الحمل قد تكون الخطوة الأهم على الإطلاق في هذه الزيارة:
- يتم التأكد من تثبيت الحمل وفحص مستوى هرمون الحمل.
- يُجرى تصوير بالموجات فوق الصوتية للاطمئنان على وضع الجنين.
- يُناقش الطبيب مع الأم تاريخها الصحي ويضع خطة غذائية وعلاجية مناسبة.
- الرعاية الطبية المبكرة تساعد على كشف أي مشكلات محتملة ومعالجتها قبل أن تتفاقم.
- تمنح هذه الزيارة الأم فرصة لطرح أسئلتها، والحصول على دعم نفسي ومعنوي في هذه المرحلة الحرجة.
