اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

ضوء الشمس ليلاً.. ابتكار ثوري أم خيال علمي؟

ضوء الشمس ليلاً.. ابتكار ثوري أم خيال علمي؟

في خطوة تبدو وكأنها من عالم الخيال العلمي، طرحت شركة أمريكية ناشئة، “ريفليكت أوربيتال”، فكرة ثورية لتوجيه ضوء الشمس نحو الأرض بعد غروبها باستخدام أقمار صناعية مزودة بمرايا عاكسة. الفكرة تعد بفتح آفاق جديدة للطاقة الشمسية الليلية، لكنها في الوقت نفسه أثارت جدلاً واسعا بين العلماء والبيئيين، خشية تأثيرها على السماء الليلية والنظم البيئية والحياة البشرية.
تخيل أن السماء الليلية لم تعد مظلمة، وأن ضوء الشمس يمكن أن يضيء الأرض بعد غروبها، بينما يراها البعض ابتكارا ثوريا قد يغير مستقبل الطاقة الشمسية، يحذر البعض الآخر من المخاطر المحتملة وصحة الإنسان. فهل نحن أمام ثورة علمية حقيقية، أم مجرد حلم يبدو أقرب إلى الخيال العلمي؟
وفي التفاصيل، وفقاًُ لموقع “The Conversation”، اقترحت شركة ناشئة أمريكية، تُدعى “ريفليكت أوربيتال”، خطة مبتكرة لتوفير ضوء الشمس عند الطلب باستخدام أقمار صناعية تعكس ضوء الشمس نحو الأرض بعد غروبها. الفكرة أثارت اهتمام المستثمرين والمهتمين بالطاقة، لكنها أثارت أيضاً مخاوف كبيرة بين علماء الفلك والبيئيين، إذ يمكن أن تكون لها فوائد غير مسبوقة ومخاطر جسيمة.
كيف تعمل الفكرة؟

تتمثل استراتيجية الشركة في نشر كوكبة ضخمة من الأقمار الصناعية مجهزة بمرايا عاكسة، لتوجيه ضوء الشمس نحو الأرض. الهدف الأساسي هو تمكين مزارع الطاقة الشمسية من العمل بكفاءة حتى أثناء الليل، وحل أحد أكبر التحديات للطاقة الشمسية، وهو اعتمادها على ضوء النهار.

تعتزم الشركة بدء المشروع بقمر صناعي تجريبي يُدعى “إيرنديل-1″، المزمع إطلاقه عام 2026، مع خطط مستقبلية لتوسيع الكوكبة إلى 4000 قمر صناعي بحلول عام 2030. هذه الأقمار ستستخدم مرايا ضخمة لتوجيه الضوء، بحيث يوفر إمدادًا مستمرًا للطاقة.

ارتفاع هذه الأقمار سيكون حوالي 625 كيلومترا فوق الأرض، أي قريب من ارتفاع محطة الفضاء الدولية. كل مرآة ستبلغ 54 مترا، ويكمن التحدي في تركيز أشعة الشمس بما يكفي لتوفير إضاءة فعّالة، دون التسبب بعواقب غير مقصودة. حتى المرآة الواحدة يمكن أن تولّد شعاع ضوء أقوى من البدر، لكن انتشار الضوء عبر هذه المسافة يقلل شدته بشكل كبير، لتصبح حوالي 1/15,000 من شدة شمس الظهيرة، أي ما يعادل 20% من ضوء الشمس الطبيعي، وهي كمية كافية لدعم الألواح الشمسية ليلاً.
التحديات اللوجستية

تواجه الشركة تحديا آخر يتمثل في الحفاظ على الإضاءة المستمرة فوق أي منطقة معينة. سرعة الأقمار تصل إلى أكثر من 7 كيلومترات في الثانية، لذا لن يكون أي قمر صناعي في السماء لأكثر من دقائق معدودة. لذلك، يتطلب المشروع آلاف الأقمار الصناعية لتغطية مناطق واسعة بشكل مستمر. في الأفق، تفكر الشركة في نشر ما يصل إلى 250 ألف قمر صناعي، وهو رقم تقنيا ممكن، لكنه سيخلق ازدحاما غير مسبوق في المدار الأرضي المنخفض.

مخاطر التلوث الضوئي

إحدى أكبر المخاوف التي أشار إليها علماء الفلك هي التلوث الضوئي. فشبكة واسعة من الأقمار العاكسة ستجعل السماء أكثر إشراقا من المعتاد، مما قد يعيق عمليات الرصد الفلكي، ويحول السماء الليلية إلى لوحة مضيئة غير طبيعية. حتى قمر صناعي واحد يمكن أن ينتج شعاعا قويا يكاد ينافس ضوء القمر، ومع كوكبة ضخمة، قد يصبح تتبع النجوم والأجرام السماوية شبه مستحيل. كما أن الضوء المباشر المنبعث قد يُشكل خطرًا على العين إذا لم يتم الانتباه.
الآثار البيئية والحياتية

التأثير لا يقتصر على الفلك فقط، بل يمتد إلى النظم البيئية والحياة البرية. العديد من الحيوانات تعتمد على الظلام الطبيعي لتنظيم سلوكها، مثل الطيور والحشرات والثدييات الليلية. الضوء المستمر قد يؤدي إلى ارتباكها، تعطيل أنماط التكاثر، وتغيير سلوكها اليومي.

أما البشر، فالتعرض للضوء الاصطناعي ليلاً مرتبط بمجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك اضطرابات النوم، زيادة خطر الاكتئاب، واضطرابات الأيض وأمراض القلب. ولذلك، قد يكون للتدفق المستمر لأشعة الشمس آثار طويلة المدى على الإنسان والطبيعة معًا.

التحديات التقنية والمالية

رغم الجاذبية النظرية للفكرة، تواجه الشركة عقبات تقنية كبيرة. تنسيق عمل آلاف الأقمار الصناعية، الحفاظ على محاذاة المرايا، وضمان تدفق ضوء مستمر ومتسق، يمثل تحديا هائلا. كما أن التكلفة الباهظة لإطلاق وصيانة هذه الأقمار، إلى جانب احتمالية العواقب البيئية غير المتوقعة، تجعل المشروع محل جدل واسع.
بين الابتكار والمخاطر

يبقى مشروع “ضوء الشمس عند الطلب” مثالا على الابتكار الطموح في مجال الطاقة الفضائية، لكنه يوضح الحاجة إلى التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على البيئة والفلك. الفرصة لإطالة ساعات تشغيل الطاقة الشمسية موجودة، لكن النتائج المحتملة على السماء الليلية والنظم البيئية والبشرية تتطلب دراسة دقيقة قبل المضي قدما.

المشروع يمثل خطوة جريئة نحو استخدام الفضاء لتوليد الطاقة، لكنه يضعنا أمام اختبار حقيقي لمسؤوليتنا العلمية والبيئية. الابتكار وحده لا يكفي، بل يجب أن يقترن بالحذر والتخطيط المستدام.

يبقى مشروع “ضوء الشمس ليلاً” مثالاً على الطموح البشري والرغبة في استكشاف أسرار الكون، لكنه يذكّرنا أيضاً بعظمة الخالق الذي وهبنا السماء والليل والنهار كآيات بديعة لا حدود لها. وبينما نسعى لتطوير تقنيات جديدة، يجب أن نكون واعين لحكمة الله سبحانه وتعالى في توازن الطبيعة.

صحيفة البيان

كانت هذه تفاصيل خبر ضوء الشمس ليلاً.. ابتكار ثوري أم خيال علمي؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا