
فى الثامن عشر من أكتوبر ٢٠٢٥، اهتزّت المدن الأمريكية من أقصاها إلى أقصاها على وقع احتجاجات استثنائية حملت شعارًا بسيطًا لكنه بالغ الدلالة: «لا ملوك». فى ذلك اليوم، خرج أكثر من سبعة ملايين أمريكى فى أكثر من ألفى مدينة، ليرفعوا صوتهم ضد ما يرونه نزعة سلطوية متصاعدة فى إدارة ترامب، وضد الخطر الأكبر الذى يهدد أى ديمقراطية: تآكل الحدود بين السلطات. فقد بدت السلطة التنفيذية أكثر من أى وقت مضى متجاوزةً دورها التقليدى، وساعيةً إلى إحكام قبضتها على مفاصل الدولة.
جاءت هذه التظاهرات فى لحظة انسداد حكومى خانقة شلّت عمل الدولة الفيدرالية، وكشفت عجز المؤسسات عن التفاهم، مما زاد إحساس المواطنين الأمريكيين بخطورة الموقف. ومن هنا، تحوّل الشارع إلى ساحة دفاع عن فكرة ترسخت عبر الزمن وآمن بها جزء واسع من المجتمع الأمريكى: أن الرئيس ليس ملكًا، بل موظف لدى الشعب.
فشعار «لا ملوك» هو، فى جوهره، عودة إلى ذاكرة تأسيس الدولة الأمريكية التى وُلدت من رحم الثورة ضد الحكم الملكى البريطانى. وكأن لسان حال المحتجين يقول: إن ما بدأ قبل قرنين كجمهورية تحكمها القوانين لا الأفراد، لا يمكن أن يعود إلى منطق «الملك المهيمن» أو «الرجل القوى». لقد حملت التظاهرات بُعدًا رمزيًا بقدر ما حملت مضمونًا سياسيًا – رسالة جماعية مفادها أن الديمقراطية لا تحيا من تلقاء نفسها، بل تحتاج دائمًا إلى من يذكّر بها حين تميل السلطة إلى نسيان حدودها.
اللافت فى هذه الاحتجاجات أنها كانت سلمية ومنظمة، بل احتفالية فى بعض المدن. امتلأت الشوارع بالموسيقى واللافتات والأزياء الرمزية، وبدا المواطنون الأمريكيون وكأنهم يستعيدون حقهم فى ملكية بلادهم والدفاع عن شكل إدارتها ومبادئها.
لكن خلف هذا الطابع الاحتفالى تختبئ رسالة عميقة: رفض السياسات التى تُعيد مركز القرار إلى يدٍ واحدة وتُضعف مؤسسات التشريع والقضاء. فبعد تجارب متكررة مع ترامب، أدرك كثيرون أن ما يجرى ليس مجرد خلاف سياسى، بل تحوّل فى طبيعة النظام نفسه.
فى النهاية، تبدو حركة «لا ملوك» وكأنها نداء من داخل الديمقراطية الأمريكية نفسها: إن الديمقراطية تموت فقط حين تصمت مؤسساتها ويستسلم شعبها. ولذلك، حين تعطّلت السياسة فى واشنطن وتراجعت قيمة التوازن بين السلطات، قرّر المواطن الأمريكى أن يذكّر نفسه بأن لا أحد فوق الدستور… ولا ملوك بعد اليوم.
نادين عبدالله – المصري اليوم
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر احتجاجات «لا ملوك» لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
