اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

جزاك الله خيرًا… الشكر يبلغ ذروته

  • جزاك الله خيرًا… الشكر يبلغ ذروته 1/2
  • جزاك الله خيرًا… الشكر يبلغ ذروته 2/2

في عالمٍ تتسارع فيه المصالح وتتشابك العلاقات، يبرز القرآن الكريم والسنة النبوية بوصفهما مرجعًا أخلاقيًا يعيد ترتيب القيم، ويُرسّخ ثقافة الشكر والاعتراف بالفضل. ومن أبلغ ما ورد في هذا الباب قول النبي ﷺ: “من صُنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ في الثناء”، وهو حديثٌ جامع يختصر فلسفة الشكر في الإسلام، ويُعيد توجيه الإنسان من الثناء اللفظي المحدود إلى الدعاء الصادق المتجاوز للمصالح الضيقة.

ينطلق المنظور القرآني من مبدأ أصيل، وهو أن المعروف قيمة إنسانية تعبّدية، لا تُفهم خارج سياق الإيمان. فالقرآن الكريم يربط بين شكر الناس وشكر الله، قال تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان: 14]، وفي هذا الجمع دلالة واضحة على أن الامتنان للخلق هو امتداد للامتنان للخالق، وأن من لا يشكر الناس لا يكتمل شكره لله.

وعندما يوجّه النبي ﷺ إلى الاكتفاء بقول: جزاك الله خيرًا، فهو لا يدعو إلى التقليل من شأن المعروف، بل إلى تعظيمه؛ لأن هذا الدعاء ينقل الثناء من مستوى البشر المحدود إلى عطاء الله المطلق. فالمكافأة هنا ليست مالًا ولا مجاملة، بل تفويض للأجر إلى الله، وهو أعدل وأكرم وأبقى. وهذا المعنى يتناغم مع قوله تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]، حيث يُفهم الإحسان بوصفه دائرة مفتوحة، تبدأ من البشر ولا تنتهي عندهم.

كما أن هذا التوجيه النبوي يُسهم في تطهير القلوب من التكلّف الاجتماعي والمبالغة الخطابية، ويؤسس لثقافة الصدق والبساطة. فكم من كلمات شكرٍ تُقال مجاملة، لكنها تخلو من المعنى، بينما تحمل كلمة واحدة صادقة دعاءً يفتح أبواب السماء. ومن هنا نفهم قوله ﷺ: فقد أبلغ في الثناء؛ أي بلغ غايته ومنتهاه، لأنه جمع بين الاعتراف بالفضل، والدعاء بالخير، وردّ الأمر إلى الله.

إن استحضار هذا المعنى في حياتنا اليومية يعيد للمعروف روحه، ويُخرج الشكر من إطار العادة إلى أفق العبادة. وحين تصبح جزاك الله خيرًا ثقافةً راسخة، لا مجرد عبارة عابرة، فإن المجتمع كلّه يرتقي في سلوكه، وتسمو علاقاته، ويغدو الامتنان جسرًا حقيقيًا بين القيم القرآنية والواقع المعاش.

د. فاطمة سعد النعيمي – الشرق القطرية

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر جزاك الله خيرًا… الشكر يبلغ ذروته لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا