ابوظبي - سيف اليزيد - سامي عبد الرؤوف (دبي)
تشارك دولة الإمارات، اليوم في الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق الطفل للعام 2025، الذي يصادف العشرين من شهر نوفمبر من كل عام، لتعزيز الوعي والتآلف بين الأطفال في جميع أنحاء العالم وتحسين رفاهيتهم، والتأكيد على ضرورة العمل من أجل ضمان حقوقهم الأساسية في ظروف آمنة وصحية، بغضّ النظر عن الجنس أو الدين أو العرق.
وتأتي هذه المناسبة العالمية، وقد حققت دولة الإمارات، نتائج متميزة في توفير خدمات رعاية صحية بمعايير عالمية للأطفال، بفضل دعم وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، وتوفير الإمكانات والموارد اللازمة، حيث يحظى أبناء الإمارات والأطفال المقيمون على أرضها، برعاية واهتمام من حكوماتنا الرشيدة وينالون كافة الحقوق والخدمات.
ونجحت الجهات الصحية في ترسيخ المكانة المتقدمة لدولة الإمارات على صعيد توفير الرعاية الصحية اللازمة للأطفال، من خلال مواصلة الالتزام بكافة توصيات منظمة الصحة العالمية، وذلك في إطار الجهود المتكاملة للمنظومة الصحية بالدولة لتعزيز صحة أفراد المجتمع وتحسين جودة حياتهم.
الرعاية المتكاملة
وعلى المستوى الاتحادي، تحرص مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على توفير منظومة رعاية صحية متكاملة تعزّز صحة الأطفال منذ الولادة وحتى مرحلة المراهقة، مستندةً إلى أحدث التقنيات والأنظمة الصحية، لضمان تقديم خدمات دقيقة وفعّالة تلبِّي احتياجات الأطفال في مختلف مراحل نموهم، تماشياً مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة.
وتقدّم خدمات نوعية متميزة تحقق قيمة مضافة، وتواكب التطلعات بشكل استباقي للأطفال لضمان رفاهيتهم الصحية، ومن واقع إيمان المؤسسة التام بأن الاهتمام بصحة أطفالنا اليوم يعني الحفاظ على صحة أجيال المستقبل، وفّرت الكثير من الخدمات الصحة للأطفال واليافعين.
ففي إطار التزام المؤسسة بتعزيز صحة المرأة والأم والطفل، قامت المؤسسة بتنفيذ حزمة موسعة من البرامج التثقيفية والتوعوية المتخصصة خلال عام 2025، استهدفت مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك الأطفال، والنساء، والحوامل، والأمهات، والأسر.
وتهدف هذه البرامج، إلى ترسيخ مبدأ الرعاية الصحية المتكاملة منذ المراحل المبكرة من الحياة.
وأكدت الدكتورة شمسة لوتاه، مدير إدارة الصحة العامة بالمؤسسة، أن المؤسسة من خلال برامجها التوعوية لهذا العام، ركّزت على صحة الأمومة والطفولة من منظور شامل ومتكامل، حيث تضمنت حملات تثقيفية حول صحة الأم خلال مرحلة الاستعداد للحمل، والتغذية السليمة أثناء الحمل، والولادة الآمنة.
وأشارت إلى جلسات توعوية موجّهة للأمهات حول الرضاعة الطبيعية ودعم الصحة النفسية بعد الولادة، بهدف تمكينهن من اتخاذ قرارات صحية واعية تعزّز سلامتهن وسلامة أطفالهن.
كما شملت البرامج تعريف الأسر بأهمية المتابعة الدورية لصحة الأم والطفل، وتوفير بيئة داعمة تساهم في النمو الصحي والمتكامل.
وفي مجال صحة الطفل، نفّذت المؤسسة برامج موسعة شملت حملات توعية بأهمية التطعيمات الدورية ومتابعة النمو الصحي للأطفال، والوقاية من الأمراض المعدية وغير المعدية، إضافة إلى جلسات تثقيف حول التغذية السليمة وتبنّي أنماط حياتية صحية تحِدُّ من انتشار الأمراض المزمنة في المراحل العمرية المبكرة.
وشهدت المدارس تنفيذ برامج صحية تفاعلية ومحاضرات توعوية تستهدف الطلبة، بهدف ترسيخ الممارسات السليمة في بيئتهم اليومية، بما يسهم في بناء جيل واعٍ قادر على الحفاظ على صحته الجسدية والنفسية.
صحة اليافعين
تمتدّ الخدمات الصحية لتشمل برنامج صحة اليافعين، وهو أول برنامج وطني وقائي على مستوى الدولة، حيث يوفّر خدمات صحية مخصصة لليافعين من عمر 10 إلى 19 عاماً، عبر مراكز الرعاية الصحية الأولية، من خلال أطباء مؤهلين في هذا المجال. تم تفعيل 24 عيادة لصحة اليافعين، موزعة في الإمارات من دبي إلى الفجيرة، ويُستهدف الوصول إلى 34 مركزاً صحياً مفعّلاً بحلول عام 2026.
يهدف البرنامج إلى الكشف المبكر عن المخاطر الصحية والسلوكية لكل يافع على حدة، وتعزيز الوعي لدى اليافعين وأسرهم بالتغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تصاحب مرحلة اليفاعة، بما يسهم في بناء بيئة داعمة تساعدهم على عبور هذه المرحلة بسلام وثقة.
يرتكز البرنامج على تأهيل الكوادر الطبية من أطباء الرعاية الصحية الأولية، من خلال تدريب نظري وعملي متخصص في التعامل مع اليافعين، والتواصل الفعّال معهم بطريقة تراعي الخصوصية وتدعم صحتهم النفسية والاجتماعية والجسدية.
وإلى جانب الخدمات السريرية، يعمل البرنامج على رفع الوعي المجتمعي بهدف تمكين المجتمع من دعم اليافعين في الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية.
وقد تم عقد ورش توعوية لتمريض المدارس، التي لها الدور الأكبر في احتواء اليافعين.
الفحص الدوري
من خلال الفحص الدوري ومتابعة نمو الأطفال، تمّ تشخيص 12% من الأطفال بزيادة في الوزن و4% بالسمنة، وتم تقديم الإرشادات الصحية والتغذوية اللازمة للأسر للحد من مضاعفات السمنة وتعزيز أنماط الحياة الصحية.
ويُقدَّم التثقيف الصحي خلال كل زيارة من قبل الطبيب والممرض لتعزيز الممارسات الصحية السليمة في المنزل، إلى جانب توفير التطعيمات الوطنية المعتمدة.
وبلغ عدد المترددين لخدمة صحة والطفل والتطعيمات، منذ بداية عام 2025 وحتى شهر سبتمبر من العام ذاته، قرابة 108 آلاف متردد، بينما وصل العدد عام 2024 أكثر من 157 ألف مستفيد.
