ابوظبي - سيف اليزيد - خالد عبدالرحمن (أبوظبي)
أحيت عملية «الفارس الشهم 3» ذكرى مرور عامين على انطلاقتها، بقرار من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مستعرضة مشاريعها وبرامجها وأنشطتها في لقاء جماهيري نظمته أمس، في محافظة الوسطى بقطاع غزة، بحضور شخصيات وكوادر سياسية ووطنية ومؤسسات المجتمع المدني والوجهاء وشيوخ العشائر الذين أشادوا بما قدمته الإمارات من مساعدات شاملة بلغت قيمتها 9.43 مليار درهم (2.57) مليار دولار.
افتُتح اللقاء، الذي أداره شريف النيرب، مسؤول الإعلام في عملية «الفارس الشهم 3»، بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، وعُزف النشيدان الوطنيان الإماراتي والفلسطيني، ثم شاهد الحضور فيلماً توثيقياً لمشروعات وبرامج وأنشطة العملية التي قدمت دعماً إغاثياً مباشراً لسكان قطاع غزة خلال ما يزيد على عامين من الحرب التي تسبّبت بكارثةٍ إنسانيةٍ غير مسبوقةٍ للقطاع وأهله.
واستعرض الفيلم التوثيقي إنجازات العملية، التي انطلقت في الخامس من نوفمبر 2023، من خلال توفير الإغاثة للعائلات التي نزحت بسبب الحرب وإمدادها بالخيام والأثاث والملابس والسلال الغذائية وطرود النظافة الشخصية واحتياجات الطفل والمرأة.
وبلغ إجمالي الدعم الإنساني الشامل الذي قدمته دولة الإمارات عبر عملية «الفارس الشهم 3»، 9.43 مليار درهم (2.57) مليار دولار، وتضمنت تقديم 100 ألف طن مساعدات عاجلة شملت أكثر من 40 % من إجمالي الدعم الإنساني الدولي الموجه إلى غزة.
كما تضمنت المساعدات الإماراتية تسيير 712 رحلة إغاثية جوية وتنفيذ 221 عملية إسقاط جوي عبر عملية «طيور الخير»، وإدخال أكثر من 10 آلاف شاحنة مساعدات و21 سفينة غذاء ودواء.
كما تضمن الدعم الإماراتي المقدم عبر عملية «الفارس الشهم 3» علاج 2961 من المصابين ومرضى السرطان وأطفال غزة في المستشفيات الإماراتية، بالإضافة إلى معالجة 53375 شخصاً في المستشفى الميداني الإماراتي بمدينة رفح، و20990 آخرين تم علاجهم في المستشفى الإماراتي العائم بمدينة العريش المصرية.
كما شمل الدعم الإماراتي توفير مليوني غالون ماء لمليون شخص يومياً وتوفير الخبز لـ 76 ألف شخص يومياً من خلال 20 مخبزاً، وتوفير وجبات طعام لـ286 ألف شخص يومياً من خلال 50 مطبخاً خيرياً.
وثمن القيادي الفلسطيني، ماهر مزهر، جهود عملية «الفارس الشهم 3»، داعياً إلى مواصلة تقديم الدعم، حيث تزداد حاجة النازحين في فصل الشتاء، موضحاً أن الشعب الفلسطيني سيذكر على الدوام جهود الإمارات في مساندته وتبنّي قضيته في المحافل الدولية ومساعدته في كل ما يقربه إلى الحرية والاستقلال الوطني.
من جانبه، أشاد القيادي الفلسطيني، عماد محسن، بدعم دولة الإمارات للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وحضورها الدائم في الوعي الوطني من خلال مواقفها الراسخة لجهة دعم حقوق الشعب الفلسطيني السياسية، وجهودها في إغاثة أهالي قطاع غزة ضمن عملية «الفارس الشهم 3».
وعبّر محسن عن ثقته أنه «كما وقفت الإمارات بجوار غزة بالاستجابة الطارئة فإنها ستكون حاضرة في مرحلة التعافي وراسخة الحضور في مرحلة الإعمار».
وسرد الدكتور رائد حسين، مدير مستشفى شهداء الأقصى، في دير البلح بعضاً من مشاريع العملية لدعم القطاع الصحي، من خلال إنشاء المستشفى الميداني الإماراتي في رفح والمستشفى العائم في مدينة العريش، وتزويد القطاع الصحي بكل ما يحتاجه من أدويةٍ ومعدّاتٍ ومستهلكاتٍ طبية، إضافة إلى إجلاء آلاف المرضى ومرافقيهم إلى الإمارات كي يحصلوا على الرعاية الطبية اللازمة، موضحاً أن القطاع الصحي كان على وشك الانهيار لولا تدخل دولة الإمارات ممثلة في عملية «الفارس الشهم 3».
وأشاد يسري درويش، المدير العام لاتحاد المراكز الثقافية، وأحد قيادات المجتمع المدني في قطاع غزة، بدور عملية «الفارس الشهم 3» في إغاثة أهالي قطاع غزة، مبيناً أن الكارثة كانت ستتعمق لولا جهود هذه العملية الإنسانية الاستثنائية بكل المقاييس، مشيداً بقيادة وحكومة وشعب الإمارات العربية المتحدة، ومطالباً باستمرار الدعم الإماراتي بذات السخاء في مرحلتي التعافي وإعادة الإعمار.
محطات تحلية مياه
شرح المهندس عمر شتات، نائب مدير مصلحة مياه بلديات الساحل في قطاع غزة، جهود عملية «الفارس الشهم 3» في قطاع المياه، بما في ذلك تشغيل 6 محطاتٍ لتحلية المياه وتمديد عدة كيلو مترات من خطوط نقل المياه العذبة لجموع النازحين، وتزويد مصلحة مياه بلديات الساحل في القطاع بعشرات الصهاريج التي نقلت المياه إلى خيام النازحين، إضافة إلى مساعدة بلديات القطاع في تأهيل الشبكات بما يضمن تزويد من بقوا في أماكن سكناهم بالمياه الصالحة للاستخدام الإنساني، معتبراً أن هذا التدخل النوعي الذي نفذته دولة الإمارات أنقذ غزة من العطش، وأسهم بشكلٍ رئيس في إسناد الأهالي وتثبيت وجودهم على أرضهم باعتبار أن الماء سر الحياة.
وفي ختام الفعالية، أعلن الدكتور محمد إربيّع، نائب رئيس لجنة إسناد عملية «الفارس الشهم 3» أن فريق الإسناد في العملية أعدّ سلسلة من المشروعات التي تعتزم العملية تنفيذها في المرحلة القادمة، وشرح الصعوبات التي واجهت فريق العمل خلال مراحل الإغاثة المختلفة، وتوقف عن محطاتٍ إنسانيةٍ متعددة شهدها الفريق أثناء أداء مبادراته، مؤكداً أن الحضور الواسع هو وسام ودافع قوي لاستكمال العمل الإغاثي في قطاع غزة.
