صحة ورشاقة

كيف تغرسين عادات تربوية صحية في طفلك تستمر معه طوال حياته؟

  • كيف تغرسين عادات تربوية صحية في طفلك تستمر معه طوال حياته؟ 1/9
  • كيف تغرسين عادات تربوية صحية في طفلك تستمر معه طوال حياته؟ 2/9
  • كيف تغرسين عادات تربوية صحية في طفلك تستمر معه طوال حياته؟ 3/9
  • كيف تغرسين عادات تربوية صحية في طفلك تستمر معه طوال حياته؟ 4/9
  • كيف تغرسين عادات تربوية صحية في طفلك تستمر معه طوال حياته؟ 5/9
  • كيف تغرسين عادات تربوية صحية في طفلك تستمر معه طوال حياته؟ 6/9
  • كيف تغرسين عادات تربوية صحية في طفلك تستمر معه طوال حياته؟ 7/9
  • كيف تغرسين عادات تربوية صحية في طفلك تستمر معه طوال حياته؟ 8/9
  • كيف تغرسين عادات تربوية صحية في طفلك تستمر معه طوال حياته؟ 9/9

كتبت: ياسمين عمرو في السبت 18 أكتوبر 2025 11:07 صباحاً - يعد غرس العادات التربوية الصحية في الطفل من أهم الأسس التي تبني صحة جسدية ونفسية متينة تدوم مدى الحياة، لكن هذه العملية ليست مجرد تعليم قواعد أو فرض أوامر، بل هي رحلة عاطفية ونفسية تبدأ منذ لحظة ولادة الطفل، وتتداخل فيها علاقة الطفل بوالديه، وفهمه لعالمه الداخلي، ونهجه في التعلم والعيش.

د. ميرنا شوبة


الخبيرة: د. ميرنا شوبة، أخصائية علم نفس إكلينيكي، من عيادة ميدكير في دبي، تقدم للأمهات خبرتها العلمية، في كيفية غرس عادات تربوية صحية في طفلك تستمر معه طوال حياته.

شروط لغرس عادات العلاقة الأسرية بعمق

الطفل لا يتعلم العادات الصحية فقط عبر الكلام أو التعليم المباشر، بل يختبرها بصورة غير واعية من خلال العلاقة الأولى التي يبنيها مع أمه ووالده، فالأسرة ليست مجرد مصدر للطعام أو الراحة، بل هي الحاضنة التي يتم فيها بناء الشعور بالأمان والطمأنينة، هذه المشاعر تنعكس بشكل مباشر على قدرة الطفل على تقبل العادات الجديدة، عندما يرى الطفل والديه يتبعان نمط حياة صحياً، كتناول الطعام الجيد والاهتمام بالنوم والنظافة، يبدأ بلا وعي بتقليدهما وامتصاص ذلك كجزء من هويته النفسية.

أعطي طفلك الأمان العاطفي

أعطي طفلك الأمان العاطفي


أكدت دراسات التحليل النفسي أن مرحلة الطفولة الأولى، وخاصة المرحلة الفموية (من الولادة حتى سنتين)، تلعب دوراً كبيراً في تحديد علاقة الطفل بجسده واحتياجاته. إذا شعر الطفل خلال هذه المرحلة بأنه محبوب ومسموع ومعتنَى به، ينمو لديه احترام طبيعي لجسده وحاجاته الصحية، أما إذا كانت تجربته قائمة على الحرمان أو التوتر أو عدم الاستقرار، فقد يظهر لديه ميل لسلوكيات تعويضية غير صحية، مثل الإفراط في الطعام أو الرفض التام لبعض العادات.

الجئي للتكرار في جو عائلي دافئ

لا يمكن إغفال دور التكرار المنتظم للعادات الصحية داخل بيئة عائلية دافئة وسعيدة، فمثلاً، عندما تشارك الأسرة في تناول وجبات صحية أو ممارسة معاً كجزء من الروتين اليومي أو الأسبوعي، فإن العادة لا تصبح مجرد فعل جسدي، بل تتحول إلى طقس عاطفي يحمل دلالات الأمان والانتماء، هذه المشاعر الإيجابية تساعد الطفل على دمج العادات في كيانه وتعزيز استمراريتها.

اجعلي بيتك آمناً ومستقراً

اجعلي بيتك آمناً ومستقراً


البيئة المنزلية المنظمة تخلق شعوراً بالثبات والراحة، وهما عنصران مهمان لتقبل العادات الصحية، عندما تكون المواعيد واضحة، مثل مواعيد النوم والطعام واللعب، يحصل الطفل على إحساس بالأمان النفسي يسمح له بالتركيز على التكيف مع العادات الجديدة دون شعور بالارتباك أو الضغط. على العكس، الفوضى أو النزاعات المستمرة داخل البيت قد تسبب توتراً نفسياً يعطل قدرة الطفل على الحفاظ على الروتين الصحي.

تفاعلي مع طفلك لغوياً

الطفل ليس مجرد كائن يتلقى تعليمات، بل هو كائن لغوي وعاطفي يحتاج إلى شرح يفهمه ويشعر به، لذلك تحويل العادات الصحية من أوامر جامدة إلى حوارات مشحونة بالعاطفة والشرح يزيد من تقبل الطفل، على سبيل المثال، بدلاً من أن تقولي له "كل الخضر لأنك يجب أن تأكلها"، يمكن أن تشرحي له أن الخضر تمنح الجسم القوة والنشاط وتشعره بالسعادة. هذه الطريقة تعزز من شعور الطفل بالمسؤولية الذاتية واختيار العادة.

استمعي لاحتياجات طفلك

استمعي لاحتياجات طفلك


إن تفهم الأهل لاحتياجات الطفل وحساسيته النفسية يعزز عملية غرس العادات بشكل كبير، يفهم الطفل عندما يشعر بأن والديه يسمعانه ويحترمان مشاعره ويراعيان مخاوفه، حتى لو رفض أحياناً تجربة عادات جديدة، هذه العلاقة الحانية تخلق جواً من الثقة والهدوء النفسي يسمح للطفل بالتجربة والتعلم دون خوف الطفل من العقاب أو الرفض.

اجعلي الحوار مفتوحاً

تمر الأسرة وأطفالها أحياناً بمواقف صعبة مثل الأزمات الصحية أو الضغوط النفسية والاجتماعية، حيث يصعب على الطفل التمسك بالعادات الصحية، في هذه الأزمنة يساعد دعم الوالدين العاطفي والحوار المفتوح على تعزيز المرونة النفسية لدى الطفل لكي يواجه التحديات دون اضطرابات في صحته وسلوكياته، هذه المرونة تساعد الطفل على العودة بسرعة إلى عاداته الصحية بعد زوال الأزمة.

ربيه على الاستقلالية

ربيه على الاستقلالية


المراهقة فترة تحولات كبيرة على مستوى الهوية والاستقلالية، وقد يعاني المراهق من صراعات داخلية تتحدى العادات التي اعتاد عليها في الطفولة، هنا يحتاج إلى دعم مستمر من الأهل عبر الحوار المفتوح مع الطفل، واحترام حقه في التعبير عن نفسه، مع التخفيف من طابع الأوامر الصارمة إلى تشجيع على اتخاذ الاختيارات الصحية بشكل واعٍ ومسؤول، هذا الدعم يعزز التزام المراهق بالصحة ويقوي شخصيته.

علميه احترام ذاته والتمسك بهويته

تتعدى العادات الصحية كونها أفعالاً يومية مجردة، لتصبح جزءاً من هوية الطفل التي تبني وعيه الذاتي، الطفل الذي يدرك أثر العادات على جسده ونفسيته، ويشعر بقيمته من خلالها، يكون أكثر استعداداً للتطور والنجاح والوقاية من الضغوط النفسية والاجتماعية لدى الأطفال، هذا الوعي يخلق لديه القدرة على مواجهة التحديات بمرونة، ويبني علاقات صحية مع الآخرين.

نصائح عملية لغرس عادات تربوية صحية في طفلك

نصائح عملية لغرس عادات تربوية صحية في طفلك
  • كوني قدوة واضحة ومستمرة في تبني العادات الصحية، لأن الطفل يتعلم بالمشاهدة أكثر من الكلام.
  • اربطي العادات الصحية بمشاعر الحب والاهتمام لا بالعقاب أو التهديد.
  • شاركي أطفالك في أنشطة عائلية ممتعة مرتبطة بالعادات، مثل تحضير الطعام الصحي معاً أو القيام بنزهة مشي.
  • تحدثي مع طفلك بلغة بسيطة وصادقة تشرحين له فيها فوائد العادات وتأثيرها على حياته بشكل محبب.
  • احترمي إيقاع طفلك واحتياجاته النفسية وفهمه، ولا تفرضي عليه نمطاً واحداً أو خياراً معيناً بالقوة.
  • كوني صبورة ومتفهمة حين يرفض طفلك بعض العادات أو يعاني من انتكاسات، وامنحيه فرصة جديدة مع الدعم والتشجيع.
  • حافظي على روتين منتظم ومنسق في البيت ليشعر طفلك بالثبات النفسي الذي يساعده على الاحتفاظ بالعادات.

تجارب في عيادتي

تجارب في عيادتي


عالجت الخبيرة: د. ميرنا شوبة، حالات أطفال يعانون من عدم الاستقرار العاطفي، وساعدت أهاليهم في غرس العادات التربوية الصحية فيهم.

الحالة الأولى: "كريم" والعودة إلى الاتصال العاطفي

تقول د. مينا: “كريم"، حالة واقعية لطفل في الثالثة من عمره سنسميه حالة اضطراب سلوكي حاد تمثل في شدّ شعره بشكل قهري، يعاني اضطراباً منذ بدء التحاقه بالحضانة. خلال جلسات التحليل النفسي، اكتُشف أن العادة جاءت كردّ فعل على الانفصال المبكر عن الأم وضعف التواصل الجسدي والعاطفي.
بعد سلسلة من الجلسات التي شملت اللعب الرمزي وإشراك الوالدين، بدأت الأم تستعيد التواصل البدني الهادئ مع ابنها عبر العناق مع الطفل وإشراكه في أنشطة منزلية بسيطة. تدريجياً تراجعت عادة شد الشعر حتى اختفت تماماً، وظهر بدلاً منها ارتباط إيجابي بالألعاب واللمس الآمن.
جسّد كريم من خلال سلوكه “اللعبة اللاواعية للفقدان والانفصال”، حيث عوّض غياب الأم بعمل جسدي مؤلم، وحين استُعيد التواصل (الاحتواء الجسدي والرمزي)، توازنت رغباته الغريزية وتخفف توتره النفسي.

الحالة الثانية: إشراك الطفل في الطعام وتحرير علاقة “اللذة–الذنب”

تقول د. مينا: زار عيادتي طفل، اسمه أحمد في السابعة، مع أهله، كان يرفض معظم أنواع الطعام ويعاني توتراً أثناء الوجبات، عند الدراسات الأسرية، تبيّن أن وقت الأكل كان مرتبطاً بالتوتر والعقاب اللفظي.
تم اقتراح أن يُشرك الطفل في إعداد المائدة واختيار الطعام الصحي بنفسه. بعد فترة، بدأ يتناول أصنافاً جديدة بفضول وسعادة، المشاركة في إعداد الطعام سمحت بتحويل “الدافع الفموي” من طاقة قهر إلى طاقة بناء ومشاركة، الطعام تحوّل من رمز للسيطرة الأبوية إلى رمز للتعاون والمتعة المشتركة.
وتبين للأهل أن تعلم العادات الصحية يعزز لدى الطفل "أنا" متماسكة وقوية، تجمع بين الانضباط والرغبة الشخصية، والحماية والحرية، مما يجعل العادات الصحية أكثر من سلوك روتيني، بل تجربة حياتية ترافقه في نموه وحياته اليومية، الطفل الذي نشأ في بيئة متاحة للعاطفة والدعم والشرح الموهوب، يصبح قادراً على اختيار العادات الصحية بنفسه وبوعي، وهذا ما يجعل هذه العادات تستمر معه طوال حياته.
*ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص
أهم النصائح لبناء العادات الإيجابية تبدأ مع سنوات الطفل الأولى

Advertisements

قد تقرأ أيضا