يتنازع أمر غزة الآن احتمالان لا يبدو حتى الساعة أيهما الأكثر رجحاناً، لكن المؤكد أن الأسابيع المقبلة ستشهد تطورات تقرّب أكثر من صيغة «اليوم التالي» الذي بدأ الحديث عنه منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2003، وكان الظن أنه يوم قريب قبل أن تبعده التطورات التي تلاحقت في القطاع والمنطقة وتعدد ساحات الصراع.
أيضاً تغيرت ملامح هذا «اليوم التالي» وتبدلت الترتيبات المتعلقة به مع انفتاح شهية الجانب الإسرائيلي بفضل ما تحقق مما يعتبره «مكاسب استراتيجية» في مواجهة إيران وأذرعها، ما جعل أهدافه من الحرب تتجاوز استعادة الرهائن لدى «حماس» وإضعاف الحركة بحيث لا تقوى على تكرار هجمات السابع من أكتوبر إلى القضاء عليها نهائياً وإخراجها من المشهد السياسي الفلسطيني. المأزق الإنساني الذي أصبح العالم أكثر شعوراً به الآن مع الاستهداف الإسرائيلي لكل معاني الحياة في غزة بشكل يخالف كل القوانين والأخلاق، وتفويت فرص بلوغ اتفاق ينهي مأساتها، ربما يشكلان ضاغطاً على كل الأطراف للوصول إليه في أقرب أجل، حتى وإن كان ذلك على حساب رغبة الطرفين الأساسيين: إسرائيل و«حماس» في أن يرجح كل منهما بأكبر مكاسب. الأمر برمته ليس في أيدي الجانب الإسرائيلي و«حماس»، فلكل منهما مرجعيات ومحددات للتحرك، سواء في الداخل أو الخارج، ويبدو من تحركاتهما في الأيام الأخيرة أن الاتفاق قريب.
إسرائيل لوحت بتوسيع الحرب في غزة، وكان ذلك محل خلاف بين الجناحين السياسي والعسكري فيها، ورفض من معظم دول العالم، لأنه ينقل المنطقة إلى مرحلة أخطر، لكن الساعات الأخيرة شهدت موافقة الجيش الإسرائيلي على هذه الخطة، وهو أمر لا يعني في تقدير كثيرين تنفيذها كاملة وأنها ستبقى مجرد ورقة ضغط على «حماس» في التحركات الإقليمية والدولية الممهدة للاتفاق. الحركة من جانبها سعت سريعاً إلى ترميم علاقتها بالقاهرة، الوسيط الأقدم في التفاهمات الفلسطينية والإسرائيلية عموماً. وبعد غضب مصر من تصريحات خليل الحيّة، رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، التي عمدت إلى تهييج الشارعين المصري والأردني تحديداً وما سماه الزحف الشعبي لنصرة القطاع، كان هو نفسه على رأس وفد قصد القاهرة للتشاور حول سبل الوصول إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي يوقف الحرب، وبالطبع الاعتذار عن تصريحاته. يمكن الآن الربط بين مجموعة من العوامل التي تشي بيوم تالٍ قريب في غزة، أبرزها محاولات الضغط الإسرائيلية، خاصة إقرار الجيش لخطة الهجوم على القطاع، وعودة تصريحات بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى إمكانية مغادرة الفلسطينيين الراغبين في الفرار من توسيع الحرب إلى الخارج. من هذه العوامل أيضاً عودة «حماس» إلى التنسيق المعلن مع القاهرة، وحديث بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية المصري، عن سعي لهدنة الستين يوماً.
وقبل ذلك وبعده، لا يمكن إغفال الضغط الدولي على إسرائيل المتمثل في تصريحات وإجراءات غير مسبوقة بحقها.
وليد عثمان – صحيفة الخليج
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر توسيع الحرب أم الاتفاق؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
