اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

دبلوماسية بلغة المقاهي

  • دبلوماسية بلغة المقاهي 1/2
  • دبلوماسية بلغة المقاهي 2/2

بينما اجتمع قادة العالم فى قمة شرم الشيخ لمناقشة سبل إحلال السلام وتحقيق الاستقرار الإقليمى، مارس دونالد ترامب هوايته المفضلة: الاستعراض السياسى. فالرجل ما زال يُصرّ على أن يكتب قواعد العلاقات الدولية بطريقته الخاصة. لا يعترف بالبروتوكولات، ولا يعبأ ب «الإتيكيت» الدبلوماسى الذى شكّل لعقود لغةً متفقًا عليها فى مخاطبة العالم لذاته.

يتحدث ترامب كما يشاء، متجاوزًا كل الحدود. يستخدم لغة أقرب إلى «أحاديث المقاهى» منها إلى لغة القمم الدولية. لا يزن كلماته ولا يختار عباراته، وكأنه يجلس فى نادٍ اجتماعى لا فى قمة تاريخية تأتى بعد جريمة إبادة جماعية.

أما الأخطر، فهو تجاهله المتعمّد لمبدأ سيادة الدول. ففى خطابه أمام الكنيست، تجرأ ترامب على التطرّق إلى قضايا داخلية لا تخصه، مناشدًا الرئاسة الإسرائيلية «العفو» عن نتنياهو فى ملفات الفساد التى يُحاكم عليها؛ وكأنه لا يدرك، أو لا يريد أن يدرك، أن مثل هذا التدخّل يُقوّض أبسط الأعراف التى قامت عليها العلاقات بين الدول. تلك الخفّة فى التعامل مع القانون والسيادة تكشف عن عقلية ترى فى نفسها مركز العالم، عقلية لا ترى ضرورة للتقيّد بالأعراف الدولية، لأنها ببساطة تعتبر نفسها أعلى منها.

وعلى مستوى الرؤية، يختزل ترامب العلاقات الدولية فى معادلةٍ واحدة: السطوة. فهو لا يحترم إلا من يملك المال، ويقيس مكانة الدول بقدرتها على الدفع لا بتاريخها أو مواقفها أو قيمها. حتى حديثه عن غزة فى العموم، لم يخلُ من نَفَسٍ تجارى؛ إذ يتحدّث عن «فرص الإعمار» أكثر مما يتحدّث عن العدالة أو عن أرواح البشر. العالم، فى قاموسه، ليس منظومة اجتماعية متكاملة ومعقدة، بل فقط مشروع استثمارى ضخم.

وفى هذا السياق، لا يخفى ترامب إعجابه العلنى بالزعماء الأقوياء من وجهة نظره، أولئك الذين يحكمون بلا تشاور. فالقوة، بالنسبة له، هى القيمة الوحيدة التى تستحق الاحترام، حتى لو جاءت على حساب قيم الحرية والديمقراطية التى ناضل الشعب الأمريكى نفسه لتحقيقها.

يبقى السؤال إذًا: إلى أى مدى يمكن لهذا النمط من «الدبلوماسية الغريزية» أن يستمر؟ هل هى مجرد فوضى عابرة ستنتهى برحيله عن المشهد، أم أننا أمام مرحلة جديدة يُعاد فيها تشكيل النظام الدولى على قاعدة الغلبة لا التفاهم؟ المؤكد أن العالم، وهو يشاهد هذا العرض المتكرر، يدرك أن القيم التى طالما نظّمت العلاقات بين الدول باتت مهددة أكثر من أى وقت مضى.

نادين عبدالله – المصري اليوم
NadinAbdalla.jpg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر دبلوماسية بلغة المقاهي لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا