
يقال إن الشوفينية هى التعصب للوطن والمغالاة فى حبه، حتى ولو كان ذلك بعيدا عن إحكام العقل، أو دون أساس يبنى عليه ذلك التعصب، مع وجود بعض الاستعلاء، هذا ما وصف به بعض المثقفين «الجدد»، الشعب المصرى، خلال احتفاله الأيام الماضية، بافتتاح المتحف المصرى الكبير، الأضخم على مستوى العالم، لا أعرف من أين أتى هؤلاء بـ«استعلاء» الشعب المصرى على الشعوب الأخرى، ومن أين أتوا بأن هناك نزعة قومية زائدة عن الحد، وصلت لمرحلة التعصب الأعمى، أتفهم أن نرى ذلك الرأى من أنصار الإسلام السياسى، فهؤلاء آرائهم معروفة تجاه مصر، منذ زمن طويل، واعتدنا عليه فى كل مناسبة أو حدث مهم، ولكن اللافت هذه المرة من هؤلاء المحسوبين على «المثقفين»، ونحن هنا لسنا بصدد توزيع صكوك الوطنية، ولن نزن مقدار الوطنية عند كل منا، ولكن من الطبيعى أن نفتخر بأى حدث وطنى،
حتى ولو كنا جميعا مجتمعين على انتقاد الأوضاع الاقتصادية، والقرارات غير المجدية للحكومة، ولكن هذه هى المعادلة التى يتجاهلها البعض، أو يتعمد تجاهلها لأغراض معروفة، وحتى لا ننظر للأمور بشكل أحادى، فنحن كشعب مصر، من المعروف لنا التمسك الكبير بأرضنا ووحدتنا، ومحبتنا لتراب هذا الوطن، نتعصب له بالتأكيد، ولكن دون التقليل من أوطان أخرى، حتى ولو كانت لا تزال «تحبو» نحو نهضة «مدفوعة»، فلماذا يتهمنا البعض بأننا نغالى فى حب وطننا، و«يستكثر» علينا الفرحة، وسط سلسلة من الإحباطات والصعاب، لا نعرف متى ستنتهى، هذا الاحتفال بتاريخ وطن علّم العالم بحضارته، ولا تزال لغزا، يحير العلماء، أحجاره ليست مجرد نحت، وإنما سر دفين، هكذا هى الخبيئة الفرعونية، فكما لم تكتشف أسرار الحضارة الفرعونية حتى الآن، لم يكتشف سر عشق هذا الشعب لأرضه، الأغرب أن العالم أجمع يعلم أن لمصر سرا آخر، لم يفك طلاسمه أحد، هى تلك الأرض الجاذبة والمحبة للجميع، وستنتهى الحياة على وجه الأرض، ولن يفسر أحد ذلك السر الإلهى، لأرض ذكرت فى القرآن، فى أكثر من آية للتقدير، جميعا أصابه الفخر والزهو مساء أمس الأول، مع الافتتاح الأسطورى للمتحف الكبير، الذى يحتضن جزءا نذيرا من تاريخ مصر، حتى ولو كان به بعض النواقص، وجاء غير مرض لآمالنا، ولكن سنعود حتما بعد فاصل بسيط للبهجة، إلى قرارات حكومتنا و«سُعار» الأسعار المبالغ فيها، وعدم ملامستنا لأى مخرج من أزمتنا الاقتصادية، التى نسمع عن حلها منذ سنوات، مع هذه الحكومة، فدعونا نحب ونفرح ببلدنا كما نريد، ولن أجد أجمل من كلمات شاعر النيل حافظ إبراهيم: «إنى لأحمل فى هواكِ صبابة يا مصر.. قد خرجت عن الأطواق»، وكما كتب الشاعر الرقيق حسين السيد: «وقت ما كان لسه العالم بيعيش تايه فى الغابة.. مصر كانت دولة ولها راية فوق أعلى سحابة»، هذه هى «شوفينيتنا» المحببة.
وفاء بكري – المصري اليوم
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر «الشوفينية» المحببة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
