اخبار الخليج / اخبار الإمارات

«دريفت إكس 2025» يعيد رسم مستقبل التنقّل الذكي والأنظمة الذاتية

  • «دريفت إكس 2025» يعيد رسم مستقبل التنقّل الذكي والأنظمة الذاتية 1/3
  • «دريفت إكس 2025» يعيد رسم مستقبل التنقّل الذكي والأنظمة الذاتية 2/3
  • «دريفت إكس 2025» يعيد رسم مستقبل التنقّل الذكي والأنظمة الذاتية 3/3

ابوظبي - سيف اليزيد - هالة الخياط (أبوظبي)

انطلقت، أمس، في حلبة مرسى ياس بأبوظبي، فعاليات «دريفت إكس 2025»، الحدث العالمي المتخصص في حلول التنقّل الذكي والأنظمة ذاتية القيادة، ضمن أسبوع أبوظبي للأنظمة ذاتية القيادة الذي يستمر حتى 15 نوفمبر الجاري. ويُعد «دريفت إكس» منصّة عالمية تجمع نخبة من المبتكرين والخبراء والمستثمرين وصنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم، لاستعراض أحدث التقنيات في مجالات النقل الذكي والأنظمة المستقلة، بما يشمل المركبات الجوية والبرية والبحرية والروبوتات، إلى جانب التطبيقات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية. وتُنظَّم الفعالية برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة ورئيس مجلس الأنظمة الذكية والمستقلة، من قبل مكتب أبوظبي للاستثمار، بالتعاون مع مجلس الأنظمة الذكية والمستقلة، وبدعم من دائرة البلديات والنقل ومركز النقل المتكامل.
وتتضمن فعاليات «دريفت إكس» عروضاً حية لتقنيات القيادة الذاتية في مختلف البيئات، إلى جانب جلسات نقاشية وورش عمل تجمع قادة الصناعة والجهات التنظيمية والمستثمرين؛ بهدف تعزيز الابتكار، ودفع عجلة التحول نحو أنظمة نقل أكثر ذكاءً واستدامة.
ويؤكد هذا الحدث مكانة أبوظبي الرائدة مركزاً عالمياً للتقنيات المتقدمة، ووجهة مفضّلة لتطوير وتطبيق الحلول المستقبلية في مجالات التنقل الذكي، بما ينسجم مع رؤية الإمارة في بناء منظومة نقل متكاملة ومستدامة تدعم أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية طويلة المدى. 

الروبوتات 
تُسلِّط نسخة هذا العام الضوء على الروبوتات ودورها المحوري في تعزيز الخدمات اللوجستية والتصنيع المتقدم وحلول التنقل الذكي داخل المدن. ومن خلال دمج الروبوتات مع حلول التنقّل الجوية والبرية والبحرية، يُجسِّد معرض «دريفت إكس» نهج أبوظبي القائم على تشجيع الابتكار، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة، ويعكس التوجّه الاستراتيجي للإمارة نحو دمج الابتكار الصناعي مع حلول التنقل المستقبلية. 
وقال أحمد سوبرة، مدير قسم القيمة وتخطيط وتطوير المجمعات الاقتصادية في مكتب أبوظبي للاستثمار، إن تنظيم معرض «دريفت إكس» يأتي في إطار الجهود التي يبذلها مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) لتعزيز ريادة إمارة أبوظبي في ابتكار وتوظيف أحدث الحلول والتقنيات في قطاع النقل والتنقل الذكي.
وأضاف: يُسلِّط المعرض الضوء على المزايا العديدة التي تتمتع بها الإمارة، بما في ذلك منظومة أعمالها المتكاملة وسياساتها الداعمة وبنيتها التحتية المتقدمة، والتي توفر للشركات بيئة مثالية لتأسيس أعمالها في أبوظبي والانطلاق منها إلى الأسواق العالمية.
وأكد سوبرة أن «دريفت إكس» سيساهم بدور محوري في دعم استراتيجية مكتب أبوظبي للاستثمار الهادفة إلى استقطاب الشركات العالمية الرائدة، ودعم نمو الصناعات المتقدمة وتوفير وظائف نوعية قائمة على المعرفة في القطاعات الاستراتيجية. حيث من المتوقّع أن يسهم مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI) بنحو 44 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة واستحداث أكثر من 35 ألف فرصة عمل بحلول 2045.

المشاريع التجريبية 
لا يقتصر دور «دريفت إكس» على عرض أحدث تقنيات التنقّل الذكي وحسب، بل تم تصميمه ليكون منصة لتسريع الأعمال التجارية، من خلال تسليط الضوء على النماذج الأولية والمشاريع التجريبية، وتمكينها من تحقيق التقدّم، عبر فتح قنوات التعاون المباشر بين المستثمرين والمؤسسات التنظيمية والجهات المعنية بقطاع النقل.
ويوفّر «دريفت إكس» للمستثمرين منصّة استراتيجية لاستكشاف الفرص الاستثمارية في القطاع، والتعرّف على أحدث الابتكارات والنماذج الأولية.
كما يوفر للشركات الدولية الفاعلة في قطاع النقل والتنقل الذكي بوابةً لدخول سوق أبوظبي، وعقد شراكات استراتيجية.

الشركات الوطنية 
تشارك في المعرض مجموعة من الشركات الوطنية الرائدة التي تسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً إقليمياً لتطوير حلول التنقل الذكي، من بينها شركة K2 المملوكة لحكومة أبوظبي والمتخصصة في الأنظمة الذاتية المتقدمة والتقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث عرضت الشركة نموذجاً متكاملاً لمنظومة من الأنظمة الذاتية تغطي قطاعات التنقل والخدمات اللوجستية والنظافة العامة والضيافة والسلامة العامة.
وقال وليد البلوشي، نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية، لـ «الاتحاد»، إن الشركة تجاوزت مرحلة العروض التجريبية، وبدأت مرحلة التطبيقات العملية للتقنيات المستقلة، ويُعد «دريفت إكس» المنصة المثالية لاستعراض هذه التطبيقات.
وأضاف أن ابتكارات الشركة تضم فرق تنظيف آلية متكاملة ومقاهي ذاتية التشغيل وسيارات أجرة روبوتية، وغيرها.
وعرضت الشركة، خلال المعرض، روبوتات شبيهة بالبشر تؤدي مهام يومية، إلى جانب مزرعة ذاتية التشغيل بالكامل تعتمد على تدخل بشري محدود في تجسيد لرؤية «K2» نحو مدن أكثر ذكاءً واستدامة.
ومن الشركات الوطنية المشاركة في المعرض شركة «عنان» المتخصصة لتقنيات وأنظمة إنتاج الطائرات ذاتية القيادة للأغراض التجارية، والتي كشفت عن تطويرها لطائرة من دون طيار مخصصة لأغراض الشحن الثقيل، والتي تتمكّن من نقل معدات بوزن يصل إلى 200 كيلوغرام، إضافة إلى بحث تطوير طائرات من دون طيار لنقل البضائع والركاب.
وبيّنت لمياء شريف، مدير تطوير الأعمال في شركة «عنان»، أن «الشركة» تصنع بالكامل بين 80 و90% من منتجاتها، والشركة تعمل على تطوير وإنتاج طائرات ذاتية القيادة بأشكال مبتكرة لأغراض تجارية.

سيارات فورمولا 1 ذاتية القيادة
وعرض مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي سيارة فورمولا- 1  ذاتية القيادة التي تعرف باسم EAV-25، وهي سيارة سباق من دون سائق.
وأوضح الدكتور محمد الخميري، المدير التنفيذي لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، أن المجلس، خلال مشاركته في دريفت إكس، عرض تقنيات عدة، تم تطويرها من قبل المجلس، كالقوارب ذاتية القيادة والتاكسي المائي و«الدرون» متعدد الاستخدامات الزراعية المتخصصة في نثر البذور، إلى جانب سيارات الفورمولا- 1، والتي يمكنها الوصول إلى سرعات تصل إلى 370 كم/س. 
وأفاد الخميري بأن المجلس ينظّم، السبت المقبل، دوري أبوظبي للسباقات الذاتية «(A2RL)، وهي سلسلة سباقات مبتكرة تعتمد على القيادة الذاتية وتتحدى حدود التكنولوجيا.
كشفت هيئة أبوظبي للدفاع المدني، ضمن جناحها أمس في دريفت إكس عن «سهيل»، أول طائرة مسيَّرة في العالم مخصَّصة لمهام مكافحة الحرائق، وتعمل بمحركات دفع نفّاثة، وهي ابتكار إماراتي يفتح آفاقاً مستقبلية لسُبُل الاستجابة الذكية والآمنة للطوارئ.
وأكَّد الرائد المهندس علي حسن المدفعي، مدير مشاريع الحلول المتقدمة والتقنيات الناشئة في هيئة أبوظبي للدفاع المدني، أن طائرة سهيل زوِّدت بأنظمة ذكية تمكّنها من الوصول إلى بؤر الحريق في المناطق التي يصعب الوصول إليها بشرياً، وتقديم دعم فوري لفِرق الإطفاء الأرضية، ما يُحدِث فَرقاً حاسماً في الاستجابة وفاعلية التدخُّل.  
وأوضح الرائد المدفعي، أنَّ فكرة «سهيل» وُلدت من الميدان، وصُمِّمَت المسيَّرة لتحمُّل ضغط المياه وقوة الارتداد الناتج عن الإطفاء الجوي، ما يجعلها قادرة على العمل بكفاءة عالية في الظروف الصعبة، دون تعريض سلامة الفِرق البشرية للمخاطر.
وبيَّن أنَّ «سهيل» تعتمد على منظومة متكاملة من الأنظمة الذكية، تشمل نظام دفع نفاثاً عالي القدرة يُتيح التحليق العمودي والمناورة الدقيقة، وقاذفاً مائياً آلياً مزوَّداً بمحور متزن يقلِّل من الارتداد والاهتزاز أثناء الإطفاء، إضافةً إلى نظام ملاحة ذاتية مدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكِّنها من العمل بكفاءة في الظروف المعقَّدة دون الاعتماد الكامل على نظام التموضع العالمي.  
وتتمتَّع الطائرة بنظام رؤية حاسوبية متقدِّمة، وماسح ثلاثي الأبعاد بتقنية الاستشعار بالليزر LiDAR لرسم الخرائط، وتحديد الأهداف، وتفادي العوائق. وتعمل هذه الأنظمة بتكامل تام، ما يُتيح للطائرة تحديد مكانها وما يحيط بها، ويمنحها استقلالية كاملة في تنفيذ المهام، حيث يجعلها أداة فعّالة للتعامل مع حرائق المباني الشاهقة، والمناطق الصناعية المعقَّدة، والمواقع المغلقة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا