اخبار العالم

أيهما الأكثر تفوقاً: توماهوك الأميركي ام كاليبر الروسي؟

أيهما الأكثر تفوقاً: توماهوك الأميركي ام كاليبر الروسي؟

الرياص - اسماء السيد - في خضم الجدل المتزايد حول تعزيز الدعم الأميركي لأوكرانيا، عاد اسم صواريخ "توماهوك" الأميركية إلى الواجهة، وسط تسريبات تتحدث عن احتمال تسليمها لكييف. لكن النقاش لم يتوقف عند حدود السياسة، بل امتد إلى سؤال عسكري أوسع: ما النظير الروسي لهذا السلاح؟ وأيهما أكثر فتكًا ومرونة في ساحة المعركة؟

صحيفة Newsweek الأميركية تناولت هذا الملف من زاوية المقارنة المباشرة بين صاروخ "توماهوك" الأميركي الشهير، ونظيره الروسي "كاليبر" الذي دخل الخدمة في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى تفوّق واضح للصاروخ الروسي في جانبين اثنين: المدى والسرعة.

تفوق في الأرقام: المدى أولًا

وفق التقرير، فإن النسختين "توماهوك بلوك 4" و"توماهوك بلوك 5" قادرتان على التحليق حتى مدى 1600 كيلومتر، وهو رقم معتبر في موازين الصواريخ المجنحة التقليدية.

لكن في المقابل، يحمل الصاروخ الروسي "كاليبر" ورقة أقوى: مدى يصل إلى 2500 كيلومتر، ما يمنحه – وفق الصحيفة – قدرة على "إبراز القوة الروسية عبر مسافات هائلة". بل وتضيف الصحيفة أن انطلاقه من البحر الأبيض المتوسط، يتيح له استهداف مواقع في الشرق الأوسط، وحتى في بعض الدول الأوروبية.

السرعة والتخفي: الطيران بصمت... أو الصدمة؟

"توماهوك"، بحسب التقرير، هو صاروخ دون سرعة الصوت (0.74 ماخ)، مصمم للطيران المنخفض، المعانق للتضاريس، ما يمنحه قدرة كبيرة على التملص من الرادارات، ولكن من دون أي تسارع هجومي في مراحله الأخيرة.

في المقابل، فإن "كاليبر"، رغم طيرانه في البداية بسرعة دون صوتية (0.8 ماخ)، يتميّز بقدرة بعض نسخه البحرية – لا سيما المضادة للسفن – على التسارع في نهاية الرحلة إلى سرعة بين 2.5 و3.0 ماخ، ما يمنحه قدرة اختراقية صادمة في مواجهة الأهداف المعادية.

الرأس الحربي... والقوة التدميرية:

كلا الصاروخين مزود برأس حربي تقليدي شديد الانفجار يبلغ وزنه 450 كيلوغرامًا.

لكن الفرق الجوهري الذي تؤكده الصحيفة، ويثبته الخبير العسكري الروسي يوري كنوتوف، يكمن في أن "كاليبر" قادر على حمل رأس نووي في بعض نسخه، وسبق أن ظهر ذلك في تدريبات الردع الاستراتيجي الروسية، من بينها عملية إطلاق في بحر بارنتس.

في المقابل، تشير Newsweek إلى أن النسخة النووية من "توماهوك" تمّ إيقافها عن الخدمة منذ عام 2000، وأصبحت الصواريخ الحالية تعتمد فقط على رؤوس تقليدية شديدة الانفجار.

التوجيه والمناورة:

يرى كنوتوف أن النموذجين "كاليبر 101" و"102" يمكنهما التحليق على ارتفاع يتراوح بين 30 و70 مترًا، مع قدرة على المناورة والتكيف مع التضاريس، ما يُعزز من فرص بقائهما خارج نطاق الكشف الراداري. ويعتمدان في ذلك على تصميم ديناميكي خاص ومواد ماصة لأشعة الرادار.

أما "توماهوك"، فرغم افتقاده للتسارع، فهو يتفوق في التوجيه الدقيق والدوريات الجوية الطويلة، ما يجعله مثاليًا للعمليات المحددة والبعيدة المدى.

من ينتصر في المقارنة؟

تخلص Newsweek إلى أن:

"كلا الصاروخين يتميزان بمرونة التشغيل من منصات متعددة، لكن كاليبر يتقدم في مجال الانتشار المفاجئ والاستراتيجي، بينما يحافظ توماهوك على سجل قتالي طويل ودقة عالية في الاستهداف."

وإذا كانت الصواريخ المجنحة تمثّل ذراعًا طويلة في معادلات الردع والهجوم، فإن الفرق بين كاليبر وتوماهوك لا يُقاس فقط بالأرقام، بل بطريقة استخدام كل قوة عظمى لسلاحها داخل استراتيجية أوسع... حيث تصبح السماء مجالًا للسباق العسكري بين واشنطن وموسكو.

Advertisements

قد تقرأ أيضا