اخبار العالم

8 حمير من غزة تحصل على حق اللجوء لألمانيا

8 حمير من غزة تحصل على حق اللجوء لألمانيا

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القاهرة: أثار وصول ثمانية حمير من قطاع غزة إلى ملاذات آمنة في ألمانيا، جدلا كبيرا . في وقت أعلنت المدينة الألمانية التي استقبلت الأعداد الأولى من الحمير عدم صلتها بالموضوع.

وكانت ثمانية حمير من قطاع غزة وجدت طريقها إلى ألمانيا، حيث نُقلت جوًا إلى مطار لياج في بلجيكا قبل توزيعها على مرافق لرعاية الحيوانات. وأربعٌ من هذه الحمير استقبلها «تيَرغارتن أوبنهايم» في ولاية راينلاند بفالتس.

بينما نُقلت أربعة أخرى إلى مزرعة تحمل اسم «بالّيرمان رانش» في قرية بلوكفينكل الواقعة بولاية سكسونيا السفلى. بحسب تقرير "الإمارات اليوم" نقلاً عن موقع «إن دي» (ND) الألماني الإخباري.

العملية نظمتها جمعية باسم «تسوفلوخت تسوم نوي آنفنغ» (Zuflucht zum Neuanfang) أي «ملجأ لبداية جديدة». ويقول القائمون عليها إنهم أنقذوا ما يصل إلى خمسين حمارًا «هائماً أو مصاباً» من منطقة الحرب في غزة في هذه الدفعة وحدها، وإنهم قاموا منذ اندلاع الحرب بإجلاء نحو 600 حمار من القطاع.

وفي أوبنهايم، جرى تجهيز حظيرة خاصة للحيوانات الجديدة وعزلها وتدفئتها، نظرًا لاعتيادها على مناخ أكثر دفئًا في غزة. وبعد استطلاع رأي الزوار، أُطلِقت على الحمير أسماء «آنا» و«إلزا» و«غريتا» و«رودي». وتفيد تقارير محلية بأن الحيوانات بدأت «تتواصل بحذر» مع بقية قاطني الحديقة وأن حالتها الصحية جيدة.

وأوضحت بلدية أوبنهايم، في رد على استفسار صحفي، أنها لم تكن طرفًا في ترتيبات إدخال الحيوانات، مشيرة إلى أن التواصل تم حصراً عبر شبكات دولية للعاملين في مجال حماية الحيوانات.

وبحسب ما نشرت صحيفة «ألغيماينه تسايتونغ»، أكّد القائمون على حديقة الحيوانات أن وسطاء دوليين تولّوا التنسيق، لكن إحدى الموظفات امتنعت عن إعطاء مزيد من التفاصيل، قائلة إنهم لن يقدّموا معلومات إضافية عن الحمير بعد تعرضهم لوابل من الهجمات الإلكترونية وانتقادات حادة على الإنترنت.

غير أن الجدل اتخذ بُعدًا سياسيًا وأخلاقيًا أوسع، إذ يأتي الاهتمام بنقل الحيوانات في وقت لا تزال فيه غالبية الأطفال الجرحى من غزة محرومين من فرصة العلاج في ألمانيا التي كانت حكومتها قد أعلنت بأنها تركز على تقديم المساعدات للأطفال والمدنيين في غزة ميدانيا وفي مكانهم.

نعم للحمير ولا للأطفال الجرحى
فقد واجهت ألمانيا غضبا واسع النطاق بعد أن كشف تقرير صحفي عن إجلاء أربعة حمير من غزة إلى ألمانيا لتلقي الرعاية الطبية، حتى مع رفض الحكومة الفيدرالية قبول الأطفال الفلسطينيين الجرحى الذين يحتاجون إلى العلاج بشكل عاجل.

وفقًا لصحيفة ألجماينه تسايتونغ، نُقلت الحمير إلى حديقة حيوانات في أوبنهايم في إطار مبادرة إسرائيلية تُسمى "مشروع رحلات الحمير". وتتلقى هذه الحيوانات، التي وُصفت بأنها ضحايا "الجوع والبؤس والإساءة"، الرعاية وإعادة التأهيل في حديقة الحيوانات. وتزعم المنظمة الإسرائيلية التي تقف وراء هذه المبادرة أنها أنقذت حوالي 50 حمارًا من غزة وسط الصراع الدائر، سعيًا منها لإنقاذها من تدهور الأوضاع في المنطقة.

أثارت القصة ردود فعل غاضبة على الفور لتسليطها الضوء على معاناة الحيوانات وتعافيها، بينما أغفلت الوضع المزري لسكان غزة. فعلى مدى أكثر من عامين، عانى الفلسطينيون في غزة من الحرب والحصار وسوء التغذية المتفشي وانهيار البنية التحتية الطبية. كما أدان النقاد التغطية الإعلامية لتركيزها على إنقاذ الحيوانات، بينما لا يزال آلاف المدنيين محاصرين دون طعام أو ماء أو رعاية صحية كافية.

وأثار التقرير أيضا غضبا بشأن قرار اتخذته الحكومة الفيدرالية الألمانية في سبتمبر/أيلول الماضي برفض قبول 20 طفلا فلسطينيا مصابا لتلقي العلاج الطبي العاجل، مشيرة إلى التعقيد اللوجستي والعقبات الإدارية.

على النقيض من ذلك، أفادت التقارير أن إجلاء الحمير وقبولها في ألمانيا لم يواجها مقاومة تُذكر. وزادت عملية النقل السريعة من اتهامات النفاق وازدواجية المعايير الإنسانية الصارخة في رد ألمانيا على حرب إسرائيل الإبادة الجماعية في غزة.

كان رد الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي سريعًا وكثيفًا. ووصف المدافعون عن حقوق الإنسان والجمهور القصة بأنها "إهانة للقيم الإنسانية" و"دليل على اختلال الأولويات السياسية والإعلامية".

ودفع الغضب الشعبي صحيفة ألجماينه تسايتونج إلى إغلاق قسم التعليقات بعد تلقي مئات الرسائل التي تتساءل عن كيفية إعطاء الأولوية لرفاهية الحيوان على حياة الأطفال.

Advertisements

قد تقرأ أيضا