
حين تقوم الدولة على المنعة لا الفتنة فيجب جميعنا أن نقف ونقول إلا هذه وحين يحاول أحدهم أن يضفي الديمقراطية على عمله التخريبي فيجب حينها أن يفهم أن هذا لا يعد حرية في الرأي ولا منعه مصادرة له ولكنه حفاظ على شكل وجوهر الدولة المستقرة التي يجب أن يسعى لها الجميع في الوقت الذي تنهار فيه الدول بسبب هشاشة التفكير واعتبار أن كل ما يقال يجب أن يندرج تحت عباءة حرية التعبير في حين أنه يمكن أن يشكل مقدمة لزعزعة البلاد وتشتيت فكر العباد.
الدول العربية عموما ليس من السهل فيها أن تقوم على الحرية الكاملة فحتى هذه الحرية تجد لها مانعا وحدودا في الدول الغربية التي لطالما تغنت بحريتها ونراها نحن غارقة في معنى الديمقراطية التي يجهل معظمنا ما هي حقيقة وكيف يمكن أن نخلقها كي لا تتحول إلى فوضى يرى كل صاحب رأي أن تمتعه بحرية فوضوية للتعبير عن رأيه هو جزء من حقوقه بينما في الواقع أن هذا الرأي الفضفاض يمكن أن يشكل عبثا بأركان الدولة التي تقوم على ثلاثة لا سيما في منطقتنا الخليجية والعربية على وجه العموم وهي القيادة والحكومة والشعب ولذا فالرأي لا يمكن أن يفصل بين هذه الأركان الثلاثة فيتكلم أحدهم وهو من الشعب فيذم في الحكومة ثم يعود بأصل هذا الذم للقيادة ويقول بعدها هذه حرية رأي لا يا هذا، فهذا يعد تعديا على جوهر الدولة التي تقوم في استقرارها على أن تظل الأركان هذه مترابطة لا تنفصل تحت أي مسمى كان.
في الأيام الماضية حاول البعض التمادي في التعليق على حرية الرأي المتواجدة في منطقتنا الخليجية وأن لا وجود لها مع شدة الرقابة التي تمنعها وهؤلاء ممن يغيظهم استقرار المجتمعات بالصورة التي يرتضيها الشعب قبل الحكومات فيحاولون بأي طريقة كانت أن يثيروا عبارة من هناك ورأي من هنا دون أن يتواجدوا على ركيزة ثابتة لمحاولتهم العقيمة هذه فينتقدون أي خطوة تتخذها أي حكومة نحو تأسيس مفهوم الديمقراطية العاقلة بالصورة التي تجعل الجميع متمتعا فيها ولا يمكن تحويلها إلى فوضى سواء فكرية بنشر آراء تشككية أو حتى بتصرفات تقوم على نشر مفهوم القبلية لا المواطنة المنتمية إلى بلد واحد وليس إلى قبائل فيه وهذا ما حاول البعض نشره سواء من تأسيس فكرة الانتخاب الذي بات يقوم اليوم في أكثر من دولة خليجية على عكس ما كان وعوضا عن مباركة هذه الخطوة وتأييدها شكك البعض وتحيزوا لمفهوم القبيلة في تعزيز معارضتهم حتى وصل بهم الحال إلى استخدام لغة التهديد والتشكيك بفكرة أن الوطن للجميع والجميع يجب أن يكون تحت راية الوطن الذي لا يوجد من هو أعلى منه عزة ورفعة وحفاظا على مبادئه وشكله وقيمته وكرامته ولا يوجد أيضا من هو أغلى منه إذا ما قيس الأمر بقيمة الفرد أمام بقاء الوطن ولذا لا تخبروني أن التشكيك حرية والتهديد حرية والهجوم حرية والاتهام حرية والخروج عن الحكومة والشعب حرية ولغة التذمر حرية وكل من شأنه هدم قيمة الوطن بقيادته وحكومته وشعبه من الحرية، لأننا بهذا نخلق حرية مشوهة وغير سوية وغير ممنهجة فلم تكن الحرية يوما قائمة على الصوت العالي الغوغائي الذي من شأنه أن يكون فارغا من أي مضمون جاد وإنما تقوم على الرأي السديد الذي يقال بالشكل والمكان الصحيح وباللغة التي تبني وطنا ولا تهدمه لا سيما وإننا بتنا في عالم الثورات التكنولوجية التي تتيح لكائن من كان أن يقول رأيا يسدد به هدفا لا يطيش به خارج حدود المرمى !.
ابتسام آل سعد – الشرق القطرية
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر هناك فوضى وهناك حرية لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
