ابوظبي - سيف اليزيد - هالة الخياط (أبوظبي)
قدّم صندوق محمد بن زايد، للمحافظة على الكائنات الحية، خلال العام الجاري، منح لـ 206 مشاريع أسهمت في الحفاظ على 111 نوعاً مهدداً بالانقراض، في تأكيد جديد على الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم الجهود العالمية الرامية إلى حماية التنوع البيولوجي، وصون الأنواع المهددة بالانقراض حول العالم.
وبحسب بيانات الصندوق، أسهمت المنح المقدّمة هذا العام في حماية 111 نوعاً من الكائنات الحية المصنّفة ضمن الفئات الأعلى خطورة، سواء من الأنواع المهددة بالانقراض من الدرجة الأولى، أو الأنواع المعرضة للإنقراض، وذلك عبر دعم مشاريع ميدانية وبحثية تُنفّذ في عدد واسع من الدول والمناطق الحيوية ذات الأهمية البيئية.
وتوزّعت المنح على 206 مشاريع متخصصة، ركزت على حماية الأنواع في بيئاتها الطبيعية، واستعادة الموائل المتدهورة، وتعزيز برامج الرصد العلمي، إلى جانب تمكين المجتمعات المحلية للمشاركة في جهود الحماية المستدامة.
وشملت هذه المشاريع طيفاً متنوعاً من الكائنات الحية، من الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات، وصولاً إلى النباتات النادرة التي تواجه مخاطر متزايدة نتيجة التغير المناخي، وفقدان الموائل الطبيعية.
وبهذا العدد من المنح، يصل عدد المشروعات التي دعمها الصندوق منذ تأسيسه إلى ما يزيد على 3100 مشروع، ساهمت في الحفاظ على نحو 1900 نوع من الكائنات المهددة بالانقراض من الدرجة الأولى، أو المعرّضة للإنقراض، في نحو 170 دولة حول العالم.
ويأتي هذا الدعم امتداداً لرسالة الصندوق الذي أُطلق استناداً إلى رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الهادفة إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات شريكاً فاعلاً في حماية التراث الطبيعي العالمي، وتعزيز العمل البيئي القائم على أسس علمية وتعاون دولي فعّال.
ويركّز صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، على توجيه التمويل مباشرة إلى المشاريع ذات الأثر الملموس، خصوصاً تلك التي تستهدف الأنواع المصنفة ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، بما يضمن توظيف الموارد المالية في المبادرات الأكثر إلحاحاً وتأثيراً. كما يولي الصندوق اهتماماً خاصاً بدعم الباحثين والعاملين في الميدان، باعتبارهم خط الدفاع الأول عن الأنواع المهددة.
ولا تقتصر جهود الصندوق على تقديم المنح فحسب، بل تشمل أيضاً بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات بيئية ومنظمات دولية، بما يعزز تبادل المعرفة والخبرات، ويسهم في تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية المتسارعة.
ضرورة ملحّة
تأتي هذه المبادرات في ظل التحديات غير المسبوقة التي يواجهها التنوع البيولوجي عالمياً، مما يجعل من دعم مشاريع الحماية ضرورة ملحّة لضمان استدامة النظم البيئية، والحفاظ على التوازن الطبيعي للكوكب. ويواصل الصندوق، من خلال برامجه المتنامية، أداء دور محوري في حماية الكائنات الحية، تأكيداً لالتزام دولة الإمارات بمسؤوليتها البيئية والإنسانية تجاه الأجيال الحالية والمستقبلية.
