الرياص - اسماء السيد - نعرض لكم اليوم، أبرز ما جاء في الصحف العالمية، إذ نتطرق لتحليل حول رد حركة حماس على مقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لاتفاق مع إسرائيل في الإيكونومست، ثم ننتقل إلى الغارديان حيث يظل محور الحديث ترامب ولكن هذه المرة حول نظرته لدول أمريكا اللاتينية، وأخيراً إلى الواشنطن بوست التي يعتقد أحد كتابها أن الصين تتقدم تكنولوجياً مقابل تراجع الولايات المتحدة.
ونبدأ من الإيكونومست البريطانية التي عنونت مقالها بـ "حماس تقول (نعم، ولكن) لخطة ترامب بشأن غزة. وقد لا يكون هذا كافياً".
تحلل الصحيفة أن حماس بعد تهديد ترامب بـ "حرب شعواء"، إذا لم توافق على اتفاقه بحلول الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، سارعت إلى "تجنب خرق هذا الموعد النهائي".
وتجد الصحيفة أن الرد الذي قدمته حماس في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول، "لم يرق إلى مستوى مطلب ترامب بالتوصل إلى اتفاق. ومع ذلك قدمت الحركة تنازلاً جديداً ومهماً".
تضيف الإيكونومست في مقالها أن حماس صاغت بيانها بـ"ذكاء". بدا وكأنه يحمل إجابة بـ "نعم"، لكنه في الحقيقة كان "نعم، ولكن". ويبدو أن ذلك كان كافياً لتخفيف حدة إنذار ترامب، على الأقل في الوقت الراهن.
تفاؤل حذر
ترى الصحيفة أن السؤال الأساسي الآن هو ما إذا كانت حركة حماس ستتنازل أكثر في جولات المفاوضات القادمة؟ ثم تقول: "قد لا يحدث ذلك، إذ تشهد الحركة انقساماً داخلياً حول كيفية المضي قدماً، كما أن قادتها لا يثقون بتأكيدات ترامب بأن القتال سيتوقف نهائياً".
تشرح الصحيفة أن حماس "وافقت، من حيث المبدأ"، لكن "مع ذلك، لم توافق (حماس) على نزع سلاحها أو رفع يدها عن حكم غزة، إذ احتوى ردها على تحذيرات ضمنية، إذ قالت إنها ستحتاج إلى 'مناقشة تفاصيل' إطلاق سراح رهائن. وتجاهلت الكثير من بقية خطة ترامب".
يأمل المتفائلون أن "يكون هناك أخيراً زخم نحو إنهاء حرب على وشك دخول عامها الثالث. إذ مارس ترامب ضغوطاً أمريكية على إسرائيل. ويبدو أن الغارة الجوية الإسرائيلية على قطر في 9 سبتمبر/أيلول 2025، قد حفزت الاعتقاد بأنه بحاجة إلى كبح جماح (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو. في الوقت نفسه، زاد القادة الإقليميون من الضغط على حماس".
ومع ذلك، فإن الحديث المتفائل خلال الساعات الماضية "لم يمحو التحديات الحقيقية للغاية حتى للتوصل إلى اتفاق فوري بشأن إطلاق سراح الرهائن، ولم يحل المواقف التي تبدو متضاربة بشأن الأسلحة ومن يملك السيطرة الرسمية والفعلية على غزة على المدى الطويل"، تقول الصحيفة.
ويطرح المقال عدة تساؤلات في الختام، خاصة وأن "خطة ترامب تفتقر إلى التفاصيل": "هل ستقبل إسرائيل صفقة ليس فيها عملية مفصلة لنزع سلاح حماس؟ هل توافق حماس على صفقة دون شروط واضحة لانسحاب إسرائيل من غزة؟ سيعتمد الكثير على ترامب، وعلى مزيج التطمينات والضغط الذي يمكن أن يقدمه لكل من إسرائيل وحماس...".
"ماذا يدبّر ترامب؟"

خلال ترشحه للرئاسة عام 2024، تعهد دونالد ترامب، بتجنب التدخلات العسكرية الأمريكية المكلفة، التي غالباً ما تكون كارثية، في الخارج، مثل العراق وأفغانستان. كان هذا ركيزة أساسية في برنامجه "أمريكا أولاً"، يقول الكاتب سيمون تيسدال، في مقاله بصحيفة الغارديان.
يتابع تيسدال: "مع ذلك، في غضون أشهر من تنصيبه، كانت القوات الأمريكية تقصف اليمن وإيران. وبالنظر إلى الجنوب، هدد ترامب بالاستيلاء على قناة بنما. والآن، تستعد وزارة الحرب لشن هجمات على عصابات المخدرات 'الإرهابية' في عمق كولومبيا والمكسيك. ومما يثير القلق بشكل مباشر احتمال تجدد جهود البيت الأبيض لفرض تغيير النظام بالقوة على فنزويلا".
وحمل المقال الذي يتحدث عن علاقة ترامب بدول أمريكا اللاتينية، العنوان: "تنمر ترامب على أمريكا اللاتينية ليس جزءاً من أي خطة، فهو لا يدري ما يفعله".
وتلفت الصحيفة إلى اعتقاد الرئيس الفنزويلي "اليساري المتشدد"، نيكولاس مادورو، بأن الولايات المتحدة تشن "حرباً غير معلنة" على بلاده بعد عدة ضربات قاتلة طالت قوارب فنزويلية في المياه الدولية. وتراقب حكومات أمريكا اللاتينية بقلق حشداً عسكرياً أمريكياً ضخماً حول فنزويلا".
يقول مادورو الذي وضع ترامب -مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه- إنه يُجهّز حالة طوارئ "لحماية شعبنا... إذا تعرضت فنزويلا لهجوم من الإمبراطورية الأمريكية".
ماذا يدبر ترامب؟ يتساءل المقال.
ويتابع: "تهريب المخدرات مشكلة خطيرة، لكن قتل الأشخاص عشوائياً في أعالي البحار، رغم شيوعه وصعوبة ملاحقته قانونياً، لا يزال جريمة يعاقب عليها القانون. وعلى أي حال، تقول الأمم المتحدة إن معظم الكوكايين الذي يدخل الولايات المتحدة يأتي من كولومبيا وبيرو والإكوادور، وليس في الغالب عبر فنزويلا".
وبحسب الكاتب فإن ترامب، الذي "تهرب من الخدمة العسكرية، يحب أن يظهر بمظهر القائد الأعلى الصارم. وهو الآن يحاول ترحيل المهاجرين الفنزويليين، الذين لجأ كثير منهم إلى الولايات المتحدة هرباً من العقوبات التي فرضها هو نفسه. ويقترح بعض المحللين أن طموحه الحقيقي هو السيطرة على موارد فنزويلا الغنية بالنفط والغاز والمعادن".
ويعتقد كاتب المقال أن سياسة ترامب تجاه دول أمريكا اللاتينية، مدفوعة بعدد من مستشارين متشددين يحيطون به، مثل نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، ستيفن ميلر، ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي، ماركو روبيو، الذي يرى أن التعامل بالقوة هو الحل، "عمليات الاعتراض لا تنجح. ما يوقفهم هو تفجيرهم...". وأن يكون "مثل هذا التصريح من أكبر دبلوماسي أمريكي أمر لافت للغاية".
يحاول ترامب إعادة إحياء دور الولايات المتحدة كـ"شرطي أمريكا اللاتينية" على غرار [الرئيس الأمريكي السابق 1901-1909] ثيودور روزفلت، المعروف بسياسة "العصا الغليظة" وتدخله المتكرر في شؤون الدول، في خطوة تعد "رجعية وخطيرة وذات نتائج عكسية. وعلى المدى البعيد، يبدو أن الرابح الأكبر سيكون الصين، التي تزداد نفوذاً في المنطقة، وتعد مستثمراً رئيسياً وعضواً مؤثراً في مجموعة 'بريكس'. وبينما يواصل ترامب إحراق الجسور الأمريكية حول العالم، يبدو أنه في الواقع يجعل الصين، عظيمة من جديد"، يختم المقال.

"التخبط الأمريكي، والتقدم الصيني"
وفي إطار تقدم الصين، نشرت صحيفة الواشنطن بوست
"التخبط الأمريكي، والتقدم الصيني"
الأمريكية، مقالاً لفريد زكريا، بعنوان "بينما تتخبط أمريكا، تتقدم الصين بسرعة".
يقول كاتب المقال إنه في الوقت الذي يبني فيه الرئيس الصيني، شي جين بينغ، المستقبل، يعمل ترامب على فرض رسوم جمركية ويخوض حروباً ضد من يدعون للوعي السياسي والاجتماعي وتحقيق العدالة "woke".
يبدأ الكاتب مقاله بالحديث عن تاريخ الصين في حقبة شن فيها قادتها حملة صارمة مدة عقد من الزمن، على أكثر قطاعات البلاد ابتكاراً من التكنولوجيا وحتى التعليم، مما دفع رواد الأعمال إلى المنفى أو الصمت. كما أن دبلوماسيتها المعروفة بـ "الذئب المحارب"، أدت إلى "نفور جيرانها من الهند إلى أستراليا وحتى فيتنام".
لكن يلفت الكاتب إلى أن هذا العصر ولّى، وأن قادة الصين صحّحوا مسارهم.
ويضرب المقال أمثلة على تقدم الصين مقارنة بتراجع الولايات المتحدة. فمثلاً: "في الشهر الماضي، بينما اتهم الرئيس ترامب الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالفشل الذريع، وهاجم الأمم المتحدة لعدم توظيفه لتجديد مقرها قبل عقود، طرح الرئيس شي جين بينغ مبادرة الحوكمة العالمية، بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة. واقترح تعزيز النظام متعدد الأطراف عبر عدة أبعاد، مما يضع بكين في موقع القوة العظمى البناءة التي تحدد جدول الأعمال".
وبينما تواصل الولايات المتحدة فرض الرسوم الجمركية والتهديد بفرض رسوم بنسبة 100 في المئة على الأفلام المصنوعة في الخارج، قدمت الصين "تجارة بدون رسوم جمركية لأي دولة أقل تقدماً وبعض الدول ذات الدخل المتوسط التي تربطها بها علاقات دبلوماسية، بما في ذلك 53 دولة أفريقية".
ويشير زكريا إلى أن مقال لـ "جوليان جيويرتز وجيفري بريسكوت"، نُشر مؤخراً في مجلة "فورين أفيرز"، قالا فيه إن بكين قد تحولت من موقف دفاعي إلى موقف أكثر انتهازية واستراتيجية.
ويخلص المقال إلى أن الصين تعمل على تطوير نفسها على الصعيد التكنولوجي في العلوم والذكاء الاصطناعي والصناعات، بينما في الولايات المتحدة، "خُفّض التمويل الحكومي للعلوم والتكنولوجيا الأساسية، وأصبحت أفضل جامعاتنا تحت الحصار".