اخبار العالم

تونس.. رفض شعبي متزايد لحركة النهضة الإخوانية

تونس.. رفض شعبي متزايد لحركة النهضة الإخوانية

ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد مراد (تونس، القاهرة)

تشهد تونس رفضاً شعبياً متزايداً لحركة النهضة، وهو ما يظهر جلياً في موجات الاحتجاجات الشعبية التي ترفع شعارات مناوئة للحركة الإخوانية وقياداتها، مما يعكس تحولاً عميقاً في المزاج العام والوعي السياسي لدى شريحة واسعة من التونسيين، لا سيما بعدما أصبح المواطن التونسي يرى فيها مشروعاً سلطوياً يتخفى وراء الشعارات الدينية. واعتبر الناشط السياسي التونسي، صهيب المزريقي، أن بروز موجة رفض شعبي واسعة لحركة النهضة يُعد من أبرز التحولات السياسية والاجتماعية التي تشهدها تونس حالياً، موضحاً أن هذا الرفض لم يكن وليد اللحظة، بل حصيلة تراكمات امتدت لسنوات طويلة نتيجة سياسات الحركة وأدائها خلال فترات الحكم والمرحلة الانتقالية.
وأوضح المزريقي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تزايد الرفض الشعبي للحركة لم يعد مجرد ظاهرة سياسية عابرة، بل تحول إلى حقيقة اجتماعية وسياسية راسخة، وهو ما يظهر جلياً في موجات الاحتجاجات الشعبية التي رفعت شعارات مناوئة للحركة الإخوانية وقياداتها، جراء ممارساتها التي تسببت في تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ونوه بأن الشارع التونسي لم يعد يتقبل الخطاب الإخواني، لا سيما مع انطلاق حملات واسعة كشفت عن تورط حركة النهضة في تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر في سوريا وليبيا، والتستر على جمعيات ومنظمات مشبوهة لها ارتباطات خارجية.
وقال الناشط السياسي التونسي، إن حركة النهضة لم تعد قادرة على حشد الجماهير، وأصبحت في موقع الدفاع عن وجودها، لا سيما بعد إسقاط القناع عن استعمال الدين كأداة للوصول إلى السلطة، وأصبح المواطن التونسي يرى فيها مشروعاً سلطوياً يتخفى وراء الشعارات الدينية، مما جعل مطلب «محاسبة النهضة» ليس مقتصراً على النخب السياسية، بل بات جزءاً من الرأي العام الشعبي، مضيفاً أن حركة النهضة تُعاني أزمة وجودية، وليس أمامها سوى خيارين، إما التلاشي التدريجي وفقدان تأثيرها بسبب الانفصال التام عن قاعدتها الشعبية، أو محاولة إعادة التموضع عبر التخلي عن المرجعية الإخوانية. 
بدورها، قالت المحللة والأستاذة الجامعية التونسية، منال وسلاتي، إن الرفض الشعبي لحركة النهضة ليس مجرد موقف سياسي معارض أو شعار يُرفع في لحظة غضب، بل تحول إلى ظاهرة اجتماعية تُترجم يومياً في لغة الخطاب الشعبي، وفي تفاصيل الحياة اليومية، إذ إن المواطن التونسي بات يرى الحركة الإخوانية عنواناً للفشل والفساد.
وأضافت وسلاتي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هذا الرفض الشعبي لا ينفصل عن ذاكرة التونسيين التي حملت خيبات متراكمة تعود إلى سنوات حكم الإخوان التي لم تُثمر سوى صراعات داخلية، وأزمات في الاقتصاد والمالية، وبدل أن تتحول النهضة إلى قوة بناء، وُصمت في الشارع بأنها قوة تعطيل وعرقلة. 

Advertisements

قد تقرأ أيضا