ثلاثة مسارات

وأفادت المصادر أن المقترح الذي قدمه مسعد بولس، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى أفريقيا، يقوم على ثلاثة مسارات مترابطة: عسكري، إنساني، وسياسي. ويُنظر إلى هذه المسارات باعتبارها إطارًا متكاملاً لمعالجة الجوانب العاجلة للأزمة جنبًا إلى جنب مع جذورها السياسية والأمنية.

المسار العسكري

ويركز المسار العسكري على وقف شامل لإطلاق النار يفتح الطريق أمام عودة الخدمات الأساسية وتدفق الإغاثة إلى جميع المناطق.

ويتضمن المقترح تشكيل لجنة دولية للإشراف على تثبيت وقف النار، مع تفعيل آليات مراقبة ميدانية تهدف إلى حماية المدنيين وتأمين الممرات الإنسانية، إضافة إلى معالجة أي خروقات محتملة بين طرفي النزاع.

المسار السياسي

وبحسب المصادر، ينص المقترح على إطلاق عملية سياسية تقودها القوى المدنية، مع استبعاد عناصر النظام السابق والتيارات المرتبطة به.

وتبدأ العملية فور قبول وقف إطلاق النار، على أن تناقش قضايا الانتقال ومسائل الحوكمة، وتدعم المسار الإنساني، وصولًا إلى إطلاق عملية لإنهاء الحرب بشكل كامل.

إعادة هيكلة

ويشمل المقترح الأمريكي عملية إصلاح عسكري واسعة تهدف إلى إخراج التيارات العقائدية من المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية، في إطار إعادة هيكلة كاملة تعتمد الدمج التدريجي للقوات المسلحة والمجموعات المقاتلة، وتفكيك الفصائل التي تقاتل مع الطرفين.

ويؤكد المقترح أن هذا الهيكل الأمني الجديد يجب أن يخضع لسلطة مدنية ناتجة عن العملية السياسية، وأن قضايا الإصلاح لا يمكن أن تُترك لقرار الجيش والدعم السريع وحدهما، باعتبارها شأنًا وطنيًا شاملًا.

موقف الأطراف

وتشير التقارير إلى أن المبعوث الأمريكي قدم نسخة أولية من الخطة في سبتمبر الماضي لوفدي الجيش والدعم السريع، لكنها لم تلقَ قبولًا. وفي تصريحاته الأخيرة، أكد بولس أن الطرفين لا يزالان غير موافقين على مقترح وقف النار، داعيًا إلى القبول بالمبادرة الأمريكية «دون شروط مسبقة» لإنقاذ الأرواح وتهيئة الظروف لاستئناف المسار السياسي. ويعتبر وقف إطلاق النار، وفق المبعوث الأمريكي، خطوة ضرورية نحو استعادة الاستقرار والدخول في مفاوضات حقيقية تقود إلى حكم مدني دائم.